شرع الناخبون من الجالية الجزائرية بالمهجر، أمس، في الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جمهورية من بين ثلاثة مترشحين لرئاسيات السابع سبتمبر الجاري في أجواء وصفت بالعادية ووسط إقبال معتبر، وتميزت بفتح مكاتب جديدة قريبة من المراكز السكنية، وهو ما سيجنب الناخبين عناء التنقل لمسافات بعيدة ويسمح بمشاركة أكبر عدد منهم خلال مدة التصويت الممتدة على مدى سنة أيام. أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن افتتاح مكاتب تصويت الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، ابتداء من يوم أمس الاثنين، وإلى غاية 7 سبتمبر، مشيرة إلى أن العملية تتم عبر مكاتب التصويت التابعة لمراكز الاقتراع الموزعة عبر المراكز الديبلوماسية والقنصلية الجزائرية بالخارج. وتم تحديد تواريخ افتتاح الاقتراع على مستوى مختلف مكاتب التصويت بالخارج، حيث تراوحت عملية التقديم ما بين 120 ساعة و24 ساعة. وتؤطر السلطة العملية من خلال 117 لجنة منها 18 لجنة بفرنسا و30 لجنة بباقي الدول الأوروبية و22 بالدول العربية و21 بالدول الإفريقية و26 بكل من آسيا وأمريكا. وفي فرنسا التي تضم أهم جالية في الخارج، شرع الناخبون في الإدلاء بأصواتهم بالمدن الفرنسية، وعلى رأسها مارسيليا، حيث أكد قنصلها العام عماد سلاطنية، أن فتح مكاتب الاقتراع بأحياء الضواحي ساهم بشكل كبير في تسهيل المهمة وتخفيف عبء التنقل على أبناء الجالية الوطنية المقيمة بجنوب فرنسا، مشيرا إلى فتح 20 مكتبا منها 6 على مستوى القنصلية و14 بالضواحي. وكانت العاصمة البريطانية لندن، أمس، هي الأخرى على موعد مع بداية الاقتراع للرئاسيات، حيث أكدت القنصلية العامة للجزائر أن كل الظروف مهيأة لانطلاق العملية، مشيرة إلى شروع أبناء الجالية بمدينتي مانشستر وبرمنغهام في التصويت ابتداء من الخميس، فيما سيشهد يوم الجمعة انطلاق التصويت بكل من غلاسكو وكارديف وبلفاست. وفي إسبانيا، انطلقت أمس كذلك عملية الاقتراع على مستوى مكتبي أليكانت وفالنسيا في ظروف وصفت ب«العادية"، حيث أوضح قنصل الجزائر بأليكانت، جمال بن كرورو، أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات من أجل استقبال 10070 ناخب من بينهم 194 مسجل جديد موزعين على سبعة مكاتب تصويت، لأداء واجبهم تحت إشراف مؤطرين وبحضور سبعة مراقبين يمثلون المترشحين، مشيرا إلى الإقبال المتزايد للناخبين منذ الساعات الأولى من عملية الاقتراع. وينتظر أن تفتح المكاتب المتبقية التابعة لمقاطعة أليكانت (مورسيا وألميريا ومالاقا وإشبيليا وكاستيون)، أبوابها اليوم الثلاثاء. وعبر عدد من المواطنين وهم يؤدون واجبهم الانتخابي، عن رضاهم للظروف المهيأة لهذا الاستحقاق، مؤكدين على أهمية هذا الموعد الانتخابي وضرورة الإدلاء بأصواتهم والمشاركة في صنع القرار وبناء مستقبل البلاد. ولم يتخلف أفراد الجالية الجزائرية بإيطاليا عن الركب، إذ شرعوا أمس في أداء واجبهم الانتخابي وسط ظروف تنظيمية ولوجستية محكمة، في مكاتب الانتخابات بروما وميلانو ونابولي، حيث تضم الهيئة الناخبة بهذا البلد 6737 ناخبا موزعين على مستوى المقاطعات العشرين، أغلبهم يتركزون بميلانو. وأكد القنصل العام للجزائر بميلانو، عادل طالبي، أن عملية التصويت تجري في ظروف "جيدة" على مستوى المكاتب الانتخابية ال12، خمسة منها ثابتة وسبعة متنقلة خصصت للاقتراع بكل من سراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك، وثلاث مدن بوسط ايطاليا هي أنكونا وبيروجيا وفيتيربو، لتقريب العملية من الناخبين. وانطلقت، صباح أمس، عملية الاقتراع في ألمانيا كذلك، حيث تعني إجمالا 15151 ناخبا، وأوضح محمد الشريف لجيار، مندوب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالمركز القنصلي بفرانكفورت الذي يضم تسع مقاطعات تحصي 11890 ناخب، أن عملية الاقتراع تجري على مستوى خمس مكاتب اقتراع هي فرانكورت، بون، شتوتغارت، ميونيخ وهانوفر. وبالدائرة الانتخابية لبرلين، التي تضم 7 مقاطعات تحصي 3261 ناخبا، بإمكان أفراد الجالية الوطنية الإدلاء بأصواتهم على مستوى مكتبي الاقتراع ببرلين وهامبورغ، ووافقت السلطات الألمانية لأول مرة على فتح مكاتب اقتراع خارج المقرات الدبلوماسية للجزائر. نفس الأجواء عاشتها أمس العاصمة الروسية موسكو، حيث انطلقت عملية التصويت بالمكتب الانتخابي رقم واحد بمقر السفارة الجزائرية، بحضور السفير بومدين قناد. وسيتم فتح مكتب إنتخابي ثان، ابتداء من الخميس المقبل في مدينة سانت بطرسبرغ. وفي المنطقة العربية، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، بداية عملية تصويت أبناء الجالية المقيمة بها وبقبرص، على مستوى المكتب المتواجد في السفارة الجزائريةببيروت، التي سخرت جميع الوسائل المادية والبشرية بالتنسيق مع ممثل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات لإنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي. بدوره، أكد القنصل العام بتونس، نصر الدين لعرابة، في تصريح لوكالة الأنباء أن "عملية التصويت تجري في ظروف ايجابية جدا و هناك تجاوب وإقبال من المواطنين على مراكز الاقتراع، مشيرا إلى أنه تم تسخير كل الإمكانيات من أجل ضمان السير الحسن للعملية الانتخابية و تمكين المواطنين من أداء واجبهم في أحسن الظروف. من جهته، أكد مندوب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بتونس، نصر الدين دخلي، في تصريح لوكالة الأنباء أن "عملية التصويت في اليوم الأول من الاقتراع الذي يدوم ستة أيام، تجري في أجواء طيبة و هناك توافد من المواطنين على مراكز الاقتراع". تؤمن بالمواقف والمبادئ التي تدافع عن الوحدة الوطنية.. بن خروف: الجالية في الموعد لتعزيز استقرار الجزائر ونهضتها قال المحلل السياسي، محمد بن خروف، أمس، إن مشاركة الجالية الجزائرية بالخارج في الاستحقاقات الرئاسية المسبقة المزمع تنظيمها في ال7 من سبتمبر الجاري، تعد مساندة لكل ما يحدث في الجزائر والدفاع عنها بتحصين البلاد من كل المحاولات الفاشلة لزعزعة استقرارها. وأوضح بن خروف لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى أن الجالية على موعد مهم جدا مع هذه الانتخابات لتجديد العهد وانتخاب رئيس يضمن للجزائر الاستقرار والنهضة في ظل التحولات الاستراتيجية التي تشهدها البلاد. وأضاف بن خروف أن الجالية جزء لا يتجزأ من الشعب الجزائري كونها تدافع عن انتمائها للوطن وتحصينه من كل المحاولات لعزل الجزائر، مضيفا أن أفراد الجالية يؤمنون بالمواقف والمبادئ التي تحرص على استمرارية الدفاع عن وحدة الجزائر والجزائريين. كما أشار إلى أن الجزائر حرة في اتخاذ قراراتها كونها تسير بخطى ثابتة في نشر ثقافة السلم والأمن والأمان وتعزيز صمودها أمام كل المحاولات الاستفزازية وتهديدات الدول. ع. ح