❊ مدينة منجمية متكاملة بغارا جبيلات وأضخم سكة حديدية ❊ منجم غارا جبيلات.. آفاق اقتصادية وتنموية "كبيرة" للجزائر ❊ انطلاق فوري في إنجاز مركّب الصلب ببشار.. و إطلاق مصنع معالجة خام الحديد ❊ توفير 3 ملايير دولار من قيمة استيراد الحديد وتطوير الإنتاج ضرورة استراتيجية ❊ حديد البناء الجزائري مطلوب دوليا وارتفاع إنتاج الصلب إلى 6 ملايين طن سنة 2023 أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الخميس، على أهمية انجاز "مدينة منجمية بأتم معنى الكلمة" حول منجم غارا جبيلات، مشددا على ضرورة الإنطلاق الفوري في انجاز مركّب الصلب ببشار، مع ضرورة توفير كافة الخدمات والمرافق على غرار الكهرباء وشبكة المياه لقاعدة الحياة وللساكنة مستقبلا. جاء ذلك خلال إشراف الرئيس تبون، على إطلاق مشاريع ذات بعد استراتيجي لفائدة ولاية تندوف بمناسبة زيارة العمل والتفقد التي خصها بها، حيث وضع حجر الأساس لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات، تثمينا للمنجم الذي يعد من بين الأضخم في العالم من حيث الاحتياطيات، إذ تقدر بنحو 3,5 مليار طن من خام الحديد، فيما تبلغ قدرات إنتاجه من 2 إلى 3 مليون طن سنويا كمرحلة أولى (2022-2025). واعتبر رئيس الجمهورية، مشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات، "بشرى" لمنطقة الجنوب الغربي، منوّها في هذا الصدد بالتطور الكبير الذي تشهده صناعة الحديد والصلب في الجزائر، ليستطرد بالقول "هذا هو الاقتصاد الذي نريده، هو مشروع يعطي نفسا آخر للاقتصاد الوطني". وإذ أكد أن مستقبل الجزائر مرتبط بمنجم غارا جبيلات الذي سيوفر 3 ملايير دولار "قيمة استيراد مادة الحديد"، فقد أوضح الرئيس تبون، أن منتجات الجزائر على غرار حديد البناء صارت مطلوبة ومرغوبة في الأسواق الدولية، خصوصا من إفريقيا وأوروبا وآسيا بفضل مصانع وهران وبلارة (جيجل). وأكد بأن منجم غارا جبيلات الذي دخل حيز الاستغلال والتثمين منذ أزيد من سنة، يفتح آفاقا اقتصادية وتنموية "كبيرة" للجزائر، مشددا في هذا السياق على ضرورة الإنطلاق "الفوري" في إنجاز مركّب الصلب ببشار، وقضبان السكك الحديدية والهياكل المعدنية لكي يكون في الموعد في سبتمبر 2026.وينتظر أن يخلق مشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات 25 ألف منصب عمل مباشر و125 ألف منصب غير مباشر، فضلا عن تشييد مرافق سكنية واجتماعية بما فيها تلك الخاصة بالمدينة المنجمية. ويندرج انجاز هذا المركّب الذي سيقام بالمنطقة الصناعية "توميات" بولاية بشار، باستثمار قوامه 1 مليار دولار في إطار الاستغلال المدمج للمنجم من خلال جملة من المنشآت والبنى التحتية على غرار خط السكك الحديدية غارا جبيلات-بشار ومصنع المعالجة الأولية لخام حديد غارا جبيلات. ووفق بيانات عرضها المجمّع الصناعي المنجمي (سوناريم) ارتفع الإنتاج السنوي للجزائر من الصلب، لاسيما من خلال مركبات الحجار وبلارة (جيجل) وبطيوة (وهران) إلى 6 ملايين طن السنة الجارية، مقابل 1 مليون طن سنة 2013، كما يرتقب تضاعف الإنتاج إلى 12 مليون طن في أفق 2026. وقد استوردت الجزائر ما قيمته 1.2 مليار دولار السنة الفارطة، كمواد أولية لصناعة الصلب، ما جعل تطوير الإنتاج المحلي للمواد الأولية لصناعة الصلب "ضرورة استراتيجية". كما أشرف رئيس الجمهورية، على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز خط السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات، مشددا على ضرورة احترام آجال إنجاز هذا المشروع الضخم المحددة ب30 شهرا. ويكتسي خط السكة الحديدية بشار –تندوف-غارا جبيلات أهمية بالغة كونه سيفتح آفاقا تنموية واعدة لتثمين الثروات المنجمية بالمنطقة، كما يأتي ضمن ما يعرف بالخط المنجمي الغربي الذي يعد مشروعا استراتيجيا ضخما، وبنية تحتية لتثمين واستغلال واحد من أكبر مناجم خام الحديد في العالم. ويشمل هذا الخط للسكة الحديدية مسافة 950 كلم من البنية التحتية للسكة الحديدية، والتي ستشكل حلقة النّقل الرئيسية نحو معامل التعدين، ومنه باتجاه المناطق الصناعية والموانئ التي تغطيها الشبكة الوطنية للسكة الحديدية.