لقد جرت الأعمال بكاب تاون على قدم وساق وعلى مدار 3600 ساعة من اجل إعداد قاعة السحب، والتي تتربع على مساحة 959 مترا مربعا من الخشب الذي استخدمه المنظمون لإعطاء "ديكور" رائع لعملية القرعة والمستلهم من الروح والتقاليد الإفريقية حيث سعى المنظمون إلى السهر ليلا ونهارا ليكون الحدث بارزا. وقد عبرت مديرة اللجنة المنظمة لكأس العالم 2010 تيرال كولين عن ثقتها من أن كل أمور التنظيم الجيد لهذه العملية جرت على أحسن ما يرام بعدما سهرت شخصيا على أشغال التحضيرات، حيث قالت في هذا الصدد: "لقد بذل العاملون المكلفون بإعداد القاعة جهدا خارقا، حيث كانوا ينطلقون في انجاز الأشغال في ساعات مبكرة من النهار وإلى غاية الساعات المتأخرة من الليل حيث استطعنا أن نقوم بالتجارب الأولى في التنظيم قبل أسبوع من انطلاق الحدث بصفة رسمية ونحن الآن مستعدون لاستقبال الحدث وضيوفه ." كما شددت السيدة تيرال كولين على التعاون المثالي الكبير الذي كان واقعا بين أفراد الأمن والمتطوعين والعمال وسلطات المدينة لانجاز القاعة وجعلها ملائمة مع الحدث، إلى جانب التنسيق الذي كان جاريا مع الفيفا في إطار تقدير متطلبات هذا الحدث وسبل تلبيتها. وسيحضر أطوار هذا الحدث ما بين 27 الى 32 مدربا، منهم دونغا البرازيلي وكارلوس كيروش، مدرب البرتغال وفابيوكابيلو، مدرب انجلترا ومارشيلوليبي ( ايطاليا) وديل بوسكي(اسبانيا) إلى جانب مدرب البلد المستضيف للدورة كارلوس البيرتوباريرا. كما يتواجد رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم جوزيف بلاتير منذ يوم الاربعاء بكاب تاون من اجل الإشراف الشخصي على مراسيم حفل عملية القرعة. ومع بدء العدّ التنازلي لانطلاق مباريات كأس العالم، أعلنت حكومة جنوب إفريقيا حالة الطوارئ لكافة الوزارات والأجهزة والهيئات المعنية بالدولة لإنجاح هذا الحدث العالمي الضخم والذي يجلب اهتمام شعوب العالم بأسرها، حيث أعلنت حالة التأهب تحت شعار "الضربة الأولى لك" وتم إصدار قرار حاسم لرجال الأمن والشرطة التابعين لوزارة الداخلية بالضرب في "المليان" في حالة حدوث أي جريمة أمامهم وذلك بهدف جعل الرادع الأمني قويا وحاسما في التعامل مع المجرمين والمنحرفين والذين يشكلون اخطر مشكلة وأهم السلبيات التي يمكن أن تؤثر على نجاح المونديال، حيث بدأ سريان هذا القرار اعتبارا من أول نوفمبر الفارط والذي يلزم الشرطة بالتصدي للجريمة بكافة أشكالها بالقتل الفوري من الطلقة الأولى ويعد ذلك خطوة حاسمة من الحكومة للتصدي للجريمة وتقليصها إلى أدنى معدلاتها قبل وأثناء العرس الكروي العالمي. وفضلا عن سهر الحكومة على حسن التنظيم، فقد شهدت جنوب افريقيا تحولات كبيرة منذ إسناد لها تنظيم كأس العالم 2010 لاسيما في مجال تشييد الطرقات التي تؤدي الى مواقع إجراء المباريات وكانت أبرزها اعادة وتطوير مسارات الطرق التي تربط بين جوهانسبورغ وبريتوريا من جهة ومطار جوهانسبورغ من جهة ثانية. وشهدت هذه الخطوة إنشاء قطار سريع للربط بين تلك المناطق الثلاث ويعرف باسم "خاوتينغ" ، حيث بلغت تكلفة إنشاء هذا القطار السريع 400 مليون دولار وسيتم تدشينه في شهر افريل القادم رفقة الملاعب الثلاثة التي تم تشييدها خصيصا لاستضافة عرس مونديال الساحرة المستديرة والتي تقام مبارياتها في تسع مدن، حيث ستصل التكلفة المالية لكل هذه المشاريع الى 7 ملايير دولار، مع العلم ان جنوب إفريقيا كانت تمتلك سبعة ملاعب تم تطويرها من أجل استقبال الحدث. وقد لجأت حكومة جنوب إفريقيا إلى الاستعانة بكوادر أمنية من فرنسا وألمانيا وأمريكا وضباط كبار وخبراء في مجالات الأمن المختلفة لتدريب قوات الأمن المحلية في مجالات مكافحة الإرهاب والتصدي للجرائم بمختلف أشكالها.