اعتبر الخبراء والمختصون في مجال متابعة المؤسسات وحمايتها من التعاملات غير الشرعية ان توفير مناخ تشاور ومد جسور الحوار بين الرؤساء والمرؤوسين، ومراعاة الشروط المادية والمهنية للموظفين تعد آليات كفيلة بالتوجه بالمؤسسة بعيدا عن ظواهر الفساد والرشوة وسوء التسيير، التي تعد الخطر الأول المهدد لزوال أي هيئة اقتصادية أو ادارية أو خدماتية. كما أوضح المختصون في ندوة احتضنها نزل ''الرياض'' بسيدي فرج بالعاصمة حول ''كيفية حماية المؤسسات من آفة الفساد والرشوة''، بادرت بها كل من المؤسسة الفرنسية ''سوسياد''، و''ايتيكس'' السويسرية المختصة في منح شهادات الاعتماد للمؤسسات بالتنسيق مع جريدة ''الشروق اليومي''، أن المؤسسة بحاجة لجسور للتواصل بين مختلف موظفيها، انطلاقا من المسؤول الأول والمباشر الى غاية آخر عامل حسب السلم الاداري، باعتبار أن توسيع شبكة الاتصال بنوعيه العمودي والأفقي من شأنه اضفاء نوع من الاستقرار والراحة في العمل والذي يعود بدوره بالنفع العام على المؤسسة في حد ذاتها. لاسيما بقطع الطريق أمام كافة أشكال التعاملات غير الشرعية بما فيها الاختلاسات، الفساد والرشوة...وغيرها. وفي هذا الاطار، أكد الخبير الدولي والمدير العام لمؤسسة ''ميكروبال'' وأحد اطارات مؤسسة ''ايتيكس'' الكائن مقرها بسويسرا والمختصة في منح شهادات الجودة الشاملة للمؤسسات السيد ''بونوا فايور''، أن الاهتمام بمناخ العمل داخل المؤسسة وبكافة الجوانب المادية والمعنوية للموظفين والعمال، الى جانب تخصيص نظام تكوين فعال لفريق العمل يمنع العامل من التفكير في ممارسة الفساد والتعامل بالرشوة لكون العناية بهذه الجوانب تعد قاعدة أساسية للقضاء على كافة أوجه الفساد في مختلف المستويات، كما أضاف السيد بونوا أنه يتعين على مسؤولي المؤسسات اعتماد النوعية والكفاءة في توظيف الموظفين والموارد البشرية في المناصب الحساسة، إضافة الى التأكد من السيرة الذاتية للمترشحين لمسابقات التوظيف. معتبرا أن الفارق الكبير بين قدرات الموظف في الاستجابة لمتطلبات الوظيفة التي اختير من أجلها وما يتوجب عليه القيام به يؤدي إلى تراجع مردودية المؤسسة وتنافسيتها وفي غالب الأحيان إفلاسها وغلقها. وبدوره، أشار الخبير ''جان فرانسوا يني'' أحد مؤسسي شركة ''ايتيكس'' بسويسرا المختصة في منح شهادات جودة منتوجات المؤسسات وأنظمة المناجمنت ''ايزو 9001 و14001 الى أهمية اعتماد مخطط عمل من قبل مسؤولي الشركات والمديرين، ينطلق من تكوين الرؤية، اختيار المهمة، سياسة الشركة، ثم تحديد الأهداف المنتظرة لفائدة العمال والشركة في حد ذاتها وهذا لتجنب انتشار الفساد والمعاملات غير الشرعية المحتملة، وهو ما أسماه فرانسوا يني بالمناجمنت التساهمية أو الجماعية. كما ركز المحاضر على أهمية عنصر تسيير المعارف بالمؤسسة الذي اعتبره شرطا بالغ الأهمية في توفير الاستقرار في العمل وكذا الاحترافية بغية الوصول الى مؤسسة خالية من مظاهر الفساد. وتم التطرق في نهاية هذه الندوة الى شتى الحلول الأخرى التي يمكن الاعتماد عليها في مواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود، إضافة الى كيفية تسيير الصعوبات والمعوقات الناجمة عن حالات الفساد والرشوة في قلب المؤسسات والهيئات الإدارية.