أدى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة صباح أول أمس صلاة عيد الفطر المبارك بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة في جو من السكينة والخشوع، وتلقى بعد الصلاة تهاني كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة وممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمد بالجزائر وجموع المواطنين. واستمع الرئيس بوتفليقة إلى الإمام الخطيب الذي أبرز في خطبتي الصلاة المعاني السامية لعيد الفطر المبارك "الذي تنطلق فيه الألسن بالتسبيح والتحميد وطلب الغفران والعتق من النار والفوز بجائزة العيد". وذكر بأن "في العيد تتعانق أفئدة المؤمنين لتأكيد صلة الأرحام والتكافل فيما بينهم"، داعيا إلى تطهير القلوب من الحقد والتحاسد ومواساة الفقراء بدفع الزكاة دون من أوأذى. وحث الإمام الخطيب المسلمين على الالتزام بالأخلأق الحميدة التي أكدها الدين الإسلامي الحنيف، ولا سيما من خلال تفقد أحوال المؤمنين، ملحا في نفس الوقت على ضرورة عمارة الأرض بالخير والصلاح وتوحيد الصفوف للرفع من شأن الأمة والتحلي بثقافة الدولة القوية. كما دعا المسلمين كافة إلى النهوض من السبات وتوحيد جهودهم ولم شملهم لتحرير فلسطين ومقدساتهم من الاحتلال البغيض، معتبرا ذلك أمانة في أعناق الجميع. وعقب الصلاة تلقى رئيس الجمهورية تهاني عيد الفطر المبارك من كبار المسؤولين في الدولة والمواطنين الذين أدوا صلاة العيد بالجامع الكبير، وكان في مقدمة مهنئيه السادة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة وعبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني وبوعلام بسايح رئيس المجلس الدستوري وأحمد أويحيى الوزير الأول وأعضاء من الحكومة وممثلي بعض الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمد بالجزائر. إدخال الفرحة إلى قلوب المرضى قام وزير التضامن الوطني والجالية الجزائرية بالخارج السيد جمال ولد عباس بمناسبة عيد الفطر المبارك بزيارة للمؤسسة الاستشفائية المختصة "فرانتز فانون" بالبليدة، حيث عاين ظروف التكفل بمقيمات مصلحة الطب النفسي الخاص بالنساء اللواتي تم إدخالهن المركز بطلب من أقاربهن أو بعد التبليغ عنهن. وزار الوزير البيوت البلاستيكية المخصصة للبستنة التي يتكفل بها المرضى في إطار العلاج بالتشغيل، وهي تقنية ترمي إلى تحفيز الإدماج الاجتماعي لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية، قبل أن يشرف على عملية تسليم هدايا لحوالي 50 مريضا. وبالمناسبة أعلن السيد ولد عباس انه سيتم قريبا التوقيع على اتفاقية بين وزارة التضامن الوطني ووزارة الصحة للتكفل بالمصابين بالأمراض العقلية الذين استقرت حالتهم، مؤكدا استعداد وزارته التام لمساعدة هؤلاء على الالتحاق بعائلاتهم وتحفيز اندماجهم الاجتماعي. من جانب آخر وتحت شعار "لعبة لكل طفل مريض" نظم الهلال الأحمر الجزائري بالتعاون مع القناة الثالثة للإذاعة الوطنية عملية تضامنية لفائدة الأطفال المرضى بالمستشفيات عبر كامل التراب الوطني بمناسبة عيد الفطر المبارك. وقد أعطى الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري السيد لحسن بوشاقور إشارة انطلاق هذه العملية التضامنية مع الأطفال المرضى من مستشفى جيلالي بلخنشير ببئر طرارية بالعاصمة، وذلك مباشرة عبر أمواج القناة الثالثة الإذاعية، لتنطلق العملية عبر كامل مستشفيات الوطن، التي سعى من خلالها منشطوها إلى مواساة الأطفال الذين لم يسعفهم الحظ لقضاء العيد في منازلهم وسط الدفء العائلي. وإلى جانب هذه العملية توافد على المستشفى العديد من المتطوعين من شباب وعائلات يحملون هدايا وحلويات للأطفال، لتقاسم فرحة العيد معهم