انطلقت، يوم أمس (الجمعة)، النسخة ال17 من بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024" في الأراضي الألمانية بمشاركة 24 منتخبا. وبعد 6 أيام فقط، ستقام بطولة كوباأمريكا 2024 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بمشاركة 16 فريقا، بينها 6 من أمريكا الشمالية. وتوجه الأنظار عادة صوب المباريات والبطولات الدولية، لمشاهدة نجوم العالم مع منتخباتهم الوطنية. تحظى البطولات الأوروبية باهتمام بالغ من مشجعي كرة القدم حول العالم، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية. ويعود ذلك لأسباب عديدة، منها امتلاك تلك المنتخبات أو الأندية، أغلب النجوم الذين يحظون بشعبية جارفة. هذا فضلا عن الإثارة البالغة التي باتت مضمونة وكثرة المتنافسين على اللقب، عكس كوباأمريكا، المحصورة عادة بين منتخبين أو 3 على الأكثر. كما يسهل على أغلب المشجعين حول العالم، متابعة بطولة اليورو، نظرا لتوقيتها المثالي. أما كوباأمريكا، فإنها لا تحظى بمشاهدات مماثلة، لأن مبارياتها تقام في توقيت متأخر بالنسبة لأغلب الدول والقارات. هذا ما يجعل المشاهدات محدودة للكوبا في قارتي أوروبا وأفريقيا على وجه التحديد، فضلا عن دول غرب آسيا. وفقدت بطولة الكوبا، بريقها في السنوات الأخيرة، بسبب إصرار اتحاد أمريكا الجنوبية، على إقامتها بشكل متواصل، حتى أنها أقيمت في سنوات متتالية ومتقاربة مرات عديدة. هذا الأمر يقلل عادة من شوق الجماهير لتلك البطولة، عكس منافسات اليورو التي تقام كل 4 سنوات دون تغيير. ويضمن هذا الأمر، لليورو، مشاهدات مرتفعة مقارنة بكوباأمريكا، إلا أن ذلك لا يعني نسيان الجماهير للبطولة اللاتينية، حيث أن المتابعة لا تقتصر دائما على مشاهدة المباريات على الهواء مباشرة. فهناك مشجعون يفضلون مشاهدة ملخصات المباريات واللقطات المثيرة، فضلا عن الأرقام التي تحطم باستمرار، وهو ما يجعل كوباأمريكا دائما محط اهتمام الكثيرين. وفي الوقت الذي تملك اليورو فيه مجموعة هائلة من الأساطير والنجوم الذين يشاركون بها، يتواجد في الجهة المقابلة، عدد أقل في كوباأمريكا، لكن يكفي ظهور الأرجنتيني ليونيل ميسي وحده، ليجعل للبطولة، مذاقا خاصا، كما جرت العادة في السنوات الماضية.