نشّط ضيفا الجزائر محمد البلوشي وعبد الرحمن السلامة، مؤخرا، ضمن فعاليات "سيلا 2024"، ندوة خاصة بجهود قطر في حفظ تراثها الوطني ، والجهود والسياسات المنتهجة في هذا الإطار، والتي حقّقت نتائج مثمرة استطاعت أن تحفظ الكثير من التراث المادي، خاصة في المعمار التقليدي وكذا في جانب الفلكلور والمخطوطات. استعرض الخبير في التراث بوزارة الثقافة القطرية محمد سعيد البلوشي، جهود بلاده في مجال التراث، مستعرضا تجربة قطر في جمع التراث خلال ما يقارب 60 عاما، وأبرز جهود المؤسّسات والمراكز التي ساهمت في هذه العملية الوطنية. قال المتحدث إنّه يعمل في مجال التراث منذ 35 سنة، علما أنّ مسألة جمع التراث في بلده بدأت منذ القرن ال19، ثم تأسيس دار الكتب القطرية الأولى في منطقة الخليج العربي، وقد جمعت كما هائلا من الكتب والمخطوطات، منها أوّل نسخة لكتاب الله العظيم لأحمد بن راشد مريخني ذو المذهب المالكي، وكتاب في الشعر مطبوع في الهند ودفتر حساب تجارة اللؤلؤ، واستعان المحاضر بالشاشة لإظهار بعض الصور منها صورة مدينة الدوحة في 1947، وما فيها من آثار ومعالم منها قلعة كوت والميناء البسيط وكلّها أعمال جمعها الهواة. ثم تحدّث المتدخّل عن تأسيس إدارة الثقافة والفنون في 1975، التي جمعت التراث بشكل منظّم، وقد سبق ذلك تأسيس الإذاعة القطرية في 1968 ودورها في جمع التراث الشعبي عبر برامجها ليتعزّز الدور مع تلفزيون قطر، وهنا ظهرت صورة أخرى للعاصمة الدوحة سنة 1905 حيث كان المرفأ قريبا من السكنات وهو الحال الذي تغيّر بعدها إذ أنّ تطوّر العمران أحاط بهذا التراث القديم. استعرض المحاضر أيضا جهود مركز التراث الشعبي ثم مجلس التراث وصولا إلى مكتبة قطر الوطنية، كما تناول دور قطر في جمع التراث منه التراث في منطقة الخليج، وانضمام قطر للاتفاقيات الدولية الخاصة بالتراث، وكذا تجربة السياحة والتراث، مع تقديم الكثير من النماذج. بدوره، تناول الباحث في الشؤون الإدارية بدار الوثائق القطرية الأستاذ عبد الرحمن السلامة جهود الدار واختصاصاتها ودورها في حفظ التراث الوثائقي والهوية الوطنية، حيث تعتبر مركزا مؤسساتيا متقدّما لحفظ الذاكرة التاريخية والهوية الوطنية وساهم في الحفاظ على إرث قطر محليا وإقليميا وعالميا، ومن اختصاصات الدار هناك التاريخ الشفهي، الترميم والرقمنة، ومن أهدافها تحديد ما يعتبر ذا قيمة تاريخية من الوثائق وتنظيم آلية حفظها مع تحديد تلك التي يتعيّن نشرها، ووضع القواعد المنظّمة للاطلاع عليها وغيرها من الأهداف. وتم التطرق أيضا إلى متحف قطر الوطني عبر مراحله. أثناء النقاش سألت "المساء" الأستاذ البلوشي عن مدى التزام قطر بحفظ باقي تراث منطقة الخليج من خلال مشاريع تخرج منها إلى باقي تلك الدول، علما أنّ هذه الأخيرة تتشابه فيما بينها من حيث التراث والتاريخ والعادات والتقاليد والفنون وغيرها، فردّ أنّه يتم الالتزام تماما بالخصوصيات التي تميّز كلّ منطقة وبلد حتى الدقائق منها، قائلا "تبدو لغير الخليجي أن هذه المنطقة نسخة واحدة من حيث تشابهها لكن هناك الكثير من التفاصيل والخصوصيات"، أما فيما يخص التعاون الجزائريالقطري في مجال التراث فقال إنّه بيد وزيري الثقافة للبلدين. كما تحدّث البلوشي ل"المساء" عقب اللقاء عن التشابه بين التراث القطريوالجزائري..