لم يكف الكيان الصهيوني المحتل، إراقته لدماء ما لا يقل عن 14 ألف فلسطيني في غزة، قرابة نصف عددهم من الأطفال، فوجه آلة القتل والدمار إلى الضفة الغربية وبالتحديد إلى جنين ومخيمها، مواصلا إعداماته الميدانية على المباشر في حق المدنيين العزل. استشهد أمس، طفلان فلسطينيان وهما باسل أبو وفا وآدم الغول وأصيب اثنان آخران خلال العدوان الصهيوني المستمر على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربيةالمحتلة التي تعيش على وقع توتر متصاعد، أثار مجددا المخاوف من مغبة أن يقود إلى انفجار جديد في المنطقة لا تحمد عقباه. وقالت مصادر فلسطينية محلية إن "قوات الاحتلال أعدمت الطفلين بإطلاق الرصاص عليهما بشكل مباشر خلال تواجدهما في حي البساتين وتركتهما ينزفان ومنعت المسعفين من الوصول إليهما، فيما أصيب شابان آخران أحدهما برصاصة في الرأس، والآخر دهسا من قبل سيارة عسكرية للاحتلال". ما جعل حركة "حماس" تستنكر بشدة هذه الجرائم المروعة، داعية إلى إدانتها ومحاسبة قادة الاحتلال عليها. من جهتها أشارت وكالة الأنباء الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال اختطفت أحد المصابين، من سيارة الإسعاف خلال نقله إلى المستشفى، في مشهد يكرّس الوجه الحقيقي لهذا الكيان الغاصب الذي اعتدى على كل القيم الإنسانية والأخلاقية وانفضحت صورته البشعة أمام العالم. وذكرت الوكالة أن قوات الاحتلال أرغمت تحت تهديد السلاح الأهالي في حي "الدمج" على إخلاء منازلهم بعد عملية تدمير واسعة للمنازل. وقصفت منزلا بطائرة مسيرة في وقت شنّت فيه حملة اعتقالات واسعة ودمرت عدة مركبات في المخيم. وأعلنت هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطينيين، أمس، أن قوات الاحتلال اعتقلت من مساء أول أمس إلى صباح أمس 35 فلسطينيا على الأقل، إضافة إلى مواصلة اقتحامها مخيم جنين وتنفيذ عمليات تحقيق ميداني مع عشرات الفلسطينيين، إلى جانب الاقتحامات المستمرة للمنازل التي ترافقها عمليات تخريب وتدمير واسعة.وكان جيش الاحتلال أعلن مدينة جنين منطقة عسكرية مغلقة، بعد أن تخلل اقتحامه للمدينة، مواجهات مسلحة مع المقاومين الفلسطينيين، حيث أعلن عن اغتياله قياديين اثنين في كتيبة المقاومة بجنين وهما محمد الزبيدي ووسام حنون. من جانبها أكدت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي أن مقاوميها خاضوا مواجهات لساعات طويلة مع قوات الاحتلال وكبدوها خسائر كبيرة ونفذوا كمائن وحققوا إصابات مؤكدة، مشيرة إلى أن عناصرها فجرت عبوات في آليات وقوات مشاة في حارة الدمج وأوقعوا إصابات محققة. ووصفت الجهاد الإسلامي في بيان لها أمس، العدوان الصهيوني على الضفة الغربية بأنه "محاولة لإقناع الجبهة الداخلية للكيان العبري بتحقيق أي إنجاز ولو على حساب أرواح الأبرياء والمدنيين وممتلكاتهم، والتغطية على فشله وعجزه بعد هزيمته التي لقاها في غزة"، مشدّدة على تصميم المقاومة مواصلة تصديها والاشتباك مع قوات الاحتلال مهما بلغت التضحيات. وتشهد قرى وبلدات ومخيمات ومدن الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين يوميا حملات مداهمة واقتحامات من قبل قوات الاحتلال تصاحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على الشباب الفلسطينيين. وتصاعدت وتيرة تلك الحملات العدوانية بالتزامن مع العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة منذ السابع أكتوبر الماضي والذي خلف ما لا يقل عن 60 ألف ضحية ما بين شهيد وجريح ومفقود، غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء.