ارتكبت آلة الدمار الصهيونية مجزرة مروعة أخرى تضاف إلى سجل جرائمها المثقل بالفظائع التي يندى لها جبين الإنسانية في حق العزّل من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يلاحقهم القصف الصهيوني في كل نقاط تواجدهم بقطاع غزّة المنكوب والذي لا يزال كل شبر فيه ينزف دما وتفوح رائحة الموت منه في كل مكان، واقترفت قوات الاحتلال أمس، مجزرة مروعة راح ضحيتها ما لا يقل عن 80 شهيدا وما لا يقل 289 جريح في حصيلة أولية لا تزال مرشحة للارتفاع في ظل بقاء العديد الآخرين تحت الأنقاض تعجز طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إليهم بسبب استمرار القصف الصهيوني المكثف. وكان الهدف هذه المرة خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس الواقعة إلى جنوب قطاع غزّة، والتي سبق وادّعى جيش الاحتلال أنها منطقة آمنة للدفع بآلاف النازحين التي انعدمت بهم كل سبل الحياة للجوء إليها. واستهدفت طائرات ومدفعية ومُسَيَّرات الاحتلال بشكل مكثّف ومتتالٍ خيام النازحين بمختلف أنواع الأسلحة، ليسقط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء العزّل. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، بأن الطواقم الحكومية والإغاثية مازالت تنتشل عشرات الشهداء والجرحى من مكان القصف والاستهداف. وقال في بيان له بأن هذه المجزرة تأتي بالتزامن مع انعدام مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وبالتزامن مع تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزّة. وكعادته راح جيش الاحتلال وضمن محاولة يائسة لتبرير مذبحته المروعة، يزعم بأنه استهدف خلال قصف خيام النازحين بالمواصي القائد العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد الضيف، وذلك كما فعل سابقا عندما قال إنه حرر أربعة أسرى اسرائيليين من يد المقاومة وقتل بالمقابل المئات من الفلسطينيين. وهو ما نفته سلطات غزّة التي أكدت بأن الاحتلال ينشر أخباراً زائفة وأكاذيب وشائعات لا أساس لها من الصحة حول استهداف قيادات فلسطينية، بهدف حرف الأنظار عن الجريمة المُروّعة التي ارتكبها في منطقة مواصي، ومحاولة فاشلة منه لتبرير المذبحة الفظيعة التي راح ضحيتها حتى الآن 71 شهيداً و289 جريح ومصاب. وقال المكتب الإعلامي الحكومي، بأن "الاحتلال يمارس سياسة التضليل بشكل متكرر منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، وذلك في محاولة منه للتغطية على فشله وعلى جرائمه التي يرتكبها بحق المدنيين والنازحين وخاصة بين صفوف الأطفال والنساء". ودعا وسائل الإعلام المختلفة إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر الشديدين، والانتباه جيداً خلال عملية إعداد ومعالجة الأخبار والتقارير الصحفية والإعلامية حول مثل هذه المجازر، وعدم الانجرار وعدم تداول رواية الاحتلال الكاذبة التي يريد من ورائها استخدام وسائل الإعلام للتغطية على جرائمه الوحشية بحق المدنيين والنازحين. وحمّل المكتب الإعلامي، الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروّعة ضد المدنيين، ومسؤولية استخدام أسلوب التضليل الإعلامي كوسيلة لحرف أنظار الرأي العام عن الحقيقة وسرد روايات مفبركة وغير صحيحة. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة وكل دول العالم الحر، بالضغط على الاحتلال وعلى الإدارة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزّة، كما طالبهم بملاحقة الاحتلال قانونياً لوقف هذه المهزلة التي تحاول تضليل الرأي العام. وتأتي هذه المجزرة بعد ارتكاب الاحتلال مجازر مروّعة في منطقة الصناعة بحي تل الهوى وفي أحياء مدينة غزّة ومخيمات الوسطى، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد مما يرفع أعداد الشهداء بشكل متلاحق ومتسارع. ثم أن مجازر الاحتلال لم تتوقف عند مجزرة المواصي، حيث تواصل قواته قصف المدنيين في كل نقاط تواجدهم في مراكز الإيواء والمنازل وخيام اللجوء بما رفع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 38 ألفا و300 شهيد وما لا يقل عن 88 ألف جريح راحوا ضحية 3383 مجزرة اقترفها الاحتلال على مدار عشرة أشهر من عدوانه الدامي المتواصل منذ السابع أكتوبر الماضي، على قطاع غزّة.