شارك الفيلم الجزائري "الصف الأوّل" للمخرج مرزاق علواش، أول أمس الخميس، في مهرجان تورينتو الدولي للفيلم ضمن دورته 49، المتواصلة مجرياته إلى غاية 15 سبتمبر الجاري في كندا. ويسجّل المخرج مرزاق علواش مشاركته الثانية في هذا المهرجان؛ إذ حلّ أيضا في الدورة 43 بفيلمه "ريح رباني". و"الصف الأول" هو آخر أعمال علواش. ويُعدّ فيلمه الروائي التاسع عشر في نوع الدراما الكوميدية، حول عائلة فوضوية. وهو من بطول فتيحة وراد، ونبيل عسلي، وهشام مصباح. وتبدأ قصة الفيلم عندما تستيقظ زهرة بودربالة (أدت الدور فتيحة وراد) مبكرًا برفقة حيوانها الأليف، وتتجه مع أطفالها الخمسة إلى البحر، لتبدأ مغامرة مليئة بالفوضى والصراع الحاد للظفر بالمكان المرغوب في الصف الأمامي. لكن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها هذه العائلة حشود الصيف على الشواطئ؛ حيث يجد هؤلاء الناس أنفسهم مستلقين تحت الشمس دون رؤية الأفق، الذي يبدو محجوبا بحصون من المظلات والأقواس العائمة.. ليسوا محظوظين فعلا. وبمجرد أن يتم تأمين المكان ودفن البطيخات تصبح الراحة شبه مؤكدة، إلى أن يأتي حكيم (نبيل عسلي)، المسؤول عن الشاطئ والذي يتّسم بشخصية غير مرنة لكن قابلة للتأثير، ليضع عائلة قدوري التي وصلت متأخرة، أمام عائلة بودربالة مباشرة، وهذه الحركة هي بمثابة إعلان عن "حرب مطلقة" ، تدفع زهرة وجارتها في الحي صفية قدوري (بشرى روي)، إلى دوامة من التصرفات السلبية العدوانية. وفي الوقت نفسه، تحت أنفهما تحاك مؤامرات مراهقين مشاغبين. ويقدّم الكاتب والمخرج الشهير مرزاق علواش من خلال "الصف الأول" ، كوميديا درامية متفائلة برسم شخصيات متنوعة، في عرض دافئ لغرائب الحياة الاجتماعية، وتحدياتها. ومرزاق علواش (79 عاما) كاتب سيناريو، ومخرج جزائري. بدأ دراسته السينما في الجزائر بعد الاستقلال عام 1964. وأخرج فيلمه الأول "كروسمان" . وتبعه بفيلم قصير بعنوان "السارق". وبدأت مسيرته بفيلمه الطويل الأول "عمر قتلاتو" عام 1976، والذي تم اختياره لأسبوع النقاد بمهرجان كان. وتلت ذلك العديد من الأفلام التي نالت استحسان النقاد؛ مثل "حب في باريس" (1986)، و "باب الواد سيتي" (1993)، و "سلام يا ابن عمي" (1997)، و "حراقة" (2009)، و "التراسات" (2013)، و "مدام كوريج" (2015)، و"مناظر الخريف" (2019). كما أخرج أفلاما كوميدية؛ مثل "شوشو" (2003) ، و"باب الواب" (2005). وفي نفس الوقت، سلطت أعماله الوثائقية الضوء على الأحداث الاجتماعية في الجزائر؛ مثل "بعد أكتوبر" (1989)، و "نساء في الحركة" (1990)، و "1997 حياة وموت الصحفيين" (1997)، و "تحقيق في الجنة" (2016)، و"نساء" (2020). جدير بالذكر أن مهرجان تورونتو الدولي للأفلام يُعدّ موعدا هاما ينتظره عشاق ومحترفو السينما؛ حيث تُعرض في كل دورة أفلام عالية الجودة بمواضيع متنوعة؛ ما يجعل هذا الحدث من أبرز المواعيد السينمائية الدولية.