انطلقت الأيام العربية المسرحية الثانية، مساء أول أمس الخميس، بدار الثقافة "هواري بومدين" في سطيف، بحفل ميّزه تكريم المسرحي الفلسطيني غنام غنام. ومن خلاله التفاتة فنية إلى لوحات تعبيرية عنوانها "صمود حنظلة" ؛ تضامنا مع الفلسطينيين، ولا سيما غزة الجريحة، إزاء العدوان الهمجي المستمر للكيان الصهيوني. كما كُرّم الفنان المسرحي الجزائري جمال عبيدي أصيل مدينة عين فوارة. في المستهل بدأ الحفل بالرسميات؛ إذ أعلن الأمين العام لولاية سطيف عبد القادر بن قرقورة، عن افتتاح التظاهرة. وقرأ رسالة الوالي مصطفى ليماني نيابة عنه. ومما جاء فيها أن الأيام المسرحية العربية الثانية التي تحمل اسم الشهيد حسان بلكيرد أحد مؤسسي المسرح بسطيف، تزامنت والجزائر تتأهب لإحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد الموافق ل 18 فيفري. وقال إن هذا الحدث الثقافي البارز الذي يعرف مشاركة نوعية لعدة وجوه فنية ومسرحية من الجزائر ومن الدول الشقيقة كتونس والعراق وسلطنة عُمان وفلسطين، يأتي في إطار تبادل الخبرات والثقافات بين المشاركين. كما يمثل فرصة للجمهور الجزائري والعربي، للاطلاع على مجموعة من الأعمال المسرحية التي من شأنها تعزيز جسور التواصل الثقافي، وفتح مجال التعاون والتبادل المسرحي بينها؛ فالمسرح كان ولايزال جسرا للتواصل، حاملا الرسائل المعبّرة والهادفة للأجيال، ووسيلة لتبليغ صوت الشعوب المتحررة وأصحاب القضايا العادلة. من جهته، أكد حمزة بلعياط رئيس المجلس البلدي لسطيف، أن الأيام المسرحية العربية في دورتها الثانية، هي فرصة للمسرحيين الوافدين ضيوفا على المدينة، ليشكّلوا علاقات تبادل للأفكار والتجارب، من شأنها أن تدعم التواصل الثقافي بينها. وقد أبرز أهمية مثل هذه التظاهرات الفنية والثقافية، ولا سيما دور المسرح في بناء مجتمع واع وقويّ. وذكّر بلعياط بمسار المجاهد حسان بلكيرد، هذا الاسم الذي أطلق على الأيام المسرحية العربية، الذي شكّل النواة الأولى للمسرح في مدينة سطيف، واعتبره من الرعيل الأول الذي نشط الحركة الثقافية في هذه المدينة الأيقونة. "صمود حنظلة" الذي أخرجه فاروق رضاونة وكتب نصه جمال عبيدي، شارك فيه ممثلون من الحاضرين في الدورة الثانية للأيام؛ تعبيرا منهم عن التضامن المطلق مع القضية الفلسطينية العادلة، ورفضهم لسياسة الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني. وتأثر الحضور بمشاهدة العرض الذي تخلّله لوحات كوريغرافية، حاملا لرسائل عميقة عاطفتها. وقد صوّر الفظائعَ والجرائم التي يتعرض لها سكان غزة منذ أكتوبر 2023. وجسّد الممثلون معاناة شعب يواجه جرائم حرب يومية، لا أحد ينجو من عنف المحتل الصهيوني؛ أطفال، نساء، أطباء، صحفيون ومواطنون عاديون! كما سلّط العمل الضوء على عجز العالم الذي يشاهد بدون تدخّل، تاركا الأبرياء يموتون ظلما. ويمثل العرض دعوة قوية للقضية الفلسطينية، ودعوة للتضامن الدولي. وفي خلفية الخشبة، تتناثر صور الشعب الفلسطيني المُبتلى، الذي يظهر فقدانه لأرضه وعائلته وهويته. وتتجلى فرقة الكورال وتُغني "يا زينة البلدان" . وخلالها تُقدم المسرحية مشهدا مؤثرا لجثث ملطخة بالدماء، من بينها جثة طفل رضيع. وتم الكشف عن أعضاء لجنة التحكيم التي صعدت إلى المنصة، والتي يترأسها المخرج المسرحي والسينوغراف أحمد رزاق، وفي العضوية كل من الكاتبة المسرحية المصرية صفاء البيلي، والممثلة المسرحية والتلفزيونية سميرة صحراوي، والمخرج المسرحي والسينوغرافي التونسي حافظ خليفة، والدكتور العراقي عامر حامد محمد.