يكتسي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بتندوف، طابعا مميزا وخاصا، حيث تبدأ الفرق الفولكلورية المعروفة باسم "قنقة قرقابو" في تنظيم جولات عبر الأحياء السكنية، متبوعة بعربات تقليدية معروفة شعبيا باسم "كروصة"، وسط أهازيج فولكلورية شعبية، تطلق دقات الطبول المصنوعة بجلد البعير، والمعروفة لديهم ب: "قنقة"، ويرجع أحد أعضاء فرقة قرقابو بحي موساني، ذلك إلى التحضير لمولد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تتوقف فرق الوعدة عند باب كل مسكن، وتبدأ الرقصات الشعبية ودقات القرقابو تملأ المكان، إيذانا بطلب العون للمعروف وتلبية لطلبهم، تمنح الأسر المواد الغذائية من سكر وشاي ونقود ودقيق، وغيرها من المواد التي تساعد على إعداد وجبات الوعدة. تختص الفرق الفنية المحلية، بإحياء المولد النبوي الشريف بطريقتها الخاصة، من خلال نصب الخيام في الساحة العمومية ونحر الجمال وإطعام عابر السبيل، وإقامة حلقات فولكلورية شعبية، يتم خلالها ممارسة بعض العادات، كثقب آذان الأطفال الصغار، تعبيرا عن نزول البركة وطول العمر، للطفل الذي يتم الدوران به على الحلقة، وسط أهازيج وأصوات القرقابو، كما يتم توزيع لحم الإبل على الفقراء والمساكين ويشد بسعف النخيل. من جهة أخرى، تتزين الساحة بالأعلام الوطنية والرايات، لتستقبل صهيل الخيول التي تشتد إليها أنظار الجمهور، الذي امتلأت به ساحة المعروف. من جهة أخرى، تحتفل العائلات التندوفية بطرقها الخاصة، من خلال إعداد الطعام "الكسكسي" وقراءة القرآن وترديد المدائح الدينية، ترحيبا وفرحا بمولد خير البشر، وهذا يكثر على مستوى حي الرماضين، أين تردد النسوة قصائد الشاعرة التندوفية "مياسة"، رحمها الله ، فيما تقوم الجمعيات الثقافية والدينية هي الأخرى، بأنشطة متعددة تتخللها المسابقات والأناشيد الدينية، على غرار جمعية مالك بن نبي، فرقة الاصطبار للإنشاد الديني. ويمثل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند الكثير من سكان الجنوب عامة، وسكان تندوف خاصة، مظهرا من مظاهر الاعتزاز بمولد النبي عليه الصلاة والسلام، ويترجمون هذا الاعتزاز بإقامة احتفالات وأهازيج متنوعة، والإكثار من الدعاء والمديح للتعبير عن مناقب الرسول صلى الله عليه وسلم، فميا يراها آخرون عادة وليست عبادة، بمعنى أنهم تعودوا منذ القدم الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوارثوها أبا عن جد، وأخذ الاحتفال به أشكالا متعددة. كتنظيم الوعدات والمعاريف والمواسم المعروفة شعبيا بمناطق الجنوب الغربي ب«المولود"، الذي تحتضنه مدينة تيميون، التي تستقبل كل الجزائريين من مختلف الولايات، لحضور فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بالطرق التقليدية الشعبية في المنطقة، والتي تمثل عادة تورثها الآباء عن الأجداد. ومن بين المظاهر الأساسية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، الذكر والقرآن ببيوت الرحمان، حيث تتهيأ المساجد وتتعطر بالبخور وأنواع المسك، وتخصص الخطب الدينية للحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ويتم شرح سيرته النبوية الشريفة وأخلاقه منذ ولادته إلى غاية رحيله. من جهة أخرى، تكثر مآدب العشاء التقليدية، إذ تقوم النسوة بتحضير الطعام في أوان خشبية كبيرة، وتوزع على المساجد، ومن المظاهر أيضا، تبادل الزيارات العائلية والالتفاف العائلي حول الشاي الذي يحضر بطرق تقليدية.