❊ ما بعد حرب غزة يقتضي لم الصفوف لحل الصراع على أسس عادلة ونهائية ❊ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة حل عادل ودائم للصراع العربي - الإسرائيلي ❊ القضية الفلسطينية بحاجة لأمة عربية قوية تتقدم صفوف مناصريها ❊ عجز متعدد الأطراف أصاب آليات العمل الدولي على رأسها مجلس الأمن ❊ دول عربية بحاجة إلى دور عربي بارز يسهم في إطفاء فتيل الفتنة ❊ الجزائر تعمل بمجلس الأمن على استعادة القضية الفلسطينية مركزيتها ❊ قرار الجمعية الأممية يجسد في مضمونه حقيقة تاريخية ❊ الرئيس تبون يجدد مطالبة مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية فلسطين أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن القضية الفلسطينية بحاجة اليوم لأمة عربية موحدة وقوية تتقدم صفوف المناصرين لها وتكون أول المرافعين لصالحها وتتموقع في طليعة الساعين من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كحل عادل ودائم ونهائي للصراع العربي-الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الجزائر عملت منذ انضمامها لمجلس الأمن على تمكين القضية الفلسطينية من استعادة مكانتها المركزية كأقدم قضية على جدول أعمال المنظمة الأممية. وفي كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، أول أمس، خلال افتتاح أشغال الدورة ال33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالعاصمة البحرينية المنامة، قال رئيس الجمهورية إن "القمة العربية تلتئم اليوم في ظرف دولي صعب وفي ظرف إقليمي أصعب بكثير، فالأزمة الحادة التي ألمت بمنظومة العلاقات الدولية قد أصبحت واقعا معاشا يرمي بإفرازاته ومخلفاته وتداعياته على العالم بأسره دون تمييز أو تفريق". وأضاف أن العجز الذي أصاب آليات العمل الدولي متعدد الأطراف، وعلى رأسها منظمتنا الأممية وجهازها المركزي المتمثل في مجلس الأمن، ما هو إلا مؤشر من مؤشرات هذه الأزمة الحادة التي ما فتئت ترهن حاضر ومستقبل السلم والأمن والتنمية والرخاء في المعمورة قاطبة. وأما فيما يخص المنطقة العربية، فأكد رئيس الجمهورية أنها هي الأخرى تمر بمرحلة مفصلية، مرحلة مثقلة بالتحديات والأزمات، ومرحلة تتجسد صعوبتها وتتجلى خطورتها فيما يتربص بأهلنا في غزة من تهديدات وجودية، وفيما تواجهه القضية الفلسطينية برمتها من أخطار التصفية المحدقة بها. كما أكد أن قضيتنا المركزية أحوج ما تكون اليوم لأمة عربية موحدة وقوية تتقدم صفوف المناصرين لها، وتكون أول المرافعين لصالحها، وتتموقع في طليعة الساعين من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة كحل عادل ودائم ونهائي للصراع العربي-الإسرائيلي. وعلى هذا الأساس، ذكر رئيس الجمهورية أن الجزائر عملت منذ انضمامها لمجلس الأمن بكل أمانة، بكل ووفاء وبكل إخلاص على تمكين القضية الفلسطينية من استعادة مكانتها المركزية كأقدم قضية على جدول أعمال منظمتنا الأممية، وكأبرز قضية تستدعي تصدر أولويات المجموعة الدولية، وكأهم قضية يستوجب الإيمان بها تعبئة الجهود وحشدها من أجل نصرتها على الوجه اللائق بمقامها في وجدان شعوبنا وواقع دولنا. وفضلا عما تمليه المرحلة الراهنة من أولويات تكثيف الضغوط لوضع حد للعدوان الإسرائيلي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية ووقف التهجير القسري للفلسطينيين، فإننا في الجزائر، يضيف رئيس الجمهورية، نعتقد تمام الاعتقاد: أن ما بعد الحرب على غزة ينبغي أن يكون مغايرا ومختلفا تمام الاختلاف عما قبلها، وأن ما بعد الحرب على غزة يقتضي لم الصفوف وتوحيد الطاقات وتعبئة الجهود من أجل بعث حل الصراع على أسس عادلة ودائمة ونهائية طبقا لما التفت حوله المجموعة الدولية من مراجع وضوابط وشرعية ثابتة، وأن ما بعد الحرب على غزة يجب أن يفضي لا محالة إلى إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في قيام دولة فلسطينية مستقلة وسيدة دون أي قيود أو شروط أو معوقات. وأكد الرئيس أن "الجزائر ترحب أيما ترحيب بالزخم المتزايد للاعترافات الرسمية بدولة فلسطين وبالدعم المتعاظم الذي يحظى به مشروع عضويتها الكاملة بمنظمة الأممالمتحدة". وتابع بالقول إن "القرار التاريخي الذي اعتمدته الجمعية العامة لمنظمتنا الأممية بهذا الخصوص منذ أيام قلائل ليجسد في مضمونه وفي مراميه حقيقة تاريخية، وهي الحقيقة الدامغة التي أدركتها أخيرا المجموعة الدولية برمتها: فجوهر الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يكمن في تقويض المشروع الوطني الفلسطيني، وحل هذا الصراع لن يتأتى إلا عبر إنجاز هذا المشروع والتعجيل بقيام الدولة الفلسطينية". مجددا مطالبة مجلس الأمن بإعادة النظر في ملف عضوية دولة فلسطين، استدراكا لما فوته على نفسه وفوته على المجموعة الدولية. وبخصوص الأوضاع في السودان، ليبيا واليمن وباقي ربوع الوطن العربي المحرومة من نعمة الأمن والاستقرار، أكد الرئيس أنها "بحاجة إلى دور عربي بارز يسهم في إطفاء فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ويدرؤ عنهم ما يتربص بهم من تهديدات وأخطار جراء التدخلات الخارجية التي تزداد توسعا وحدة وشراسة". وأشار رئيس الجمهورية إلى أن نجاعة العمل العربي المشترك وفعاليته في هذا الظرف بالذات وما يتسم به من تحديات جسيمة تعيد إلى واجهة الأولويات ملف إصلاح جامعة الدول العربية وتقويم أساليب عملها، إصلاح يتقوى الإحساس بضرورته، وإصلاح باتت تتوسع رقعة المطالبة به، وإصلاح أضحت مواطنه تتضح للجميع.