ازدانت الساحة الأدبية بولاية تندوف، مؤخّرا، بمولود أدبي جديد للكاتب والشاعر الحساني عبد الله لبويز بعنوان "سريسر ذهبو" . وهو قصة شعبية مستوحاة من التراث المحلي، ولون أدبي من الحكايات الشعبية القديمة، التي كانت تشكّل منبع الصدق والألفة الاجتماعية، وهي لسان حال العجائز والجدات، يحكينها للصبيان قبل النوم. وفضلا عن كل ذلك، هي بمثابة المنوّم والمهدئ في قالب حكواتي أصيل. الكتاب الصادر عن دار النشر والتوزيع "جودة" بباتنة، جاء فيما يربو عن 52 صفحة من الحجم المتوسط. استعمل فيه الكاتب الأسلوب السلس المبسط، وبنبرة حسانية محضة، وبنهكة تشويقية تشدّ القارئ إليها بكل إحكام؛ حيث أشار في مقدمة كتابه، إلى أن قصة "سريسر ذهبو" منبثقة من التراث الشعبي القديم لساكنة تندوف، وهي من أروع وأعرق القصص الشعبية بمجتمعات الحسانية، وهي قصة لا تفارق الأسماع، وتنجلب لها الأنفس بوثاق شديد. وانتشرت الحكايات الشعبية بتندوف في زمن كانت فيه الجدة مصدر الحكي والبوح، وهو ما عاشه الكاتب عبد الله لبويز مع والدته أنقية منت محمد أحمد رحمها الله، حينما كانت تداعبه وإخوته ليلا، وتسامرهم بحكاية "سريسر ذهبو"، فعلِقت في ذهن الكاتب، وبلورها كلون أدبي عريق ضمن كتابه الذي نظّمت بشأنه المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية "الدكتور أبو القاسم سعد الله" بتندوف، جلسة أدبية للبيع بالتوقيع بحضور الكاتب والمثقفين المحليين. ومن أبرز شخوص القصة سبعة إخوة، كبيرهم أحمد سدي. ثم ميلاد الأخت الصغرى بطلة القصة "سريسر ذهبو، والعاملة "كمبة" ، وهي محور القصة. ثم يستعرض الكاتب ظروف اختطاف الطفلة سريسر ذهبو، وهنا يُبرز العقدة التي شكلت محور القصة، ليصل بنا إلى الانفراج بإنفاذ الطفلة وعودتها إلى حضن أمها سالمة. تجدر الإشارة إلى أن الكاتب عبد الله لبويز، أشار إلى لون أدبي داخل حزمة من الألوان الإبداعية الأخرى بتندوف، التي ظهرت في الآونة الأخيرة، بأقلامها الجادة. والقائمة طويلة، سنفرد لكلّ منها حيزا إعلاميا ضمن صفحات الجريدة مستقبلا. يُذكر أنّ للكاتب عبد الله لبويز العديد من الإصدارات، نذكر منها "دروس المباني في الشعر الحساني"، و "الصناعة التقليدية في تندوف وضواحيها"، و "توضيح المكنون للمثل الموزون" ، إلى جانب "قاموس الاستدلال في الحكم والأمثال بلهجة البيضان" . وحاول أن يجمع قرابة 2222 مثل حساني، حاجيتك ماجيتك، كنوز حسانية في طريقها للزوال الحرب التحريرية الجزائرية بالجنوب الغربي – شهداء منطقة تندوف. عبد الله لبويز من مواليد 1968 ببلدية تندوف، متحصّل على شهادة البكالوريا سنة 1989، وشهادة الدراسات التطبيقية قانون الأعمال. يدرس حاليا بالمركز الجامعي "علي كافي" بتندوف سنة ثانية كلية الآداب واللغة العربية. ويقدّم برامج إذاعية بإذاعة الجزائر من تندوف، منها برنامج "الكول على إيقاع الهول" ، و"كنوز الأوائل" . وله مشاركات عديدة في المجال الثقافي؛ منها الأسبوع الثقافي الجزائري الموريتاني سنة 2002، ثم أسبوع الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 ومهرجان المدن القديمة بمدينة تيشيت الموريتانية، إضافة إلى مشاركته في الملتقى الدولي للثقافة الحسانية، وتأسيس الاتحاد العالمي للأدب الحساني بنواكشط، ثم مشاركته الأخيرة في تظاهرة " القيطنة" المنظم بمدينة أوجفت على هامش أنواكشط عاصمة الثقافة الحسانية في أوت 2024.