افتتحت أشغال الدورة الخاصة لمؤتمر الاتحاد الإفريقي لبحث وتسوية النزاعات في إفريقيا بالعاصمة الليبية طرابلس أمس بمشاركة عدد من رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي من بينهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وقد بحثت هذه الدورة التي دعا إليها العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي معالجة وتسوية النزاعات في افريقيا، حيث تطرق القادة الأفارقة إلى تطورات الوضع في دارفور بالسودان والوضع في الصومال والنزاعات في البحيرات العظمي. ويأتي انعقاد الدورة تنفيذا لقرار اتخذه الاتحاد الإفريقي خلال قمته العادية بسيرت الليبية حيث برمج هذه القمة الخاصة بطرابلس في إطار الاحتفالات بالذكرى الأربعين للثورة الليبية بغية التطرق إلى مسألة حل النزاعات في افريقيا. وشكل الاجتماع الذي حضره نحو 40 رئيس دولة وحكومة في إفريقيا فرصة لاستعراض الجهود المبذولة من اجل إعادة إرساء السلم والأمن في القارة، وإعطاء دفع للاتحاد الإفريقي بغية تطبيق القرارات التي اتخذتها مختلف هياكله السياسية حول المسائل المتعلقة بالسلم والأمن. وتم بالمناسبة إبراز أهمية وضع إطار مؤسساتي قوي وفعال من أجل إضفاء الطابع العملي على الهيكلة الإفريقية الخاصة بالسلم والأمن. كما درست القمة الخاصة التي دامت أشغالها يوما واحدا التحديات المرتبطة بإعادة البناء والاستقرار لما بعد النزاعات، لا سيما فيما يخص الدور الذي يمكن للبلدان الأعضاء والآليات الجهوية أن تلعبه، وذلك على ضوء التقرير الذي أعده في هذا الخصوص مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي. وكشف السيد رمطان لعمامرة مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي في هذا السياق أن القادة الأفارقة درسوا خلال القمة وثيقتين تتعلق الأولى بمشروع إعلان طرابلس حول إنهاء النزاع في افريقيا وتعزيز السلامة المستدامة، أما الثانية فتشمل خطلة تطبيق هذا الإعلان، بحيث "يركز الأفارقة على التنفيذ وليس على المداولات التي كثيرا ما فشلت الأطراف في تطبيقها لسبب أو لآخر". وتتضمن الخطة التنفيذية حسب المتحدث العديد من التدابير التي يلتزم من خلالها الاتحاد الإفريقي بتحقيق ما تنتظر منه الدول الأعضاء وكذا الشركاء على غرار الأممالمتحدة، لمساعدة افريقيا على حل النزاعات القائمة بها، وخاصة من خلال نشر قوات نشر السلام، مشيرا بالمناسبة إلى أن هناك ثلاث دول إفريقية عبرت عن رغبتها في تعزيز تواجدها عسكريا بالصومال، وهي سيراليون نيجيريا وملاوي. على صعيد آخر قررت لجنة العشرة للاتحاد الافريقي حول التغيرات المناخية، والتي اجتمعت بطرابلس على هامش أشغال الدورة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي المخصصة للنزاعات في افريقيا، تجديد العهدة الموكلة للجزائر بصفتها نقطة ارتكاز افريقية في مسار التفاوض، كما كلفت الوزير الأول الإثيوبي السيد مليس زناوي بمهمة عرض الموقف الافريقي المشترك حول التغيرات المناخية أمام قمة كوبنهاغن الدولية المقررة في شهر ديسمبر المقبل. فيما تم تفويض الرئيس الكونغولي دونيس ساسو نغيسو بالتحدث باسم القارة خلال الاجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية المقرر في 22 سبتمبر الجاري بنيويورك. وبالمناسبة أكد السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية في تصريح صحفي أن دول القارة الإفريقية دخلت اليوم في المرحلة الأكثر كثافة للمفاوضات حول التغيرات المناخية، وأشار إلى أن مجموعة العشرة خرجت من اجتماع الأمس بمزيد من التبصر والتناسق من أجل التكفل بهذه المسألة المعقدة والبالغة الأهمية، موضحا بأن الجزائر تتكفل في إطار العهدة الموكلة لها بالجوانب التقنية للمسألة. وتجدر الإشارة إلى أن وزراء أفارقة كانوا قد دعوا خلال لقائهم بمقر الاتحاد الافريقي في أديس أبابا الأسبوع الماضي إلى مناقشة اقتراح يشمل تخصيص مبلغ سنوي قيمته 67 مليار دولار في صورة تعويض من الدول المتقدمة عن الآثار الناجمة عن التغير المناخي الذي يحدث في القارة، وهو الاقتراح الذي ينتظر أن يطرح خلال قمة المناخ في كوبنهاغن. ويشارك القادة المدعوين في طرابلس اليوم في احتفالات الذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر، التي ستنطلق فعالياتها باستعراض رسمي في الساحة الخضراء بطرابلس في وعرض "اوبيريت" يشارك فيها حوالي 800 فنان من عدة بلدان من بينها الجزائر، حيث سيتم تقديم لوحات تبرز كفاح الشعب الليبي ضد الاستعمار الايطالي ولوحة حول افريقيا بمناسبة الذكرى العاشرة لميلاد الاتحاد الافريقي. وتستمر هذه الاحتفالات التي أريد لها أن تكون أضخم احتفالات تشهدها ليبيا لمدة أسبوع كامل، حيث تم بالمناسبة تزيين الشوارع الرئيسية للعاصمة طرابلس باللافتات والجداريات التي تبرز ما حققته ليبيا منذ تاريخ استلام العقيدمعمر القذافي للسلطة في 1969 .