كشفت زيارة ميدانية قامت بها لجنة التربية، التكوين المهني والتعليم العالي، بالمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، إلى عدد من المؤسسات التربوية بمقاطعة براقي، شرق العاصمة، عن وضعية "كارثية" بأغلب المؤسسات، خاصة من حيث التهيئة وتأهيل هذه المرافق، قبل الدخول المدرسي، فرغم الميزانية المعتبرة التي تخصَّص سنويا للتكفل بتجهيز هذه الأخيرة وترميمها، وتوفير ظروف مناسبة لتمدرس التلاميذ، إلا أن ذلك لا أثر له في الواقع، إذ ذهبت الأموال التي ضُخت لفائدة التلاميذ في مهب الريح، كما لا تزال العديد من المشاريع المبرمجة منذ عدة سنوات، "حبرا على ورق"، وبعضها توقف إنجازها، لتبقى ورشة مفتوحة. سمحت زيارة وفد المجلس الشعبي الولائي، بداية الأسبوع الجاري، إلى عدد من المؤسسات التربوية ببلديات الكاليتوس، براقي وسيدي موسى، بالاطلاع عن الوضع الصعب الذي يدرس فيه تلاميذ العديد من الأحياء، نتيجة الضغط الرهيب داخل الأقسام والمؤسسات، بصفة عامة، خاصة في مرحلة التعليم المتوسط التي تسجلا عجزا يقدر ب 64 متوسطة على مستوى مديرية التربية للجزائر "شرق"، حسبما كشفه مصدر من المديرية ل"المساء"، وهو ما يترجمه الاكتظاظ الفظيع الذي اكتشفناه خلال مرافقتنا للوفد، الذي ترأسه رئيس لجنة التربية محمد بسكري، بحضور الوالي المنتدب الجديد لمقاطعة براقي، عبد الوهاب برتيمة، ورؤساء المجالس الشعبية البلدية والمكلفين بملف التربية بالبلديات. وضع جد متدهور في متوسطة "محي الدين بن تقية" ببراقي لا يزال قطاع التربية، الذي يستفيد من إعانات مالية معتبرة، يعاني من نقائص عديدة، مثلما اكتشفناه، خاصة بمتوسطة "محي الدين بن تقية" في بلدية براقي، التي لاتزال وضعيتها جد متدهور إلى حد الآن، إذ تضم 1135 تلميذ، موزعين على 28 فوجا تربويا و23 قاعة و3 شاليهات، وبحوالي 48 تلميذا في القسم، عدد منهم يدرس في الشاليهات التي لا يطاق البقاء داخلها، لا في فترة الحر ولا أثناء هطول الأمطار التي تتسرب إليها، حيث سبق اقتراح إنجاز 4 أقسام بها، غير أنها لم تجسد، في الوقت الذي يزداد وضعها تدهورا، نتيجة التشققات العميقة في الجدران، التي استدعت طلب خبرة مصالح المراقبة التقنية للبنايات، التي تأخرت كثيرا، رغم خطورة الوضع، الذي تطلب أيضا رفع تقرير مفصل عن هذه المؤسسة، السنة الماضية، إلى الوزير الأول ووالي ولاية العاصمة، مثلما أكده لنا عضو المجلس الشعبي الولائي، بلفتحي توفيق، الذي عبر عن أسفه على وضعية القطاع بهذه البلدية. أكثر من 60 تلميذا في متوسطة حي الرايس لا يقل الوضع سوء بالمجمع المدرسي لبن طلحة، الذي يضم 952 تلميذ، موزعين على 12 حجرة، بمعدل 48 تلميذا في القسم، حيث تشهد هذه المدرسة اكتظاظا رهيبا، نتيجة استقبالها تلاميذ مرحلين، باعتبارها الابتدائية الوحيدة القريبة منهم، ما انعكس على وضعيتها، حيث وجد عدد من التلاميذ أنفسهم يدرسون وهم واقفون، وفي أقسام تتسرب من بعض أسقفها مياه الأمطار، كما يضطر الأساتذة إلى الجلوس في الساحة، بسبب غياب قاعة خاصة بهم، فضلا عن نقص الأمن، وغيرها من النقائص. وببلدية سيدي موسى، لم يصدق الوفد حجم الاكتظاظ داخل المؤسسات التربوية، خاصة بمتوسطتي حي زواوي والرايس، التي تجاوز عدد تلاميذ القسم الواحد فيها 60 تلميذا، حيث يعجز اللسان عن التعبير عن وضعية متوسطة حي الرايس، التي أصبحت أسقفها مهترئة كثيرا، وتتسرب منها المياه من كل جهة، سواء للأقسام أو المكاتب، فضلا عن نقص التأطير والاكتظاظ الناجم عن العدد الكبير جدا من التلاميذ، الذي بلغ 1830 تلميذ، يدرسون بنظام الدوامين، لمدة 21 ساعة في الأسبوع، عوضا من 28 ساعة، والعديد منهم يصلون متأخرين، بسبب نقص النقل المدرسي، حسبما أكدته مديرة المتوسطة. الخطر يحدق بتلاميذ ثانوية "محمد لمين دباغين" أما ثانوية "محمد لمين دباغين" بالكاليتوس، التي زرناها، فحدث ولا حرج، كونها أصبحت تشكل خطرا على التلاميذ، نتيجة انزلاق الأرضية التي أحدثت تشققات كبيرة جدا في الجدران، فضلا عن وضعية الأسقف المهترئة، التي تؤدي إلى تسرب مياه الأمطار، على غرار أغلب مؤسسات المنطقة، التي تواجه مشكل قِدم الأسقف واهترائها، إلى جانب عدم استفادة أغلب أرضيات الساحات المملوءة بالحفر من التهيئة، كما عقدت وضعية دور المياه الوضع، إذ لا يصدق زائرها وجود مؤسسات تربوية بالعاصمة على هذه الحال، رغم أن أموالا ضخمة تخصصها ولاية الجزائر والمجلس الشعبي الولائي سنويا، لقطاع التربية، من أجل استقبال التلاميذ في ظروف لائقة. المجلس الولائي يعرض الملف في دوراته القادمة وفي تعليقه على هامش الزيارة التي تتواصل، لتمس مؤسسات تربوية بعدة مقاطعات إدارية، أوضح رئيس لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي، محمد بسكري، أن المجلس سيعد ملفا كاملا عن قطاع التربية بالعاصمة، عقب الخرجات الميدانية حول ظروف التمدرس والنقائص المسجلة، والذي يناقش خلال دورات المجلس المقبلة والبحث عن حلول لها. من جهته، طالب الوالي المنتدب لمقاطعة براقي، عبد الوهاب برتيمة، من المعنيين، بتحديد الأوعية العقارية التي يمكنها احتضان مشاريع، لإنجاز مؤسسات تربوية، والإسراع في إعداد البطاقات التقنية على مستوى البلديات الثلاث، مشيرا إلى عقد لقاء مرتقب مع مدراء المتوسطات والثانويات، بحضور مدراء التربية، لطرح مختلف الانشغالات وتقديم الاقتراحات، لضمان موسم دراسي ناجح للتلاميذ.