أكد وزير المالية لعزيز فايد، أمس، التزام الجزائر بتنويع الصادرات خارج المحروقات، مشددا على دعم المبادرات الهادفة إلى تعزيز و تحفيز التجارة الدولية العادلة بقوة، كونها أحد الركائز الاستراتيجية للنمو الاقتصادي، وأحد المتطلبات الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. قال وزير المالية، في كلمة افتتاحية للاجتماع السنوي العام الرابع عشر لاتحاد "أمان" (اتحاد شركات التأمين وإعادة التأمين على المخاطر التجارية وغير التجارية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي) الذي يعقد لأول مرة بالجزائر، إن هذه الأخيرة تولي أهمية قصوى لتطوير صادراتها خارج قطاع المحروقات، ترجمت الإرادة السياسية بانجاز مشاريع هيكلية تهدف لتنويع وتوسيع المبادلات التجارية الدولية التي تعد تحديات رئيسية للسنوات القادمة. وأشار الوزير، إلى بعض التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية لتحقيق هذا الهدف، مسلّطا الضوء على المحاور الاستراتيجية المعتمدة في هذا المجال، وعلى رأسها مراجعة وتحديث النصوص القانونية والتشريعات المنظمة للمعاملات الدولية، تطوير ريادة الأعمال، تعزيز الاستثمار، خلق بيئة ملائمة لتوسيع المبادلات التجارية وتشجيع المتعاملين الاقتصاديين على ولوج الأسواق الخارجية خاصة في المناطق العربية والإسلامية والإفريقية. وأبرز في السياق أن "النمو الملحوظ" الذي شهدته الصادرات خارج المحروقات في السنوات الأخيرة، من المتوقع أن يصل إلى مستويات أداء معتبرة بحلول عام 2030. وأكد أن التأمين يلعب دورا هاما في حماية المعاملات التجارية للناشطين الاقتصاديين، ويعتبر ركيزة استراتيجية لدفع عجلة النمو الاقتصادي عن طريق تحرير المبادلات التجارية، حيث تساعد إدارة المخاطر المرتبطة بالمعاملات التجارية الدولية حسبه في توفير مناخ من الثقة والطمأنينة للمتعاملين الاقتصاديين، وتحويل الفرص التجارية إلى أنشطة مثمرة تساهم بفعالية في تعزيز التبادلات الإقليمية والنمو الاقتصادي. وأوضح أن الشركة الجزائرية للتأمين وضمان الصادرات "كاجيكس" من خلال التفويض الممنوح لها لدعم المبادرات التعاونية في إطار اتحاد "أمان" التي تعد عضوا مؤسسا فيه، تسعى لجعل الجزائر فاعلا نشطا في تسهيل و تأمين المبادلات التجارية في المنطقة وخارجها، منوّها إلى أن النهج المتبع في الجزائر لتحديث وتطوير قطاع التأمينات، يندرج في إطار "مقاربة شاملة" تتضمن تعديل الإطار القانوني والتنظيمي لنشاط التأمين، وإرساء مبادئ حوكمة جديدة بهدف توسيع حجم السوق وتنويع منتجاته بالموازاة مع نشر ثقافة التأمين لدى كل فئات المواطنين. بدوره أبرز المدير العام ل"كاجيكس" زهير لعيش، أهمية توسيع نطاق التعاون والشراكة لمرافقة التطورات الهامة التي تفرضها الأسواق العربية والإفريقية والإسلامية، لاسيما في ظل الظروف الجيوسياسية والمناخية التي يشهدها العالم، لافتا إلى ضرورة تطوير الشبكات وتوفير الموارد البشرية والمادية التي تسمح باستيعاب متطلبات السوق الخارجية. الجزائر تحتضن اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في 2025 في كلمة مسجلة أكد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية محمد الجاسر، أن الجزائر بموقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق وإمكانياتها الواعدة تعد "ركيزة أساسية لدفع عجلة التكامل الاقتصادي في المنطقة"، معتبرا استضافتها للاجتماع دليلا على عزمها الراسخ لدعم مسيرة اتحاد "أمان" وتحقيق أهدافه في تأمين الصادرات، وأعلن بالمناسبة عن موافقة مجلس محافظي البنك، على احتضان الجزائر لفعاليات الاجتماعات السنوية القادمة لمجموعة البنك في 2025. أما الأمين العام للاتحاد خالد خلف الله، فتحدث عن آثار وضع الاقتصاد العالمي على قطاع التأمين، مشيرا على هامش الاجتماع إلى أن الاتحاد خصص منذ إنشائه في 2009، حوالي 50 مليار دولار لعمليات تأمينية من بينها 35 مليار دولار لتأمين الصادرات، فيما ثمّن رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد راشد الهارون، الجهود التي تبذلها الجزائر لتعزيز الصادرات خارج المحروقات، مسجلا التطور في حجمها مؤخرا، وقال في تصريح على الهامش إن ذلك يشجع على تعزيز التعاون مع الاتحاد وأعضائه. "كاجيكس" توقّع 6 اتفاقيات في التأمين وتبادل المعلومات وتم بمناسبة المؤتمر التوقيع على 6 بروتوكولات تعاون بين "كاجيكس" وكل من المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، بنك التصدير والاستيراد السعودي، بنك التصدير والاستيراد الماليزي، بنك التصدير والاستيراد النايجيري وشركة قرض عمان، وأوضح مدير "كاجيكس" ردا عن سؤال "المساء" أن هناك نوعين من البروتوكولات تم توقيعها، الأول هو إعادة التأمين على المخاطر التي تصل إلى مستويات كبيرة، حيث تكون (كاجيكس) في حاجة إلى مساعد أو شركة تمكّنها من التكفّل بهذه المخاطر، أما الصنف الثاني الذي شدد على أهميته الكبيرة فيتعلق بتبادل المعلومات التجارية سواء الخاصة بالأسواق أو المتعاملين الاقتصاديين على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن وجود بنك معطيات أهم من التأمين في حد ذاته.