أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس، أن تطابق المواقف بين الجزائرونيكاراغوا وتوحد جهودهما في نصرة القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، يمثل مرتكزا هاما لتطوير التعاون الثنائي ويفتح آفاقا رحبة لمواصلة التنسيق والدعم المتبادل في المنظمات الدولية. أوضح الوزير، في مستهل محادثاته مع وزير العلاقات الخارجية لنيكاراغوا دونيس رونالدو مونكادا كوليندريس، أن هذه المعطيات الايجابية تأتي في سياق تأهب الجزائر للاضطلاع بدورها كعضو غير دائم بمجلس الأمن، وذلك بفضل الدعم الذي حظيت به من قبل البلدان الصديقة ومن ضمنها جمهورية نيكاراغوا بصفة طبيعية وغيرمفاجئة. وثمّن عطاف، عاليا موقف نيكاراغوا المشرّف من العدوان الغاشم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وفي قطاع غزّة على وجه الخصوص منذ أكثر من شهر. وأضاف أن الجرائم المرتكبة بحق هذا الشعب الأبي لا يجب أن تمر دون حساب ودون تحريك الهيئات الدولية المعنية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، مثلما دعا إلى ذلك قبل أيام رئيس الجمهورية، في موقف لاقى تجاوبا كبيرا وتفاعلا إيجابيا في مختلف أنحاء العالم ولا سيما في أمريكا اللاتينية. وقال الوزير، إن الجانبين بحثا خلال هذه المحادثات الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلّة وفي قطاع غزّة المحاصر بالتحديد، إلى جانب الجهود الدبلوماسية المبذولة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي ومحاسبة المحتل على جرائمه أمام الهيئات الدولية المعنية، وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية التي طالما كانت أولوية ثابتة بالنسبة للبلدين، قد سجلت عودتها بقوة على الساحة الدولية لتذكر المجتمع الدولي، وبالخصوص مجلس الأمن بمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، ولتؤكد مجددا أنه لا مناص من تمكين هذا الشعب الأبي من تكريس حقوقه الوطنية المشروعة عبر إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف. كما أشاد عطاف، في هذا الصدد بالهبة التضامنية التي أبانت عنها شعوب العالم مؤخرا تجاه القضية الفلسطينية، بزخم كبير وبوعي أكبر يتحدى ولا يزال آلة التضليل الإعلامية التي تحاول عبثاً طمس الحقائق، والتستر عن الجرائم الثابتة والمثبتة التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي. وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، في سياق آخر أن الجانبين أكدا مجددا بصفة مشتركة على دعمهما الثابت للشعب الصحراوي الشقيق وعلى التضامن الدائم معه، وهو يطالب بتمكينه من ممارسه حقه في تقرير المصير وإنهاء احتلال أراضيه في آخر مستعمرة إفريقية، وفقا لما كرسته مختلف قرارات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ذات الصلة. خطوة جديدة في مسار العلاقات بين الجزائر ونيكارغوا من جهة أخرى قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية، إن الزيارة الهامة التي قام بها نظيره النيكاراغوي إلى الجزائر، تأتي لترسم خطوة جديدة في مسار العلاقات الثنائية، عبر تبادل التمثيل الدبلوماسي وفتح سفارتين للبلدين في كل من ماناغوا والجزائر العاصمة. وأشاد في هذا السياق باختيار نيكاراغواالجزائر لاحتضان أول سفارة لها في القارة الإفريقية برمتها، مضيفا" أن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على حجم الثقة الكبيرة التي طالما شكلت حجر الزاوية والجوهر الثمين للعلاقات التاريخية المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين". كما عبّر عن سعادته للمحادثات البنّاءة والمثمرة بين الجانبين، حيث سمحت بتأكيد الالتزام على المضي قدما في مسار تعزيز علاقات التعاون الثنائية بناء على ما يجمع البلدين "من إرث تاريخي مشترك من النضال الثوري التحرري والذي ينعكس حاضراً في المواقف المبدئية القارة والصلبة في الدفاع عن القضايا العادلة". وأشار إلى أنه تم الاتفاق على تفعيل آليات التعاون الثنائي، وعلى رأسها اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي التي تأسست سنة 2007، والعمل على إثراء الترسانة القانونية التي تنظم وتؤطر العلاقات بين البلدين. وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف-وزير العلاقات الخارجية لنيكاراغوا دونيس رونالدو مونكادا كوليندريس