❊ السيد الرئيس على دراية بأن المرافقة النوعية للرياضي من الابتدائي، ستنتج أبطالا من المستوى العالي ❊ 15 أكتوبر تاريخ انطلاق موسم الرياضة المدرسية بمؤسسة تربوية بالعاصمة ❊ بداية، ما تعليقك على قرار السيد الرئيس الجمهورية، بضرورة إطلاق البطولة المدرسية، بداية من جانفي القادم؟ ❊ نرحب كثيرا بهذا القرار، الذي سيشكل نقطة تحول للرياضة المدرسية في الجزائر، والتي لطالما كانت الخزان الرئيسي لرياضة النخبة، وخير مثال على ذلك، وزير الشباب والرياضة عبد الرحمان حماد، وأبطال أولمبيين؛ حسيبة بولمرقة، نور الدين مرسلي وتوفيق مخلوفي...كل هذه الأسماء خريجة الرياضة المدرسية، بالتالي تعليمة السيد الرئيس الجمهورية، تؤكد قناعته التامة بأن الحفاظ على المكاسب الرياضة الجزائرية في المحافل الدولية ذات المستوى العالي، يكون من خلال التكوين القاعدي للمواهب الشابة في مختلف الأطوار التعليمية. حماد، بولمرقة، مرسلي، مخلوفي كلهم خريجو الرياضة المدرسية ❊ ألا تعتقد أن نجاح هذه الرؤية البعدية للنهوض بالرياضة الجزائرية، مرهون بالدعم المادي؟ ❊ بطبيعة الحال، هذا المشروع يحتاج إلى ميكانيزمات، لضمان نجاحها ميدانيا، بداية بالدعم المالي، حيث يتطلب ميزانية ضخمة، نظير انعدام الوسائل البيداغوجية للتربية البدنية في المدارس الجزائرية، التي تتراوح ما بين 22 ألف و23 ألف مؤسسة ابتدائية ، ناهيك عن المتوسطات والثانويات، مرورا إلى وجود إرادة فعالة للقائمين على تجسيد هذا العمل، وصولا إلى ضمان التنسيق بين الوزارتين، الشباب والرياضة والتربية واتحادية الرياضة المدرسية، لتأمين سيرورة المخطط الهادف إلى إعداد نخبة رياضية وخلق المنافسة. الحلول موجودة لتجسيد المشروع الوطني ❊ شكلت، في وقت سابق، لجنة مشتركة بين الوزارتين واتحاديتكم، ما مدى إنجازات ذات الهيئة، وما هو مصيرها في الوقت الحالي؟ ❊ في الحقيقة، النية كانت موجودة منذ أعوام، لكن الإرادة السياسية كانت غائبة، بدليل تشكيل لجنة مشتركة بين ثلاث هيئات المذكورة آنفا، إلا أنه وللأسف، فمحدودية عملها لم يحقق الأهداف المرجو بلوغها من هذه الاتفاقية...والحمد لله، اليوم، هناك توجه احترافي، ومتيقن بأن الوصول إلى المستوى العالي والهيمنة على كل الفروع في المنافسات العالمية، ينطلق من أرضية الرياضة المدرسية. ❊ هل كل الظروف مواتية لتطبيق السياسة المنتهجة لاكتشاف وتكوين المواهب الشابة؟ ❊ هناك نقص فادح في المرافق الرياضية، الذي يبقى المشكل الأساسي في الطور الابتدائي، حيث أضحت المرافق المتوفرة غير صالحة، كما أن التأطير غائب بنسبة كبيرة على مستوى المؤسسات المدرسية، أضف إلى ذلك، البرنامج المكثف للتعليم، مما يعرقل عملية إعادة بعث التربية البدنية والرياضية على المستوى المدرسي.. وضمن نفس المخطط على القائمين، المرافقة الدؤوبة، من خلال إنجاز تجهيزات رياضية ذات امتياز (موجهة للنخبة) وجوارية (موجهة للقاعدة) عبر كامل التراب الوطني، وتحسين أجهزة تسييرها نحو مرونة أكبر، وإشراك فعال لجمعيات الأحياء.. كما ستتعزز مكانة ومهمة التربية البدنية والرياضية، عبر مراجعة وتيرة الدراسة وتدعيم حظيرة المنشآت الأساسية، ورصد الموارد البيداغوجية، لاسيما على مستوى الطور الدراسي الأول، الذي يشكل بيئة حية حقيقية لبروز المواهب الرياضية الشابة، الضامنة لتجديد النخبة الرياضية الوطنية. المشروع يحتاج إلى ميزانية ضخمة لدعم المدارس بالوسائل البيداغوجية ❊ ما مدى نجاح هذا المشروع؟ ❊ الأمور ترتكز على الإرادة السياسية، للقيام بالعمل بصفة جيدة، لأن الطور الدراسي الأول يعاني كثيرا، وآن الأوان للتكفل به، وهذا يتجسد من خلال غرس ثقافة التربية البدنية في الابتدائيات كبداية، والعمل بعدها على تأطيرها، بمساعدة وتكوين أساتذة هذا الطور، الذين يلعبون دورا هاما، مقارنة بالطورين المتوسط والثانوي، حيث نسجل حاليا قرابة 300 ألف إجازة رياضية في الأطوار الثلاثة (إبتدائي، متوسط وثانوي)، بمجموع أزيد من 9 ملايين تلميذ، من بينهم 4 ملايين فقط في الطور الإبتدائي.. شخصيا أجد هذا الرقم متواضعا بحجم بلد كبير كالجزائر، خاصة وأننا نمتلك القدرات لبلوغ الأفضل، في حال توصلنا إلى تنصيب الآليات اللازمة، من خلال تنظيم المنافسات بالمدارس، وحتى ما بين المؤسسات التربوية، بالإضافة إلى إشراك البلديات بصفة إجبارية، من خلال وضع مرافقها الرياضية تحت تصرف المتمدرسين. ❊ في رأيك، الاستفادة من برتوكول التعاون مع الاتحادات الأخرى، ألا يعد دافعا مهما للسير بهذا المخطط نحو الأمام؟ ❊ بحكم عضويتي في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، وعضو بالاتحاد الإفريقي ورئيس الجهة الإفريقية... أعتبر إبرام اتفاقيات مع الدول المنضوية تحت لواء الهيئات المذكورة، مهمة للغاية، لما توفره من الاحتكاك، التجربة وتبادل الخبرات وكذا إقامة تربصات مشتركة، التي من شأنها أن تسهل عمل الأطقم الفنية، ومعاينة مدى جاهزية رياضييها مقارنة بنظرائهم.. وانطلاقا من هذا المنطق، ارتأيت إلى تعزيز مكانة الاتحاد الإفريقي، الذي لا يتجاوز أربع سنوات على نشأته بمعارف أخرى، لتثبيت أرضية عمله في القارة السمراء بخطى ثابتة... حيث كنت الوسيط الفعال في إقامة برتوكول التعاون مع عدة هيئات عالمية، على غرار "الأكنوا" والاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، الذي سيمنح، لمحال، للهيئة القارية فرص تطوير بصورة فعلية، من خلال المشاركة في مختلف البطولات الإقليمية ، الدولية والمونديالية، إلى جانب الاستفادة من الدعم المالي الموجه للتكوين القاعدي، الذي يخص الحكام، المدربين، مربيي الرياضة والمواهب الشابة، بالإضافة إلى المساعدات المتعلقة بالوسائل البيداغوجية، لمختلف الفروع الرياضية. ❊ استنادا لهذه المعطيات، نرى أن اتحاديتكم جهزت أرضية نوعية لتطبيق التعليمة الرئاسية بامتياز، أليس كذلك؟ ❊ الشروع في العمل سيكون سهلا، إذا كنا يدا واحدة، فالأرضية مجهزة ومهيكلة تحتاج فقط إلى الدعم المالي...الفكرة كانت متواجدة سابقا، لكن في ظل غياب إرادة سياسية... الحمد لله اليوم، السيد الرئيس عبد المجيد تبون، لديه دراية تامة بأن المرافقة النوعية للرياضي من الطور الابتدائي، سيمنح للجزائر ميداليات لا تقل أهمية عن تلك المحققة في الألعاب الأولمبية، لاسيما تلك المحققة في دورة باريس 2024، حيث تبين أن دعم الدولة للقطاع يعود بالإيجاب على مردود الرياضيين، مثلما حدث مع أبطال الجزائر إيمان خليف، كيليا نمور وجمال سجاتي، الذين استفادوا من تدريبات تليق بحجم الأولمبياد، بإجراء تربصات بأحدث مراكز التحضير في العالم، على غرار سويسرا، جنوب إفريقيا، فرنسا، الولاياتالمتحدة وغيرها، حسب تخصص كل رياضي. ❊ على ذكر أولمبياد باريس، كيف تعاملت الجزائر مع "الحقرة"، التي مورست في حق رياضيي "الخضر"، في مقدمتهم البطلة الأولمبية إيمان خليف، من منطلق أنكم عضو في "الكوا"؟ ❊ كما هو معروف عند عامة الناس، كلمة "الحقرة" عند الجزائريين لا محل لها من الوجود، لاسيما عندما يتعلق أمر ممارستها في منافسة من حجم الألعاب الأولمبية وفي موطن، يحمل دلالات تاريخية، باريس الفرنسية.. وعليه اتخذت الدبلوماسية الجزائرية جملة من التدابير اللازمة، لتجاوز "الكولسة "المدبرة في حق أبطالنا، الذين عاشوا الأمرين، خاصة فيما يتعلق بقضية إيمان خليف، التي أسالت الكثير من الحبر، حيث كانت توصيات السيد الرئيس عبد المجيد تبون والمتابعة الشخصية، وراء التتويجات التاريخية لأبطالنا.. كما ساهمت عضوية الجزائريين المتواجدين في مختلف الهيئات الرياضية العالمية، على غرار مصطفى براف الذي يترأس حاليا "الأكنوا"، بالكشف عن المكائد المحاكة في حق رياضيينا، بالتالي أجدد تأكيدي على ضرورة تواجد عضوية الجزائريين في مختلف الاتحادات الدولية، الذي من شأنه تطوير المنظومة الرياضية بالبلاد، وعليه يتوجب على القائمين بشؤون القطاع، توفير كل الإمكانات لتسهيل عملية تعزيز العضوية في مختلف اللجان بجل الاتحادات الأولمبية، منها وغير الأولمبية. هناك نقص كبير في المرافق الرياضية في الطور الابتدائي ❊ ماذا عن برنامج عمل الاتحادية في الموسم الحالي؟ ❊ كما تعلمون الموسم الرياضي الجديد 2024/2025، ينطلق خلال الشهر الجاري، وعليه حددنا يوم 15 أكتوبر الحالي، تاريخ انطلاق موسم الرياضة المدرسية، سيجرى بمؤسسة ابتدائية بالعاصمة، بحضور رسميين من الوزارتين الشباب والرياضة والتربية، ببرمجة منافسات في الرياضات الجامعية واستعراضات بالنسبة للتخصصات الفردية، وسيكون هذا الموعد محطة تجريبية للانطلاق الرسمي، المقرر في شهر جانفي القادم، كما سيتخلل ذات الشهر مواعيد أخرى، كانعقاد التجمع التقني المرتقب بالجلفة يومي 11 و12 أكتوبر، يليه مهرجان تيميمون للرياضات الجماعية (كرة اليد، القدم، السلة والطائرة) المحدد في الفترة الممتدة، ما بين 30 أكتوبر و5 نوفمبر القادم، وسطرت هذه الأجندة تماشيا مع مشروع الدولة ليبقى ديسمبر المقبل، شهر التحضيرات والاستعدادات للفرق المدرسية التي ستدخل بطولة جانفي 2025، بنية البروز والتألق. ❊ وماذا عن الخرجات الدولية الرسمية؟ ❊ نستهل رزنامتنا الدولية، بالمشاركة في البطولة العالمية للرياضة المدرسية، التي ستتشرف البحرين باستضافتها على مدار 10 أيام، خلال شهر أكتوبر الجاري، بمشاركة واسعة ل 7 آلاف طالب، حيث ستكون الرياضة المدرسية الجزائرية حاضرة، بتعداد يضم سبع تخصصات، من أصل 27 رياضة معتمدة في المونديال، ويتعلق الأمر بالتايكواندو، المصارعة المشتركة، الكاراتي دو، ألعاب القوى، وألعاب القوى لفئة ذوي الهمم، بالإضافة إلى فريق كرة السلة 3 في 3.. وعليه فضلنا تقسيم التركيبة الوطنية الجماعية إلى فوجين، الأول ينتقل يوم 22 أكتوبر، بينما يتوجه الثاني في اليوم الموالي (23 أكتوبر)، وتبدو حظوظنا وفيرة لإثراء سجلنا بمكاسب أخرى، تضاف إلى تلك المحققة في الطبعة الماضية، التي جرت بمدينة نورماندي الفرنسية، حيث احتلت الجزائر المركز التاسع من أصل 162 دولة مشاركة برصيد 27 ميدالية موزعة بين 10 ذهبيات، 10 فضيات و7 برونزيات، بفضل التربصات التي تستفيد منها التشكيلة الوطنية، العازمة على مواصلة تشريف الألوان الوطنية، في سنة حافلة بالتتويجات وألقاب من خمسة نجوم. ❊ بماذا ننهي هذا الحديث؟ ❊ تبدو الأمور معقدة، عند تطبيق المشروع الوطني، لكن الحلول موجودة بفضل الإرادة السياسية، مما يمكن الرياضة المدرسية من تحقيق الانطلاقة الحقيقية، حتى يكون لها مستقبل أفضل على مستوى كل الأطوار التعليمية، من جهة، والوصول إلى سياسة حقيقية، تعمل على اكتشاف وتكوين المواهب الشابة، من جهة أخرى، قصد ضمان خزان نوعي لرياضة النخبة الطامحة إلى الحفاظ على المكاسب المحققة، وتجديد العهد مع الألقاب، التي دأبت الجزائر التتويجات فيها مثل سباق 1500 م، الجيدو، الملاكمة الرجالية والسباحة.