طالب العشرات من فلاحي ولاية قسنطينة، والمتضررين من الجفاف، الذي مس عشرات الهكتارات من الأراضي الفلاحية عبر العديد من بلديات الولاية، بكشف نتائج عمليات الإحصاء التي باشرتها اللجنة التقنية الولائية للكوارث الطبيعية الفلاحية، في 10 جوان الماضي، من أجل تعويضهم. أكد المشتكون ل"المساء"، أن اللجنة المكلفة بإحصاء الأضرار الناجمة عن الجفاف بشكل استعجالي، لم تقدم إلى حد الآن النتائج المتوصل إليها، من أجل مباشرة تعويض المتضررين، وأضاف هؤلاء، أنهم ينتظرون بفارغ الصبر، نتائج التحقيقات الميدانية التي قامت بها اللجنة الولائية للكوارث الطبيعية الفلاحية، خاصة بعدما فعّلت الوزارة الأولى صندوق الكوارث الفلاحية، لتعويض الفلاحين المتضررين من الجفاف، بعدما تكبدوا خسائر معتبرة للموسم الثالث على التوالي. وقد شهدت عملية إحصاء الأضرار التي انطلقت بشكل استعجالي، حسب الفلاحين، في 10 جوان المنقضي، زيارة خبراء اللجنة لكل مستثمرة فلاحية على حدى، بحضور الفلاحين، غير أن تقاريرها الخاصة بتقييم الخسائر والأضرار، حسب تأكيد المشتكين، لم تسلم إلى المصالح الولائية، ولا حتى مصالح مديرية الفلاحة، للنظر فيها وتعويضهم إلى حد الساعة. من جهته مدير المصالح الفلاحية، أكد أن اللجنة التقنية الولائية للكوارث الطبيعية الفلاحية، التي يرأسها والي قسنطينة، والتي تضم كلا من مدير المصالح الفلاحية ومحافظ الغابات ورئيس الغرفة الفلاحية، بالإضافة إلى مدير الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي، باشرت منذ أزيد من 15 يوما، إحصاء المتضررين لتقديم القرار النهائي لمصالح الولاية، ومن ثمة إلى الوزارة الوصية، وذكر المدير أن 8 خبراء لازالوا يشرفون على عملية إحصاء المتضررين من الجفاف، مؤكدا أن اللجنة ستستكمل عملها بحلول 20 جويلية الجاري. أما عن طريقة تعويض الفلاحين المتضررين من الجفاف، أضاف المسؤول أنها ستكون على المستوى المركزي، على غرار الإجراءات الخاصة بالمستفيدين من القروض، لاسيما "قرض الرفيق"، حيث اعتبر أن فتح أو إعادة تفعيل صندوق الكوارث الفلاحية، يعد العنصر الرئيسي في مسار معالجة مشكلة الفلاحين المتضررين. وقد أقر مدير القطاع بالوضعية المزرية التي عرفها الموسم الحالي، والذي يعتبر استثنائيا، بسبب الجفاف الذي عرفته البلاد، حيث مس ثلثي المساحة المزروعة في الولاية، إذ لن تشمل عملية الحصاد إلا حوالي 30 ألف هكتار من أصل 90 ألف هكتار، تمت زراعتها بالحبوب، فضلا عن أن مردودية المساحة المحصودة لن تكون كبيرة مقارنة بالسنوات الفارطة، مشيرا في ذات السياق، إلى أن مصالحه تتوقع استقبال كمية ضئيلة لن تتعدى 280 ألف قنطار من الحبوب خلال موسم الحصاد الجاري، بسبب الجفاف، بعد أن كانت تحصد ما يقارب مليوني قنطار في المواسم الماضية. للإشارة، كان والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، رفقة السلطات المحلية ومسؤولي قطاع الفلاحة، قد أشرف الأسبوع الماضي، على إعطاء إشارة انطلاق موسم الحصاد والدرس من بلدية ديدوش مراد.