ومواساتهم في هذا اليوم السعيد. فالمهم حسب هؤلاء المتطوعين، ليس تقديم الهدايا للأطفال وإنما القيام بزيارتهم بابتسامة تمسح عنهم أحزانهم وآلامهم ولو دقائق ولحظات، معتبرين أن ابتسامة الأطفال وفرحتهم بالهدايا في هذا العيد الكريم لا يمكن أن تقدر بثمن. وقد عبر الأطفال عن فرحتهم بالهدايا التي قدمت لهم كل بطريقته، كما استحسن أولياؤهم المبادرة وخاصة الأمهات اللاتي يلازمن أبناءهن منذ أيام بالمستشفى. عودة البسمة للأطفال المصابين بالسرطان بوهران اكتسى عيد الفطر هذه السنة حلة خاصة بالنسبة للأطفال الذين تتم معالجتهم بالمركز الاستشفائي لمرضى السرطان المتخصص "الأمير عبد القادر" بوهران حيث عادت البسمة إلى وجوههم من جديد، وعاش هؤلاء لحظات سعادة متميزة خلال هذه المناسبة السعيدة التي أنستهم مرضهم وأدخلت إلى قلوبهم البهجة على غرار قرنائهم، وذلك بفضل رعاية أقربائهم والطاقم الطبي وبعض المحسنين، الذين لم يتوانوا في توفير كل ما من شأنه إدخال الفرحة إلى قلوب هذه البراعم التي لم يتسن لها مغادرة المستشفى لقضاء عطلة العيد بين الأهل والأقارب. وفي وصفها للأجواء أكدت منسقة المركز السيدة بحاجي أن سعادة كل أسرة المركز تكمن في منح هؤلاء الأطفال المصابين القليل من الحياة، متأسفة في الوقت ذاته للمآسي التي يتعرض لها يوميا المرضى وأولياؤهم، وذكرت بالمناسبة حالة مريضة تحصلت على شهادة التعليم المتوسط بامتياز، غير أنها مجبرة على الخضوع للعلاج الذي قد يدوم من 4 أيام إلى أكثر من شهر، علاوة على حالتي مريضين يبلغان من العمر 11 سنة و17 سنة من ولايتي وهران وسعيدة شفيا بفضل العلاج الذي تلقوه في هذا المركز. وقد أثنى أولياء الذين قضوا يوم العيد مع أبنائهم بالمركز بالروح التضامنية والدفء العائلي الذي عمل إطارات المركز وممرضوه على توفيره للأطفال بهذه المناسبة المباركة، كما أشادوا بما تقوم به يوميا جمعية مساعدة الأطفال المصابين بالسرطان، في مجال المساعدات التي تقدمها للمرضى وأوليائهم الذين تأويهم بمركز الاستقبال الواقع بشارع معود أحمد بقلب مدينة وهران. للإشارة فإن المركز الاستشفائي المتخصص "الأمير عبد القادر" يعتبر المركز الوحيد المتخصص في علاج الأطفال مرضى السرطان على الصعيد الوطني، وهو يتوفر على 62 سريرا و4 وحدات علاج، موزعة على فئات الذكور، الإناث، الرضع والعلاج المكثف، كما يعتبر فرعا من مركز محاربة السرطان الذي يضم وحدات خاصة بالكبار وقسما للعلاج بالأشعة، وقد دشنت هاتان المصلحتان المجهزتان بأحدث التجهيزات الطبية في ديسمبر الماضي من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. فرصة للتلاقي وتبادل الزيارات بالمهجر وكان لعيد الفطر المبارك في أوساط الجالية الجزائرية بفرنسا طابع خاص هذا العام لمصادفته يوم عطلة أسبوعية مما سمح لأفراد الجالية المسلمة عموما بالإحتفال بهذا العيد الكريم في أجواء عائلية مميزة، اجتمعت فيها الأسر حول موائد مزينة بمختلف أطباق الحلوى التي تفانت الزوجات في إعدادها، فيما شهدت المساجد صباح العيد توافدا كبيرا للمصلين من مختلف الجنسيات بحضور ممثلي السلك الدبلوماسي للدول الإسلامية. وكان السوق الأسبوعي لحي "بارباس" بباريس قد سجل من جهته ليلة العيد توافدا غير معهود لمختلف المتسوقين الذين جاؤوا لشراء الفواكه والخضر واللوازم الضرورية لإعداد وجبات خاصة بالمناسبة، على غرار "خبز الدار" و"المسمن" و"البغرير" و"الكسرة"، والحلويات التقليدية إضافة إلى مختلف الأعشاب العطرية لإعطاء نكهة للأطباق. وفي حين احتفل البعض بعيد الفطر وسط عائلته المقيمة معه في المهجر فإن البعض الآخر لم يخف افتقاده لحنين الأسرة والوطن ومعهما نكهة الاحتفال بهذا العيد الكريم.