منحت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "الايكواس" الأولوية للدبلوماسية من أجل تسوية الأزمة المتفجرة في النيجر، على إثر الإطاحة بنظام الرئيس محمد بازوم، في نفس الوقت الذي أبقت فيه على تهديدها بالتدخل العسكري لإعادة النظام الدستوري في النيجر. وقالت "الايكواس" عشبة عقد قمتها الاستثنائية الثانية حول النيجر اليوم، بالعاصمة النيجيرية أبوجا، أنها تواصل "اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان عودة النظام الدستوري في النيجر". من جانبه قال رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، الذي تضمن بلاده حاليا رئاسة المنظمة الإقليمية، إن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل الذي يجب اتباعه لكن من دون أن يسقط خيار التدخل العسكري، بالإشارة إلى أن "الايكواس" لم تستبعد أي خيار لإعادة الرئيس بازوم، إلى منصبه على رأس الدولة في النيجر. ويعد هذا الموقف الأول الذي يتخذه الرئيس تينوبو، منذ انتهاء مهلة السبعة أيام الأحد الماضي، والتي كانت منحتها "الايكواس" لقادة الإنقلاب في النيجر للعدول عن موقفهم والإفراج عن بازوم، والعودة إلى النظام الدستوري. ويأتي هذا التطور في موقف "الايكواس" الذي يبدو أنها فقدت حماسها في التدخل العسكري بعدما رفضته عدة دول إفريقية وحتى أعضاء في المنظمة نفسها، عشية عقدها اليوم ثاني قمة استثنائية بأبوجا، لبحث الإجراءات التالية التي ستتخذها لمواجهة الإنقلاب في النيجر. وفي انتظار مخرجات قمة أبوجا، وجه قادة الإنقلاب أمس، سلسلة اتهامات إلى فرنسا أولاها خرقها لقرار نيامي غلق الأجواء الجوية من خلال إقلاع قواتها لطائرة عسكرية من عاصمة التشاد نجامينا باتجاه النيجر، كما اتهموا فرنسا بإطلاق سراح "إرهابيين" شاركوا فيما بعد في اجتماع للتحضير لشن هجوم على المنطقة المسماة "الحدود الثلاثة" التي تضم أجزاء واسعة من النيجرومالي وبوركينافاسو. وكان هؤلاء اتهموا فرنسا لكن من دون ذكرها بالاسم بالتحضير لهجوم عسكري على النيجر، في تطورات تكشف مدى توتر العلاقة بين نيامي وباريس التي يتكرر معها نفس سيناريو الرفض الذي واجهته في مالي وبوركينافاسو.