وصف وكيل وزارة الصحة في غزة، يوسف أبو الريش، الحالة التي يمر بها القطاع بأنها "غير مسبوقة"، ما يتطلب، حسبه، وبشكل عاجل وقف الاعتداءات الصهيونية وفتح المعابر وتوفير ممرات لإخلاء الجرحى إلى خارج قطاع غزة، وتوفير امدادات عاجلة كي لا ينتهي انهيار المنظومة الصحية بكارثة. حذر أبو الريش في اتصال هاتفي أجرته معه "المساء"، أمس، من كارثة حقيقية متعددة الجوانب تواجه النظام الصحي في قطاع غزة، نتيجة استمرار الاعتداءات الهمجية ضد المدنيين الآمنين، وضد جميع المؤسسات التي تخدم المجتمع، بما في ذلك المؤسسات الصحية ودور العبادة وسيارات الإسعاف وطواقم العمل الإنساني، ما أفرز كارثة غير مسبوقة في قطاعات مختلفة في مقدمتها انهيار المنظومة الصحية في غزة. وعدد مسؤول الصحة في غزة بعض جوانب هذا الانهيار، بداية بتشبع المستشفيات عن كاملها بالمصابين، حيث أوضح أنه بالرغم من تمديد وزيادة السعة السريرية الأصلية إلى الضعف، فإن أعدادا كبيرة جدا من الجرحى وصلت إلى المستشفيات على مدار الساعة، إلى حد امتلاء جميع الأسرة في الأقسام المختلفة، حيث أصبح متعذرا، حسبه، إخلاء الجرحى المتواجدين في أقسام الطوارئ إلى أقسام العناية المركزة والعمليات والأقسام الأخرى، مما تسبب في اختناق هذه الأقسام مع عدم القدرة على تقديم الرعاية الصحية للحالات المتواجدة بها، وعدم قدرتها على التعامل مع أعداد الجرحى الجدد، الذين أصبحوا يتلقون العلاج على الأرض، ما تسبب في فقدان العديد من الأرواح لعدم وفرة المكان والظروف المناسبة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لها. وتطرق أبو الريش إلى وصول الطواقم الطبية والمساعدين الطبيين والطواقم المساندة إلى مرحلة الإنهاك التام، مع انعدام الممرات الآمنة ووسائل نقل آمنة للوصول إلى المستشفيات. وبالنسبة للإمدادات من أدوية ومستلزمات طبية، أكد محدثنا أن العديد من هذه الأصناف لم تكن متوفرة في المستشفيات التي كانت تعاني أصلا من فقدان ما يقرب من 45 % من قائمة الأدوية الأساسية قبل بدء العدوان على غزة، فيما نفذت العديد من الأصناف نتيجة الأعداد المهولة من الإصابات. كما دق أبو الريش ناقوس الخطر، بشأن الوضعية المزرية التي آلت إليها المستشفيات نتيجة وقف الاحتلال للخطوط الناقلة للمياه وانقطاع التيار الكهربائي، بعد فصل الخطوط الكهربائية الاسرائيلية وتوقف محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة بسبب نفاد الوقود. وأشار إلى أن المستشفيات تلتزم خطة تقشف لإطالة أمد عمل المولدات وفقما هو متوفر من كميات شحيحة من الوقود، مضيفا أن أوجه الكارثة المتعددة، مست أيضا سيارات الاسعاف التي لم تعد قادرة على الوصول إلى المرضى والمصابين في أماكن القصف بسبب استهدافها واستهداف المسعفين. كما أكد محدثنا، أن الدفاع المدني لم يعد هو الآخر قادرا على إخلاء الشهداء والجرحى تحت الأنقاض، بسبب غياب الوقود ونقص المعدات لديه، في وقت يتواصل فيه القصف الصهيوني بإلحاق دمار كبير بالبنية التحتية والطرق. ويحول هذا الوضع دون وصول المصابين إلى المستشفيات في الوقت المناسب، بالتزامن مع خروج عشرات المؤسسات الصحية عن العمل وخاصة مراكز الرعاية الأولية نتيجة عدم قدرة الطواقم الطبية والجرحى الوصول إليها، وكذا انقطاع الأونروا عن العمل في محافظة غزة وشمالها وتقليص أعمالها في جنوب القطاع. وقال وكيل وزارة الصحة إن استهداف المستشفيات أصبح يمارس بشكل مستمر وعلى نطاق واسع، مشيرا في هذا الصدد، إلى خروج مشفيي بيت حانون والكرامة عن الخدمة واستهداف مشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال بالفسفور الأبيض، ليصل عدد المستشفيات التي أصبحت خارج الخدمة إلى أكثر من 12 مستشفى. وبالرغم من أن المستشفيات لم تعد آمنة في ظل استمرار التهديد الاسرائيلي بقصفها، إلا أن أبو الريش أكد تحولها إلى ملاجئ ومراكز إيواء، حيث يضم مستشفى الشفاء لوحده أكتر من 50 ألف مواطن اضطروا لمغادرة بيوتهم. وهو ما يهدد من تحول المستشفيات بسبب الاكتظاظ الكبير للأطفال والنساء الى بيئة غير آمنه ويعرضهم للأمراض الوبائية، خاصة في ظل نقص المياه ودورات المياه وانعدام أدنى مقومات النظافة، بالإضافة إلى الضغط الكبير على مرافق المستشفيات وخلق بيئة لا تمكن الطواقم الصحية من تقديم خدماتها. وتحدث المسؤول الصحي أيضا، عن نوعية الإصابات التي تستقبلها المستشفيات ومنها الإصابات البليغة التي تحتاج الى أسرة عناية مركزة والى رعاية استثنائية. وقد تم ملاحظة وجود حروق غير معتادة، بالإضافة الى الإصابات الناتجة عن الشظايا، مستنكرا استخدام الكيان الصهيوني لأسلحة جديدة تنهال على رؤوس الناس. استنكار فلسطيني للفشل الدولي في تأمين دخول الاحتياجات الإنسانية.. ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 7415 شهيد و20517 جريح استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، الفشل الدولي في تأمين دخول جميع الاحتياجات الإنسانية لسكان قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الصهيوني على غزة لليوم ال21 على التوالي، وارتفاع حصيلة الضحايا بغزةوالضفة الغربية إلى 7415 شهيد و20.517 جريح، حسبما ذكرته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا). وأدانت الوزارة، في بيان لها، استمرار العدوان الصهيوني المدمر على غزة لليوم ال21 على التوالي، بما يخلفه من شهداء وجرحى وتدمير هائل وغير مسبوق في القطاع وتعميق وتوسيع الكارثة الإنسانية في صفوف المواطنين المدنيين من تشريد وتجويع ونزوح تحت قصف الطائرات المدمر. ونددت بجرائم قوات الاحتلال والمستعمرين المسلحين في عموم الضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها القدس الشرقية والقوانين الاستعمارية العنصرية التي تسهل قتل الفلسطينيين وتضيق الخناق عليهم وتزيد العدوان بحقهم لدفعهم نحو الهجرة وترك وطنهم. وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بوقف ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان واحتياجات وحقوق المدنيين في ظل العدوان، مؤكدة مجددا أن المطلوب هو الوقف الفوري للعدوان. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن حصيلة ضحايا عدوان قوات الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزةوالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الجاري، ارتفع إلى 7415 شهيد و20.517 جريح. وقالت في تقريرها اليومي الصادر أمس الجمعة، إن 7305 شهيد ارتقوا في قطاع غزة و110 شهيد في الضفة، فيما جرح في القطاع 18567 مواطن، و1950 في الضفة. وذكرت الوزارة في تقريرها أن 70 بالمائة من الشهداء في قطاع غزة هم من الأطفال والسيدات والمسنين. وقالت إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وهي أكبر جهة تقدم المساعدات الإنسانية في غزة، استنفدت تقريبا احتياطاتها من الوقود وبدأت تقليص عملياتها بشكل كبير، مبينة أن 12 شاحنة تحمل مياها وغذاء وإمدادات طبية دخلت عبر معبر رفح منذ 21 من الشهر الجاري، إذ تعمل منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتسهيل إيصال الإمدادات إلى المستشفيات. وأضافت الوزارة أن 34 بالمائة من مستشفيات غزة لا تعمل و65 بالمائة من مراكز الرعاية الصحية الأولية مغلقة فيما يعاني أكثر 37 ألف شخص من بين النازحين أمراضا غير معدية. وفيما يتعلق بالاعتداء على عمال قطاع الصحة، سجلت الوزارة أكثر من 260 اعتداء، حيث ارتقى 104 شهداء من الكوادر الصحية وجرح أكثر من 100 وتضررت 50 سيارة إسعاف بينها 25 تعطلت عن العمل بشكل كامل.كما سجل 69 اعتداء على المنشآت الصحية، 12 منها أصبحت خارج الخدمة، وتوقف 46 مركز رعاية صحية من أصل 72 عن العمل جراء القصف ونفاد الوقود، كما أشارت إلى أن الاحتلال طالب 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير). وأشارت إلى النقص الحاد في الأدوية والمعدات والكوادر اللازمة لعلاج الأعداد الكبيرة من الجرحى إضافة للانخفاض الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء حيث يتم إجراء عمليات جراحية بدون تخدير وعلى ضوء الهواتف. وقدرت وزارة الصحة عدد النازحين في قطاع غزة بنحو مليون وأربعمئة ألف مواطن. كما بين التقرير أن 45 بالمائة من الوحدات السكنية في قطاع غزة تم تدميرها جراء القصف العنيف الذي شنه جيش الاحتلال جواً وبراً وبحراً منذ بدء العدوان. * ق. د برنامج الأغذية العالمي يدقّ ناقوس الخطر.. النقص الحاد في الوقود يهدّد بانقطاع المساعدات الطارئة بغزة أكد ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، سامر عبد الجابر،أنالنقصالحاد في الوقود قد يجبر البرنامج على وقف تقديم المساعدات الغذائية الطارئة لآلاف الأسر النازحة في قطاع غزة الذي تحاصره قوات الاحتلال الصهيوني. وأوضح عبد الجابر، في بيان له، أمس، أن "اثنين فقط من المخابز المتعاقدة مع البرنامج العالمي لديهما الوقود لإنتاج الخبز في الوقت الحالي، وقد لا يكون هناك أي وقود فيهما اليوم السبت"، مشيرا إلى أنه في حال الوصول إلى هذا الوضع "ستكون هذه ضربة موجعة لآلاف الأسر التي تعيش في ملاجئ وتعتمد على الخبز المقدم لها يوميا"، مضيفا أن "البرنامج يوفر إمدادات من الخبز يوميا لنحو 200 ألف شخص يعيشون في الملاجئ لكن هذا العدد انخفض إلى 150 ألف يوم الأربعاء الماضي بسبب نقص الوقود". وذكر عبد الجابر أن "السلع الغذائية الأساسية تنفد بسرعة في متاجر غزة نظرا لعدم قدرتها في الحصول على المنتجات بسبب الطرق المتضررة والمخاوف المتعلقة بالسلامة ونقص الوقود". وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وصفت المساعدات الإغاثية التي تدخل قطاع غزة في الوقت الراهن ب«الفتات"، محذرة من أن غزة بحاجة إلى "مساعدات مستدامة" بعد نحو ثلاثة أسابيع على العدوان الصهيوني المكثف على القطاع. * ق. د