تعتزم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اتخاذ قرار يقضي برفع عدد المقاعد البيداغوجية في بعض التخصصات التي يكثر عليها الطلب وذلك للتجاوب مع رغبات المتحصلين على شهادة البكالوريا بدرجة تقدير والبالغ عددهم 92432 ناجحا. بالموازاة مع شروع المعهد الوطني للإعلام الآلي بالحراش في توجيه الطلبة الجدد نحو الشعب التي تم اختيارها وفق بطاقة الرغبات، شرعت مصالح وزارة التعليم العالي في تحضير مقترح للرفع من عدد المقاعد البيداغوجية في بعض التخصصات التي يكثر عليها الطلب والتي يطمح الطلبة المتحصلون على البكالوريا بتقدير، التسجيل فيها كون المعدل المتحصل عليه يسمح لهم بذلك وانه من غير المنطقي أن لا يسجلوا فيها كون عدد المتحصلين على شهادة البكالوريا بتقدير شهد ارتفاعا هذه السنة. وينتظر أن يفصل وزير القطاع السيد رشيد حراوبية في الموضوع في الأيام القليلة القادمة، ورجحت المصادر أن يلقى الموضوع قبولا من طرف الوزير كونه يعد الحل الأمثل لمواجهة الضغط الكبير الذي تعرفه بعض الشعب، على غرار الصيدلة والطب وبعض الشعب التقنية مثل الإعلام الآلي، كما أن هذا المقترح سيجنب الوزارة الوقوع في مشاكل جديدة غير متوقعة تتعلق ببروز تذمر واحتجاجات من طرف المتحصلين على البكالوريا بتقدير وبخاصة الذين يتجاوز معدلهم 14 على 20 وعددهم يتجاوز 28 ألف ناجح. ويذكر أن النسبة الوطنية للنجاح هذا العام بلغت 23,61 بالمائة أي 240162 ناجحا، وقد حاز 49 متفوقا على تقدير ''ممتاز'' و5172 على تقدير ''جيد جدا'' و23636 بتقدير ''جيد''، فيما بلغ عدد المتحصلين على تقدير ''قريب من الجيد'' 63575 ناجحا. وأمام العدد المعتبر من الناجحين بتقدير وجدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نفسها أمام تحد جديد لم تضعه في الحسبان وهي التي كانت في السابق تركز مجهوداتها على توفير مقاعد بيداغوجية جديدة وتهيئة الإقامات الجامعية ولم تتصور الوقوع في إشكال جديد لم يسبق لها وان تعاملت معه. وعلى هذا الأساس فقد أدى اعتماد الوزارة خلال التسجيلات الجامعية على نمط الترتيب التسلسلي وكذا احتساب نتائج بعض المواد الأساسية في التوجيه النهائي الى تزايد الطلب لدى الطلبة على بعض الشعب التي يرونها تضمن لهم حياة عملية بعد التخرج من الجامعة وهو الأمر الذي أحدث نوعا من الضغط على تلك الشعب التي تبقى مقاعدها البيداغوجية محدودة. وتفيد مصادر من وزارة التعليم العالي أن السيد حراوبية، واستنادا إلى التقارير التي رفعها إليه مستشاروه بخصوص الضغط المسجل على بعض التخصصات، يتجه نحو إصدار تعليمة تقضي برفع عدد المقاعد البيداغوجية في بعض التخصصات دون غيرها بما يضمن تجاوز هذه الإشكالية، وفي هذا السياق ينتظر أن يتم رفع عدد المقاعد في الطب المقدرة ب8 آلاف مقعد على المستوى الوطني لتبلغ 10 آلاف وهو نفس الإجراء الذي قد يمس عدة تخصصات مثل الصيدلة والمدارس التحضيرية. وفضلا عن هذا فقد شرعت المصالح المختصة بمتابعة التسجيلات الجامعية والمتمركزة على مستوى المعهد الوطني للإعلام الآلي الواقع بالحراش بالعاصمة منذ أمس وإلى غاية نهاية الأسبوع في عملية توجيه الطلبة نحو التخصصات التي اختاروها وفق بطاقة الرغبات التي سلمت لهم. وتنقل وزير القطاع السيد رشيد حراوبية أمس إلى المعهد لمعاينة سير العملية عن قرب والتي تمت هذه السنة عن طريق الانترنت بنسبة 100 بالمائة، حيث وضعت على مستوى الجامعات الجزائرية قاعات انترنت توفر خدمات بالمجان لكل الطلبة الجدد، إضافة إلى تجنيد أساتذة أوكلت لهم مهمة توجيه الطلبة. وينتظر أن تنتهي عملية التوجيه مع نهاية الأسبوع الجاري حيث سيتم إبلاغ كل الطلبة بالشعب التي وجهوا إليها عن طريق الانترنت، على أن تنطلق عملية التسجيل الأولي في 29 جويلية الجاري لتمتد إلى غاية السادس من شهر أوت، في حين تم تحديد فترة إيداع الطعون بالنسبة للطلبة الذين تم توجيههم إلى شعب لم تكن مدرجة ضمن بطاقة الرغبات من الخميس 29 جويلية الجاري إلى غاية الثلاثاء 3 أوت الداخل.