مازالت بعض القنوات العربية كالجزيرة القطرية تصر على وصف الجماعات الإرهابية بالجماعات الإسلامية، رغم أن ما اقترفته ومازالت تقترفه من جرائم لايمت بأية صلة للإسلام. وإذا ما استثنينا المقاومة في الدول الواقعة تحت نير الاحتلال، فلا نجد عذرا لإضفاء الشرعية على ما تقوم به الجماعات الإرهابية ضد الأبرياء العزل في دول إسلامية أو حتى غربية كونها تشوه الإسلام، حيث وقعت هذه القنوات في الفخ من خلال تبنيها الخطاب الغوغائي الذي يحمل في طياته محاولات إثارة الشكوك ضمانا لسيرورة المادة الإعلامية، ومن ثم استقطاب أكبر نسبة مشاهدة حتى ولو كان ذلك على حساب مصداقيتها. ولعلنا في الجزائر أكثر من عاش تجربة الإرهاب القاسية وعانى من ممارسات تجردت من الآدمية بكل المقاييس، إذ مازلنا نتذكر كيف كانت تتم عمليات التقتيل التي لم تفرق بين امرأة أو مسن أو رضيع لدرجة لا يتقبلها العقل ومازالت آثارها بائنة إلى اليوم في جيل من الأطفال تلقى ما يكفيه من الصدمات التي قد يتطلب محوها أو التخفيف منها سنوات طويلة. فالهمجية أقل ما يمكن أن نصف بها أعمال هؤلاء المجرمين الذين يحاولون فرض منطقهم العدواني باسم الإسلام والجهاد، لنتساءل بعد كل هذا أي جهاد يقصدون وضد من يجاهدون وباسم أي إسلام يتحدثون؟ ولاندري إن كانت هذه القنوات واعية بهذا الخطاب وحجم الضرر الذي ألحق بصورة الإسلام الذي أضحى وفق المنظور الغربي مقترنا بالإرهاب لا غير، لتكون بذلك متواطئة ومسؤولة على سريان هذا الخطاب التشويهي وترويجه عن قصد أو غير قصد بما لا يخدم صورة الدين الحنيف وتعاليمه السمحاء.