لماذا هذا الخجل اللافت ولماذا هذا التعتيم المشين على حقيقة يعرفها القاصي والداني!؟. المغرب كان مترشحا لعضوية مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، وتلقى صفعة مدوية من قبل الجزائر! الجزائر نالت 30 صوتا في الجولة السادسة، ولم يتلق المغرب إلا 17 صوتا أغلبها مقابل رشاوى دفعها بكل سخاء ومن دون أي حياء. لقد أصبح موضوع الرشاوى المغربية الحديث الرئيسي في أروقة الاتحاد الإفريقي هذه الأيام.. وأصبح الكثير من ممثلي الدول الأعضاء لا يتردّدون في الإعراب عن ازدرائهم واشمئزازهم من هذه الممارسة ونعتها بأقبح النعوت. فلم يعد للمغرب كغيره من الدول في المنظمة القارية ملفات سياسية يدافع عنها أو تطلعات مشروعة يرافع من أجلها ولا أهداف دبلوماسية محترمة يعمل على جلب الاهتمام بها. لم يعد له شيء من هذا القبيل وبات همّه الوحيد، دون أي نتيجة أو أدنى جدوى، عرقلة جهود الجزائر والطعن في مساعيها ومبادراتها التي تصبّ في خدمة العمل الإفريقي المشترك. نعم، بات هاجس المغرب الوحيد في المنظمة القارية كبح المكانة القوية للجزائر في حضنها الإفريقي والقيام بالمحاولة اليائسة تلو المحاولة اليائسة لمنع الجزائر من تولي المناصب القيادية في الاتحاد الإفريقي، فضلا عن زرع الانقسامات في الصف الإفريقي الموحّد، وهي المحاولات التي لم يجن منها المغرب سوى الانتكاسة تلو الانتكاسة. مجمل القول في هذا الموضوع أن غالبية الدول الإفريقية لم تعد ضحية لمغالطات المغرب ومناوراته المفضوحة، وصار صفّ الموالين له والمنخرطين في مغامراته يسجّل الانشقاقات المتتالية ونفورا تتوسع رقعته على وجه غير مسبوق. الأيام بيننا والغد لناظره قريب. تتجه نحو افتكاك عضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي الجزائر تحصد 32 صوتا والمغرب يتفوّق في التشويش تتجه الجزائر بخطى كبيرة نحو الحصول على عضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي عن منطقة شمال إفريقيا، في الانتخابات المؤجّلة إلى الشهر المقبل، بعد حصولها على 32 صوتا من أصل 33 صوتا المطلوبة. تفوّقت الجزائر - التي ستترشح مجددا لهذا المنصب في الانتخابات المؤجّلة - على المغرب في جميع الجولات وتمكّنت من إقصائه من السباق بعد ست جولات أثبتت خلالها المملكة عدم قدرتها على منافسة الجزائر، نظرا للفارق الكبير في الأصوات والذي بلغ 30 صوتا مقابل 17 فقط للمغرب خلال الجولة السادسة، قبل أن تحقق الجزائر 32 صوتا، مما يعكس ثقل الجزائر داخل القارة الإفريقية ومركزها القوي في الحضن الإفريقي. وخلال العملية الانتخابية التي جرت في اليوم الأول من اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، تفوّقت الجزائر فيها جميعا، على الدولتين المترشحتين معها، للعهدة التي تمتد من 2025 إلى 2027، وهما ليبيا والمغرب. ونظرا لشرط الحصول على ثلثي أصوات الدول المصوّتة (33 صوتا)، اضطرت مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى تأجيل العملية الانتخابية إلى الشهر المقبل. وكما جرت العادة، ومن خلال حملاته التضليلية ضد الجزائر، يتجنّب المغرب الإقرار بأنه كان مرشحا لهذا المنصب أصلا، كما يتجاهل حقيقة أن الجزائر هي التي أقصته ويلجأ بالمقابل إلى حملات التشويش البائسة ضد هذا التفوّق كما دأب على فعله في كل مرة.