ينتظر سكان بلدية براقي، جنوب ولاية الجزائر، بفارغ الصبر، الانتهاء من مشروع خط المترو، نهاية السنة الجارية أو بداية السنة القادمة، وفك الوضعية المرورية التي ازدادت تعقيدا، خاصة بالمدخل الشمالي المؤدي إلى وسط المدينة، بسبب وتيرة الأشغال المتقدمة التي يعرفها المشروع، لكن رغم هذه المتاعب فإن أهل المدينة يستبشرون خيرا بهذا المشروع الحيوي، الذي سيعطي إضافة كبيرة لهذه البلدية شبه الحضرية، ويسهل حركة تنقل الأشخاص، ويجعلها أكثر جاذبية. تعقدت وضعية حركة المرور ببراقي منذ أن قررت مؤسسة إنجاز "مترو الجزائر"، تحويل مسار الحركة المرورية ببراقي لمدة 3 سنوات، وغلق المنفذ الشمالي منذ 12 فيفري 2021، في إطار أشغال إنجاز توسعة الخط 1 لمترو الجزائر، الرابط بين عين النعجة وبراقي، والانتهاء من إنجاز المحطة على مستوى شارع محمد بلعربي. وفي ظل هذه الوضعية، تم تكييف حركة المرور بشكل يخفف ولو قليلا من الطوابير الطويلة التي تتشكل بمدخل المدينة، حيث تلج المركبات وسط المدينة عبر مسلك ضيق لا يتسع إلا لاتجاه واحد، لكن سكان المدينة، حسب أحدهم تعودوا على هذه الوضعية المؤقتة، وصاروا يدخلون المدنية من مسالك فرعية أخرى، توصلهم إلى وسط المدينة. وذكر بعض سكان البلدية أن الاختناق المروري المؤقت سيزيد من متاعب أهل المدينة وزوارها الآتين من الجهة الشمالية، لكن منافع هذا المشروع الحيوي، "ستنسينا كل هذه المشاق، وستعود السيولة المرورية أفضل مما كانت عليه، قبل التفكير في مشروع المترو. ويستبشر السكان خيرا بهذا الإنجاز الذي سيعطي إضافة كبيرة لهذه المدينة الريفية، التي ستزداد بها الحركة التجارية مستقبلا، حسب بعض العارفين بعالم التجارة، وستكون المدينة محجا للعديد من زوار العاصمة، الذين سيضطرون إلى المرور بهذه المدينة، التي تهيأت منذ سنوات، حيث خصصت الدولة أموالا ضخمة لتهيئة الشارع الرئيسي الكبيرة. ولأن التجار يستشرفون الأمور ويدركون أسباب ازدهار تجارتهم، فإنهم استعدوا منذ سنوات في إعادة تهيئة محلاتهم، وتزيينها بلافتات جميلة وديكور جذاب، ولجأ العديد من التجار إلى شراء محلات أو استئجارها، لكونهم يعلمون أن براقي، ستكون بعد تدشين خط المترو، قبلة المتسوقين الذين يبحثون عن مستلزماتهم في ضواحي العاصمة، دون تكليفهم عناء التنقل إلى قلب العاصمة. مشروع المترو يلهب سعر العقار وأسر إلينا أحد سكان البلدية أن مشروع المترو غير العديد من المعايير بالمدينة، منها التهاب سعر العقار، لاسيما بالقرب من محطة المترو، حيث يبحث العديد من التجار وميسوري الحال عن فرص الاستثمار في هذه المدينة والاستقرار بها، لكونها أصبحت أكثر استقطابا لرؤوس الأموال والحركة التجارية والاستقرار السكني. وقد بدأت حركة استقطاب رؤوس الأموال والمستثمرين، حسب أهل المنطقة، منذ الإعلان عن مشروع المترو، حيث هب الكثير من المستثمرين وأصحاب الأموال نحو شراء العقارات القريبة من محطة المترو، والشارع الرئيسي بالخصوص، كما لجأت العديد من المؤسسات المصرفية إلى فتح مقرات لها بهذه المدينة، وأخرى جددت مقراتها قصد مواكبة التحول الحضري والاقتصادي لهذه المدينة التي جددها خط المترو. ويوفر خط المترو عين النعجة - براقي أسندت صفقة إنجاز الهندسة المدنية لهذا الامتداد فرع الأشغال العمومية لمجمع كوسيدار والممتد على مسافة 6 كلم ست محطات، منها ثلاث محطات بمدينة براقي منها محطة الحفلات القديمة وحديقة وسط المدينة ومحطة حي 2004 مسكن، مما يسهم في فك الاختناق المروري عن المدينة، وحتى عن قلب العاصم، التي غالبا ما يستعمل بعض المواطنين، والعمال خصوصا سياراتهم للوصول إلى مناصب عملهم، كما يربط محطة السكك الحديدية بجسر قسنطينة والمحطة المتعددة الخدمات بنفس البلدية.