وقعت الجزائر مع نيجيريا والنيجر مساء أول أمس إعلان الجزائر المتعلق بمشروع الربط بالألياف البصرية على محور الجزائر - أبوجا، مرورا بمدينة زيندر بجمهورية النيجر، والمقرر أن يرى النور في غضون سنة .2012 ويخول هذا الإعلان الذي وقعه كل من السيد موسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال عن الجانب الجزائري، والسيدة تاكو باكوي أميناتا بوريمة وزيرة الاتصال وتكنولوجيات الجديدة للإعلام والثقافة لجمهورية النيجر وكذا السيد بشار محمد سامبو الأمين العام لوزارة الإعلام والاتصالات لنيجيريا، اللجنة التقنية المكلفة بالمشروع مهمة إطلاق دراسات جدوى تشمل دراسة الأثر على المحيط، مع العمل على استكمال دفتر الأعباء الإدارية قبل نهاية سنة ,2010 وتنصيب لجنة تسيير المشروع خلال الدورة المقبلة للجنة المتابعة المقرر عقدها شهر أكتوبر القادم بالعاصمة النيجرية نيامي. كما ستعمل اللجنة على بحث إمكانيات رفع التكاليف من خلال دمج مشروع الألياف البصرية ضمن مشروع الطريق العابر للصحراء، لا سيما وأن المشروعين متكاملين ويندرجان إلى جانب مشروع الربط بأنبوب الغاز الجزائر - لاغوس، في إطار تجسيد الأهداف المسجلة في مبادرة الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا (نيباد). وتم ضمن إعلان الجزائر الذي يأتي تتويجا لأشغال الدورة التاسعة للجنة متابعة وتطبيق المشروع التي عقدت من 20 إلى 22 جوان الجاري بالجزائر، تحديد تكلفة هذا المشروع الضخم الذي يمتد على مسافة 4500 كلم منها 2700 كلم على التراب الجزائري ب80 مليون دولار، منها 45 مليون دولار تمثل حصة الجزائر، فيما حددت آجال إنجازه ب18 شهر بداية من تاريخ انطلاقه المقرر في شهر أكتوبر المقبل. وسيسمح هذا المشروع الإفريقي حسب السيد موسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بتحقيق تفتح الدول المعنية به على أوروبا مرورا بالجزائر، غير مستبعد إمكانية توسيعه لبلدان افريقية أخرى، بينما اعتبرت وزيرة النيجر للاتصال والتكنولوجيات الجديدة للإعلام والثقافة، أن أبرز أهداف هذا المشروع المدمج، تكمن في توفير خدمات في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال للسكان المحليين وفك العزلة عن بعض البلدان على غرار بلادها. وأكد ممثل نيجيريا من جانبه التزام بلاده بإنجاز حصتها من المشروع، خاصة وأن هذا الأخير سيعمل، حسبه، على التقليص من تكاليف الاستفادة من التكنولوجيات الجديدة للاتصال بنيجيريا. ومن المنتظر أن توضع خطوط الألياف البصرية على طول مسار الطريق العابر للصحراء، مع استعمال التقنية المستعملة في مشروع الطريق السيار شرق-غرب، حيث تكفلت مؤسسات انجاز هذا الأخير بوضع الأنابيب والحوامل التي تمرر عبرها الألياف البصرية، مع استغلال هذه الأخيرة في تطوير الخدمات الاتصالية عبر مختلف التجمعات السكانية التي يمر عبرها المشروع، ومن ثم فك العزلة عن تلك المناطق من خلال إدخال شبكتي الهاتف والانترنيت. كما تستفيد الدول الإفريقية المعنية مباشرة بخط الربط إلى جانب الدول، المقرر توسيعه إليها على غرار مالي وتشاد من التقنيات المتطورة التي تشتغل بها مراكز الربط البيني التي تتوفر عليها الجزائر، ومن خلالها ستضمن هذه الدول أفضل الخدمات في مجال الربط بالقارة الاوروبية، وذلك انطلاقا من الخطين البحريين اللذين يربطان الجزائر بأوروبا والمرتقب ان يتعززا خلال الأسابيع القليلة المقبلة بخط ثالث سيتم انجازه بين ولاية وهران وإسبانيا. وكان آخر تقرير أصدرته ندوة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية في أكتوبر الماضي قد أشار إلى الأهمية التي تلعبها الكوابل الدولية ذات الألياف البصرية في ربط إفريقيا بالاقتصاد العالمي، مسجلا الإقصاء الكبير الذي تعانيه الدول الواقعة جنوب الصحراء قي مجال امتلاك هذه الشبكات البصرية، مما يبرز أهمية مشروع الربط بين الجزائر وأبوجا بالألياف البصرية، الذي يعبر عن التزام الجزائر بتنفيذ مبادرة النيباد، واستعدادها التام لتعميم الاستفادة من شبكتها الضخمة للألياف البصرية المقدرة بنحو 70 ألف كيلومتر، وتسخيرها لخدمة التنمية والتطور التكنولوجي في القارة السمراء.