السهرة الفنية الرابعة لمهرجان جميلة كانت من إحياء فنانين جزائريين ومغتربين أمتعوا جمهورا قياسيا، يتقدّمهم الشاب طارق الذي أعاد الحاضرين إلى بدايته الفنية بأغنية ''جي با بوزوان'' التي ذاع صيتها في التسعينيات واشتهر بها كأغنية رايوية دكّت زوايا العديد من الحفلات والمهرجانات. ولم يتوقف الشاب طارق عند الأغنية الرايوية، بل تعداها وغنى للرياضة، حيث أعاد أيام ملحمة أم درمان بأغنية ''حبه حبه''، كما أعاد بعض أغاني الراحل أحمد وهبي وبعض أعمدة الفن الرايوي. ولعلّ الصوت الذي هزّ الركح ولم يترك الجمهور يعرف الجلوس والراحة، هو الصوت القادم من ''بونة''، الشابة جميلة، التي حوّلت جميلة إلى عرس كبير شارك فيه الكبير والصغير، وعلى الرغم من قلّة الحملة الإعلانية للفنانة إلاّ أنّ صوتها كسر جميع الحواجز وكان الجميع يطالب باعتلائها الركح، بحيث غنت روائع أبرزها ''زوالي وفحل''، ''ألعب''، ''طريق لاقار'' ورائعة العملاق عيسى جرموني ''لسود مقروني''، ولم يشبع الجمهور من وصلة هذه الفنانة المتميّزة وطالبها بمواصلة السهرة. فنان آخر هزّ الركح وكان سفير الأغنية القبائلية، حيث تجاوب الجمهور مع ماسي أيما تجاوب، فغنى للحب كما غنى للجمال وللفرحة وكذا للرياضة والجزائر، ومن أبرز ما غناه ''فو دو توا'' وأعاد رائعة أكلي يحياثن ''جاحغ بزاف ذامزيان'' التي تعكس مرارة الغربة، وتوقّف عند الرياضة أيضا وغنى للمنتخب الوطني الجزائري بإعادة ''جزائر يا ما''، وهو ما أضفى أجواء من الحماس اللامتناهي وطالبه الجمهور بإعادتها أكثر من مرة. الزاهي شرايطي هو الآخر كانت له لمسته في السهرة الرابعة ممثّلا للأغنية النايلية، حيث أدّى أغنية ''زهري نشريه''، ''الزين الغالي'' و''سال عليّ''، وغنى لرابح درياسة ''يحياو أولاد بلادي''. لتليه نعيمة عبابسة الحاضرة أيضا بطابع النايلي على غرار أغاني ''واش انت واش حوالك''، ''الشوق والمحبة''، ''قبل قبل''، ''قالو ما قالو'' و''خاينس. ولعلّ الغائب الأكبر من سهرة أوّل أمس كان هواري الدوفان، الذي حالت وفاة عمّته دون قدومه إلى جميلة، وهو ما تحسّر له الجمهور العاشق لفن الدوفان، والذين قدموا من الشرق والغرب للاستمتاع بما يقدّمه من أغان رايوية. والأكيد أنّ السهرة الرابعة كانت من أنجح السهرات على الإطلاق إلى غاية الآن.