شهدت قاعة العروض بدار الثقافة "مفدي زكريا" في ورقلة، تنظيم ورشات تكوينية حول تقنيات البناء بالطين لفائدة الأطفال والشباب، بمبادرة من المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين في تيميمون، في إطار إحياء شهر التراث (18 أفريل - 18 ماي)، حسبما أفاد به المنظمون. تضمن برنامج الورشات التكوينية، التي تواصلت على مدار يومين، عدة حصص نظرية وتطبيقية، تتعلق بتقنيات البناء بالطين وشرح مفاهيم حول تقنية الطين، وورشة تطبيقية، يتم من خلالها بناء مجسمات عمرانية طينية، كما أوضح المهندس المعماري بالمركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين في تيميمون، عبد الرحيم الجوزي. تطرق ممثل المركز خلال تقديم ورشة للمشاركين، إلى تقنيات البناء بالطين الخام، على غرار "الطين المدكوك"، وهو خليط من التربة والرمل والصلصال الخام، الذي يوضع في القالب، وكذلك "الجص" الذي يعتبر الإسمنت الطبيعي المستعمل لبناء الجدران والعوازل، و"دك الطين" وهي تقنية تستعمل لبناء أعمال متجانسة بالطين الخام. وأشار المتحدث، إلى أن "العمارة الطينية ستساهم في الحفاظ على البيئة، والتقليل من استهلاك الطاقة، فضلا على دورها الناجع في الاستثمار السياحي، الذي سيساهم في انتعاش الاقتصاد المحلي الصحراوي". تخلل هذه الورشات التكوينية، تقديم شروحات حول مهام المركز في مجال تثمين وترقية التراث الثقافي المبني بالطين، وتنظيم معرض حول نشاطات المركز، ومداخلات حول التراث الثقافي المبني بالطين، وفق نفس المصدر. تهدف هذه الورشات، إلى إعادة الاعتبار للعمارة الطينية والمباني الأثرية، لاسيما منها المبنية في القطاعات المحفوظة، وكذا الحفاظ على الحرف التقليدية المرتبطة بالبناء الطيني، التي تشتمل على تقنيات ومواد بناء محلية، كما ذكرت مديرة الثقافة والفنون بورقلة، فاطمة بكارة. من جهتها، استحسنت الجمعيات الثقافية والتراثية المحلية هذه المبادرة، باعتبارها ستساهم في إعادة الاعتبار للمباني القديمة، وتوسيع مشاريع بناء سكنات طينية، تتماشى والحياة المعيشية للمواطن صحيا وبيئيا واقتصاديا. كما تشكل أيضا فرصة لنشر الوعي لدى المواطنين وتحسيسهم حول أهمية ترميم مساكنهم، لاسيما المتواجدة بقصر ورقلة بمواد محلية، حفاظا على النمط المعماري الصحراوي في المنطقة، واستمرارية الحياة بهذه السكنات العريقة، لاسيما بعد الشروع في دراسة بهدف إعداد المخطط الدائم للقطاع المحفوظ لقصر ورقلة، بهدف حمايته والحفاظ عليه، مثلما أشير إليه.