انطلقت الدورة الأولى للأيام الوطنية للمسرح الثنائي بمدينة سعيدة، أول أمس الخميس، بالمسرح الجهوي "صراط بومدين"، وسط حضور لافت للفنانين والمبدعين، في تظاهرة ثقافية تسعى إلى ترسيخ فن الديودراما (المسرح الثنائي) كأحد الأشكال المسرحية البارزة في الجزائر. في كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد مدير التظاهرة ورئيس جمعية "النهضة الثقافية"، توفيق عبد اللاهي، أن هذه الأيام المسرحية، ثمرة تشجيع ومساندة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للمبدعين الشباب، خصوصا أولئك الذين يسعون إلى تقديم أفكار جديدة، تساهم في إثراء المشهد الثقافي الوطني. كما عبر عن فخره باحتضان مدينة سعيدة هذه التظاهرة، التي تعد ثالث فعالية مسرحية مخصصة لهذا النوع الفني في الوطن العربي، بعد أن بدأ يكتسب اهتماما متزايدا في الساحة الثقافية. وأوضح عبد اللاهي، أن هذا الحدث الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني، والثالث على المستوى العربي، بعد مهرجان دابا الحصن في الشارقة، ومهرجان المسرح الثنائي في تونس، يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الفنون المسرحية في الجزائر. من جهته، أكد المفتش العام لولاية سعيدة، نصر الدين بادي، أن هذه الفعالية تعكس بشكل ملموس، إرادة الدولة في تشجيع الشباب وفتح المجال أمامهم للإبداع في مختلف الفنون، مشيرا إلى أن الأيام الوطنية للمسرح الثنائي، ليست سوى واحدة من بين العديد من الفعاليات الثقافية التي تنشطها الجمعيات في الولاية. يهدف هذا الحدث، إلى توفير منصة للفرق المسرحية الشابة، حيث يتضمن برمجة ثرية، تشمل خمسة عروض مسرحية، لنيل جائزة "العُقبان" (من اللغة الدارجة، وتعني أحد أنواع النسور، وهو العقاب الذي تشتهر به سعيدة) لأحسن عرض متكامل، وجوائز أحسن إخراج، أحسن نص، أحسن ممثل وأفضل ممثلة، فضلا عن تقديم ورشتين تكوينيتين في فن الممثل، تحت إشراف حسين مختار، والكتابة الدرامية يؤطرها فتحي كافي. وتقام ندوات فكرية، يشرف عليها نخبة من الفنانين والمختصين في المسرح، حتى تتاح الفرصة لتعزيز التبادل الثقافي بين مختلف الفرق المسرحية القادمة من عدة ولايات، وإعطاء دفعة جديدة لهذا اللون المسرحي، الذي يعتمد على الأداء الثنائي المكثف. تتواصل الدورة الأولى للأيام الوطنية للديودراما، إلى 2 فيفري الجاري، بالمسرح الجهوي "صراط بومدين"، بمشاركة خمسة عروض هي؛ "تخريف ثنائي"، "أسدردف"، "الحلوف"، "تيك تيكو"، و«ديك المزابل. تكريم مؤثر ومستحق ل"واطو" شهد حفل الافتتاح، تكريم الممثل المسرحي عبد القادر دحماني، المعروف باسم "واطو" (مواليد 1955)، أصيل مدينة سعيدة، وأحد أهم الوجوه المسرحية فيها، وفي الجزائر، لم ينل حظه من الإعلام والشهرة، لكن أبناء سعيدة ومن خلال هذه التظاهرة، أعادته إلى الواجهة، ضمن تكريم مؤثر، تقشعر له الأبدان، من شدة العاطفة التي عبر عنها هذا الرجل المسرحي المكرم، ذرف دموع الحسرة، ذلك أنه لم يعد يستطيع الوقوف على الخشبة، بسبب مانع صحي. اختلطت مشاعر المسرحي المكرم، الذي حملت الدورة الأول للأيام اسمه، وبدت ملامح السعادة والاعتزاز على وجهه، لما التف حوله أصدقاؤه ومحبوه من أهل المسرح، من بينهم الممثلة فضيلة حشماوي، والمخرج المسرحي والأكاديمي لخضر منصوري، الذي قدم له تكريما خاصا باسم تعاونية "النقطة" التي يترأسها. ومن تعذر عليه الحضور، أرسل تسجيل فيديو يعبر عن حبه لهذا الممثل المتميز، المعروف بإلقائه القوي، يُسمع من بعيد، وأدائه الفريد عل الخشبة، من بين المتدخلين؛ الكاتب المسرحي والصحفي بوزيان بن عاشور، الكاتب المسرحي عبد القادر بلكروي، المخرج المسرحي ربيع قشي وغيرهم. بدأ "واطو" في مسرح الهواة بسعيدة، مع فرقة "برولات كيلت"، وتفوق فيها، ووضع لنفسه مكانا بين المسرحيين الهواة، كسب احترام ومحبة الجميع. دخل عبد القادر دحماني، أو "واطو"، الذي اشتغل أستاذ تربية رياضية، عالم المسرح في 1973، من خلال دوره في مسرحية "تضحية شعب"، وآخرها كانت مسرحية "الليلة الأخيرة بعد الألف" في عام 2011. وعرف حفل الافتتاح أيضا، تكريم المخرج المسرحي ابن مدينة سيدي بلعباس، عز الدين عبار، والمخرج المسرحي والبروفيسور لخضر منصوري، الذي يعد من بين المسرحيين الذين تفتخر بهم مدينة سعيدة ومسرحها.