لم يكن تتويج المهاجم ليونيل ميسي بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم لأفضل لاعب في العالم لعام 2009 سوى نهاية منطقية لعام حافل بالإنجازات في المسيرة الكروية لهذا اللاعب الساحر. وحصل النجم الأرجنتيني على 1073 نقطة في الاستفتاء الذي يشارك فيه المدربون وقادة جميع المنتخبات الوطنية في أنحاء العالم، ليتفوق بذلك وبفارق كبير على كريستيانو رونالدو الذي حل في المركز الثاني برصيد 353 نقطة، مقابل 196 نقطة لخافي هيرنانديز، الذي حل ثالثا. وجاء هذا الإنجاز بعد أيام قليلة من فوز "الساحر" الأرجنتيني بالكرة الذهبية التي تمنحها سنويا مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الرياضية المتخصصة لأفضل لاعب في أوروبا. وكان فوز ميسي بالجائزة متوقعا بشدة بعد الإنجازات العديدة التي حققها مع ناديه برشلونة، رغم عدم ظهوره بنفس المستوى مع المنتخب الأرجنتيني، حيث أحرز ستة ألقاب خلال سبعة شهور وهي "لاليغا" وكأس إسبانيا وكأس رابطة أبطال أوروبا، وهو ما لم يحققه فريق إسباني من قبل إلى جانب الكأس الممتازة الإسبانية والكأس الممتازة الأوروبية وأخيرا كأس العالم للأندية. عام أكثر من خيالي ووصف ميسي عامه الذي أنهاه بالتتويج بجائزة أفضل لاعب في العالم بأنه "أكثر من خيالي"، معبراً عن فخره باللعب في صفوف الفريق الكاتالوني الذي حصد برفقته جميع الألقاب. وقال في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم عقب تسلمه الجائزة: "أقدم شكري لكل الذين صوتوا لي، فإنه فخر كبير بالنسبة لي أن أفوز بهذه الجائزة ... إنه أمر رائع أن تحصل على هذه الجائزة من زملائك في المنتخبات الأخرى، كما أود أن أشكر زملائي في برشلونة وأن أشاركهم هذه الجائزة، إذ أنها طريقة رائعة لإنهاء العام مع هذا الفريق"، مضيفا: "ما يزيدني فخراً هو كوني أول أرجنتيني يحصل على هذه الجائزة فهذا شرف كبير لي". وأشار ميسي إلى أنه لو لم يكن هو صاحب الجائزة لتمنى أن تذهب إلى أحد زميليه في البارصا تشافي أوإنيستا. وتابع قائلا: "لقد سارت الأمور كلها على ما يرام، وفزنا بكل المنافسات، بالإضافة إلى الجوائز على المستوى الفردي، وهذا كله ما كان ليتحقق بدون زملائي، فهم أيضاً يستحقون التكريم". كما تحدث ميسي عن وجود ثلاثة مرشحين لهذه الجائزة من مدرسة برشلونة للناشئين، معتبراً ذلك تقديراً لجهود النادي الذي قام بعمل مميز على قطاع الناشئين. واختتم ميسي كلامه بالحديث عن التوتر القائم بينه وبين وسائل الإعلام في بلاده التي تتهمه بأنه لا يقدم مع المنتخب الأرجنتيني المستوى ذاته الذي يقدمه مع البارصا، حيث قال: "كانت التصفيات في غاية الصعوبة وعانينا كثيراً من أجل التأهل لكننا حققنا هدفنا، وما يهم هو أننا الآن لدينا وقت للعمل، فلقد وقعنا ضمن مجموعة قوية من دون شك، وفي كأس العالم يكون من الخطأ الاعتقاد بأن ثمة منتخبات ضعيفة، فالكل يصل راغباً في رفع اسم بلاده عالياً، وهم بالتأكيد سيمثلون عقبات مختلفة ومتنوعة، وسيكون علينا أن نكون في غاية الذكاء لكي نتجاوز الدور الأول".