تمثّل مسرحية "نون" للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، الجزائر، في الدورة السادسة عشر من أيام عمان المسرحية، التي تحتفي على مدار 12 يوما بالمسرح والشعر والتشكيل، وفي هذا الإطار تحلّ الأديبة الشاعرة ربيعة جلطي أيضا، ضيفة على هذه الفعاليات التي تنطلق اليوم السابع والعشرين من مارس المصادف لليوم العالمي للمسرح. مسرحية "نون" كتب نصها أحميدة عياشي وأخرجها نصر الدين عبار، أعطى فيها كاتبها العنان للخيال لشخصيات تجد نفسها في عالم آخر، حيث ساهم اللباس الأبيض في تحديد الرمز المبتغى كدلالة على الموت ومعاني أخرى تتجلى في حوار الكبت نقلا عن مشاعر الحس وسكنات الروح ولغة الجسد، وجاءت فكرة النص من ميثولوجيا تتحدّث عن احتباس الروح في الجسد وعدم تحرّرها من السماء إذا لم يأخذ الجاني عقابه، وهي وليدة تزاوج رواية "ذاكرة الجنون و الانتحار" وقصة "ذو النون". يبدأ العرض على وقع عزف عود وصوت ترقي وبسقوط المعلقين أو شخوص المسرحية تباعا، من شخصية المعتوه الذي اغتالته يد الإرهاب، والراقصة التي لقيت مصرعها في ملهى وبرواني مدير السجن، وبلة السجين الذي مات جراء التعذيب والقهر داخل السجن، إضافة إلى شخصية الكاتب الذي يصبح مطالبا بتحريرهم وكتابة مصائرهم إلا أنه عاجز عن ذلك، كل هؤلاء وجدوا أنفسهم في لحظة الانتظار بين الجنة والنار كي يتحدثوا عن مأساة بشرية كاملة بتفاصيل جزائرية قد تبدأ في أذهان المتلقين منتصف الستينيات وتنتهي أواخر التسعينيات. وسبق للمسرحية أن حازت على عدد من الجوائز خلال الدورة الرابعة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، حيث عادت جائزة أحسن دور نسوي لدليلة نوار، وتحصل المخرج عز الدين عبار على جائزة أحسن إخراج. وإلى جانب "نون"، برمج القائمون على الأيام عروضا متنوعة فمن إيطاليا "ليسيستراتا"، "أرض كاليفو" و"مذكرات امرأة غير واقعية"، "من نعناع وزيتون وزيت وزعتر" من أمريكا، "الموت والعذراء" من ألمانيا، "قلب الحدث" من العراق، "إحياء للذكرى في مسرح المقهى" من كوسوفو، "الذي نسي أن يموت" من الإمارات، "بمبة سيليكون" و"الخادمتان" من لبنان، إلى جانب "بوليرو" من الأردن، "الفداوي موال الأجبال" من تونس، "سليمى" و"كوكب الألوان" من الأردن. من جهتها، تشارك السيدة ربيعة جلطي في الفعاليات الشعرية للأيام المسرحية التي ستقام على المسرح الدائري بالمركز الثقافي الملكي تحت شعار "شعر في مسرح"، وذلك إلى جانب كلّ من الشعراء طاهر رياض ويوسف عبد العزيز من الأردن، الصغير أولاد أحمد من تونس، خزعل الماجدي ورنا جعفر ياسين من العراق، سمر دياب وغسان جواد من لبنان، مراد السوداني من فلسطين، عادل محمود وجولان حاجي من سوريا، ثريا مجدولين من المغرب. وتعتبر ربيعة جلطي من أهمّ الشاعرات الجزائريات من بين شعراء جيل السبعينيات التي بقيت تكتب وتنشر مجموعاتها الشعرية ومن بينها "تضاريس على وجه غير باريسي"، "التهمة"، "شجر الكلام"، "كيف الحال"، "حديث في السر"، "من التي في المرآة؟"، "بحار ليست تنام"،"حجر حائر"، وقد قام بترجمة شعرها إلى الفرنسية الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي في ديوان نشر تحت عنوان "وحديث في السر"، أمّا الروائي رشيد بوجدرة فقد ترجم لها "بحار ليست تنام". ويشار إلى أنّ مهرجان أيام عمّان المسرحية، مهرجان مسرحي أردني عالمي، تأسّس عام 1993، تتضمن فعالياته جملة من الفعاليات المسرحية والإبداعية في حقول الموسيقى والشعر والأفلام والمعارض، وتضمّ أيام عمان المسرحية، أيام عمان التشكيلية، أيام عمان الموسيقية، أيام عمان الشعرية، عروض أفلام، وعروض الشارع، تتوزع الفعاليات في عدة مسارح في العاصمة عمان، إضافة إلى مواقع عدة في مدينة الزرقاء بوصفها مدينة الثقافة الأردنية لعام 2010، كما تضمّ أيضا ورشات عمل وحلقات نقاشية يشارك فيهما العديد من أبرز النقاد والكتاب والباحثين والأكاديميين الأردنيين والعرب في حقل الفنون المسرحية. وكانت الدورة الخامسة عشر للمهرجان أطلق عليها "دورة فلسطين" بمناسبة إعلان "القدس عاصمة للثقافة العربية" لعام 2009.