أبرز إحياء الجزائر لليوم الوطني للجيش أول أمس، أهمية الرابطة القوية بين الشعب وجيشه، خاصة في ظل الظروف الاقليمية الاستثنائية التي تواجه المنطقة وتداعياتها على الأمن القومي الوطني، ما يفرض التحلّي بالمزيد من اليقظة والحذر إزاء ما يحاك ضد الجزائر من مخططات عدائية، خاصة مع حالة اللااستقرار التي تعيشها بعض دول الجوار، وتواجد كيان دخيل في المنطقة يتقاسم مع نظام المخزن نفس الرؤية التوسعية، فضلا عن التحديات الأمنية الأخرى التي تواجه منطقة المتوسط. يرتكز أمن الجزائر واستقرارها على قوة جيشها كدعامة أساسية للحفاظ على سيادتها ووحدتها الترابية، فرغم المحاولات اليائسة خلال السنوات الماضية، لتقويض قوة الجيش من خلال حملات التشويه وإثارة الفتن، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل بفضل وعي الشعب الجزائر وتلاحمه مع جيشه في رابطة مقدّسة صنعت الدرع الواقي الذي يحمي الجزائر ويحصّن وحدتها وسيادتها الوطنية.فالمؤسسة العسكرية التي دأبت خلال السنوات الأخيرة، على التقرب من المواطن من باب تعزيز الرابطة بين الجيش وشعبه عبر تنظيم الأبواب المفتوحة والتظاهرات التواصلية، علاوة على التواجد إلى جانب المواطن في الأوقات العصيبة، نجحت إلى حد كبير في نسج علاقة قوية نقلت عبرها الانشغالات التي تحظى بالأولوية على الساحة الوطنية، وتتمحور أساسا في الحفاظ على أمن البلاد والتصدي لكافة المتربصين الذين لا يتوانون في الترويج لإشاعات غرضها زعزعة الجيش، باعتباره الحصن المنيع والركيزة الأساسية للدولة وحامي الحدود من أي اختراقات. كما أن العقيدة العسكرية للجيش الوطني الشعبي، باتت لا تعتمد فقط على العمل العسكري البحت وفق رؤية تقليدية، وإنما بمسايرة التطورات من خلال إشراك المواطن وتحسيسه بالتحديات التي تجابهها الجزائر، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تفرض على الجميع المساهمة كل من مكانه في المحافظة على أمن واستقرار البلاد. بناء على ذلك عمل الجيش الوطني الشعبي على تعزيز موجبات القوة العسكرية بكافة أشكالها للتصدي لأي احتمال، من خلال إعداد استراتيجية مبنية على تقييم منطقي للتهديدات والاستعمال الأمثل للأسلحة والعتاد والقوات التي يتم تكييفها باستمرار لضمان أحسن الظروف الأمنية، حيث أكدت التدريبات الميدانية بلوغ كافة الوحدات مستوى رفيعا وأعلى درجات الجاهزية، في حين تكمن مهمة المواطن في تعزيز هذه الانجازات و تثمينها بدعم اللحمة الوطنية، وصون وحدة الأمة وعدم الانسياق وراء أجندات مشبوهة هدفها زرع الانقسام والفتن. فقد حملت الكلمة التي ألقاها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، أول أمس، بمناسبة إشراف رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، العديد من الأبعاد الاستشرافية المرتبطة بالراهن الاقليمي والدولي، خاصة عندما أكد بأن "حفظ استقلال الجزائر أعظم الرهانات التي تستحق بذل الجهد، من أجل ضمان كسبها وتثبيت أسس السيادة الوطنية وسلامتها الترابية، والمحافظة على قوة ومتانة ووحدة شعبها في ظل عالم يعيش على وقع تحديات كبرى ومتغيرات غير مأمونة الجانب". ولم يكتف الفريق أول، بالتأكيد على أهمية اصطفاف الجيش وشعبه كرجل واحد لمجابهة هذه التحديات، بل أكد أن هذه الرابطة مصممة للمضي قدما من أجل تحصين الوطن من كل سوء، قناعة منه بأن التجارب التي مرت بها البلاد منذ الاستعمار إلى يومنا هذا كفيلة باستلهام الدروس، ومن ثم الحفاظ على الوديعة التي تركها السلف الصالح. وبلاشك فإن التحوّلات الدولية التي تخطط لها أطراف دولية في إطار إرساء أسس نظام دولي جديد، باتت تفرض نفسها بقوة ما يستدعي التكيّف معها، وهو ما جعل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، يؤكد على أهمية هذه الرابطة المقدّسة باعتبارها إحدى الضمانات الأكيدة لديمومة الدولة الوطنية، فضلا عن كونها "قاطرة بناء الجزائر الجديدة التي لطالما حلم بها شهداءنا الأبرار، ويتطلع إليها أبناءها اليوم للحفاظ على المصلحة العليا للوطن والولاء له". وسبق لرئيس الجمهورية، أن رافع عن هذه الرؤية في العديد من المناسبات، حيث أبرز الأهمية التي تحظى بها المؤسسة العسكرية التي بفضلها تحفظ ركائز الأمة، فضلا عن كون قوة الدولة تقاس باقتصادها وجيشها القوي.