يبدو أن العناصر الوطنية لمختلف التخصصات الرياضية، دخلت مرحلة الجد لاقتطاع تأشيراتها التأهيلية للألعاب الأولمبية المقبلة باريس 2024؛ حيث تعمل الاتحاديات جاهدة على تطبيق تعليمات السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرامية إلى تأهيل أكبر عدد ممكن من اللاعبين لذات الاستحقاق من جهة، والعمل على تجديد العهد مع التتويجات لتدارك نكسة طوكيو 2020، لا سيما أن الجزائر لديها تفوّق تاريخي، وثقافة في بعض التخصصات الرياضية؛ على غرار ألعاب القوى، والجيدو، والملاكمة؛ كونها تحصلت على 17 ميدالية أولمبية منها 5 ذهبيات؛ لأن أقوياء العالم يتنافسون في مثل هذه المواعيد. ولبلوغ الرهان تسابق الوزارة الوصية الزمن، حيث قامت، مؤخرا، بالتنصيب الرسمي للجنة وطنية لرياضة النخبة والمستوى العالي وكشف المواهب الرياضية لعهدة مدتها 4 سنوات، حسب العدد الأخير من الجريدة الرسمية، التي ستتولى مهمة رسم وتقييم الاستراتيجية الوطنية لرياضة المستوى العالي ورياضة النخبة، وكذا التكفل بالمواهب الشابة. تنصيب هاتين اللجنتين خطوة هامة جدا من أجل إعطاء ديناميكية جديدة وإيجابية، ستساهم حتما في دعم الحركة والنشاط الرياضي، نظير الرهانات التي سطرتها الدولة خلال مشاركة الرياضة الجزائرية في موعد باريس، على حد تأكيدات الأمين العام للجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، خير الدين برباري، الذي قال سابقا إنه يعوّل على ثمانية رياضيين لتحقيق ميداليات في الألعاب الأولمبية باريس 2024". وأفاد برباري بأن اللجنة الأولمبية تعوّل على مجموعة من الرياضيين، وتحرص على توفير كل الإمكانيات لهم، والعمل على إيصالهم في أحسن الظروف من أجل التألق في باريس 2024؛ قال: "توقعاتنا موزعة على ثلاثة مستويات لنيل الميداليات في الاستحقاق الأولمبي؛ المستوى الأول يضم عناصر ألعاب القوى؛ حيث نطمح لنيل ميدالية بواسطة أحد الأبطال الثلاثة في اختصاص 800 متر سواء سليمان مولى، أو جمال سجاتي، أو محمد علي قواند، ناهيك عن ياسر تريكي في الوثب الثلاثي. فمنطقيا، جميعهم يمتلكون أرقاما تسمح لهم بالتنافس على منصة التتويج الأولمبي، بالإضافة إلى الملاكمة إيمان خليف، التي لديها كل المقومات لتكون بطلة أولمبية تشرفنا بسماع النشيد الوطني في باريس". وأضاف: "المستوى الثاني وضعنا فيه البطل الواعد في الجيدو دريس مسعود، الذي فاز منذ أيام، بفضية دورة زغرب، فبالنظر إلى سنه (20 عاما) يوجد في نسق تصاعدي والاتحادية ترافقه؛ حيث يحضّر حاليا في نادي باريس سان جيرمان، بمعية ثلة من الرياضيين العالميين، وكلكم تعرفون المستوى العالي للجيدو الفرنسي. والمستوى الثالث يشمل المصارع بشير سيد عزار (مرتبة خامسة في طوكيو)، والرباع وليد بداني (منصة تتويج عالمي)، اللذين يمتلكان إمكانيات تخوّل لهم تحقيق نتائج إيجابية إن بلغا الجاهزية المطلوبة، ولم يتعرضا للإصابات". وأكد خير الدين برباري أن اللجنة الأولمبية تسعى إلى تأهيل أكبر عدد ممكن من الرياضيين إلى أولمبياد باريس-2024، والذي يُعد في حد ذاته، نتيجة إيجابية في بعض التخصصات. ومن المنتظر أن يضم الوفد الجزائري حوالي 30 رياضيا، حسب توقعات اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية؛ سعيا منها "لنسيان نكسة" دورة طوكيو. وفي رده على سؤال حول حظوظ الجزائر في الموعد الأولمبي المقبل، تحدّث برباري بواقعية كبيرة قائلا: "يجب أن نكون صرحاء مع الجمهور الرياضي. الجزائر تمتلك إمكانية تحقيق ميداليات دولية وأولمبية في بعض التخصصات فقط؛ فلا نستطيع الطلب من رياضة ليس لها تواجد في المستوى الدولي، أن تحقق ميدالية أولمبية، هذا أمر غير منطقي، وذلك على غرار ما يحدث في العالم"، مستشهدا بدول كبرى تمتلك الإمكانيات ولا تستثمر في بعض الرياضات؛ لأنها لا تدخل في ثقافتها". وبالنسبة للنتائج التي حققها الرياضيون الجزائريون خلال المحافل الإفريقية والدولية، اعتبر برباري أن "الميدالية الذهبية التي أحرزها إدريس مسعود خلال البطولة الإفريقية للجيدو التي جرت في الأسبوع الأول من الشهر الجاري (سبتمبر)، تجعلنا نتفاءل، ونطمح لتحقيق ميدالية أولمبية، مثلما هي الحال بالنسبة للعداء الجزائري جمال سجاتي، الذي تحصّل على المرتبة الأولى في سباق 800 متر ببروكسيل في الجولة 13 من الدوري الماسي 2023. وهي كلها مؤشرات إيجابية تحسبا لأولمبياد 2024". وبالنسبة للألعاب الأولمبية 2024 بباريس، سيتم تنظيم اجتماعات تنسيقية مع كل الاتحاديات الوطنية، نهاية الشهر الجاري (سبتمبر)؛ تحضيرا للمشاركة الجزائرية في أولمبياد 2024، لا سيما أن الهيئة الأولمبية بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، سخّرت كل الإمكانيات البشرية والمالية من أجل مرافقة الرياضيين؛ بهدف التأهل إلى موعد باريس الأولمبي.