نظمت جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان لولاية بومرداس، مؤخرا، يوما دراسيا حول سرطان الثدي، بمناسبة اختتام الشهر العالمي للتوعية حول هذا الداء "أكتوبر الوردي". وحسب المتدخلين، فإن حالات الإصابة في الجزائر تصل سنويا إلى أزيد من 12 ألف حالة، جلها في مراحل متقدمة، تتطلب علاجا ثقيلا يكلف خزينة الدولة الملايير، فيما أكدوا أن حملات الفحص المبكر تبقى السبيل الأنجع لوقف زحف هذا الداء. تمكنت جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان، بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان لولاية بومرداس، من إجراء عدة خرجات ميدانية، ضمن حملة الفحص المبكر لسرطان الثدي، سخرت خلالها عيادة متنقلة لإجراء فحص "ماموغرافي"، وحسب أرقام ذات الجمعية، فإن هذه الحملة التحسيسية، سجلت تشخيص 1301 امرأة، وجهت منهن 647 امرأة لإجراء فحص "الماموغرافي"، بسبب شكوك في احتمالية الإصابة، في انتظار ظهور نتائج الفحص المتخصص، وتأكيد أو نفي أمر إصابتهن بالداء. في انتظار ذلك، فإن العمل التحسيسي لفرملة استفحال هذا الداء لا يتوقف على مدار السنة، يقول الدكتور محمد ميهوبي، مختص في الطب العام والتغذية وأمراض القلب، الذي قال إن "السنة كلها وردية". وأوضح المختص أنه، رغم ارتفاع الوعي المجتمعي حول سرطان الثدي، بفضل حملات التوعية والفحص المبكر، إلا أن الأرقام تشير إلى احتمال إصابة امرأة من كل 8 نساء بالداء الخبيث، وفي مراحله المتقدمة، ما جعله يؤكد في المقابل، على أهمية تعميق الوعي حول هذا الداء من جهة، وحث النساء أقل من 40 سنة، على إجراء فحص مبكر. كما اعتبر المتحدث، أن تغيير نمط التغذية والعيش، من بين أهم سبل إبعاد شبح الإصابة، حيث قال إن السمنة وقلة الحركة والأكل المشبع بالدهون والسكريات، من أهم عوامل الخطر المعرضة للإصابة بالسرطان، ناهيك عن القلق والضغط بما يجعله يؤكد على أن الابتعاد عن عوامل الخطيرة هذه، كفيل بإبعاد كل الأمراض، ليس فقط الإصابة بالسرطان. داعيا المرأة تحديدا، إلى محاولة تغيير نمط معيشتها، من خلال الاهتمام بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة، وهو ما يقوي إفراز ثلاثة هرمونات هامة هي؛ "الأدرينالين" و"السيروتونين" وهي هرمونات الفرح والسعادة، إضافة إلى إفراز هرمون "الدوبامين" المسؤول على مرض "الباركينسون"، ما يعني أن الابتعاد عن كل عوامل القلق يضيف- تكسب الجسم مناعة طبيعية ضد كل أنواع المرض. ولفت الدكتور ميهوبي، إلى أن الابتعاد عن الضغط والقلق ليس أمرا صعبا، بل تكفي الحركة والاسترخاء، لاسيما بالصلاة، وتغيير نمط التغذية، للتغلب عليه، حيث نصح المختص المرأة في هذا الصدد، بالابتعاد عن الدهون المشبعة والسكريات والإكثار من الخضر وتناول اللحوم، على الأقل مرتين في الأسبوع، عكس الرجل الذي ينصحه بتناول اللحوم مرة واحدة كل أسبوعين، مرجعا ذلك أن المرأة تفقد الدم بفعل الحيض، وعليها تعويضه، لاسيما عنصر الحديد.