فصلت مؤخرا محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء الجزائر في واحدة من أخطر القضايا المتعلقة بالاجرام كالقتل العمدي والسرقة باستعمال السلاح الناري وإخفاء الأشياء المسروقة· القضية أبطالها جماعة أشرار اتهم فيها 12 شخصا من بينهم إرهابي تائب استفاد من قانون الرحمة سنة 1998· وفي الجلسة أعادت النيابة تكييف التهمة من تكوين جماعة ارهابية مسلحة الى تكوين جماعة أشرار تورط المتهمون فيها بالاعتداء على أصحاب سيارات الكلونديستان باستعمال السلاح الناري ، فيما تورط المتهم الرئيسي في مقتل المصارع الدولي الاسبق بوحفص فيصل ويدعى ب/ف· أما وقائع القضية فتعود إلى عام 2001 عندما خططا كل من المتهمين (خ/ف) و (ع· ح) للسطو على سيارات في كل من الرويبة والخروبة والدارالبيضاء، بمشاركة متهم ثالث يدعى (ص·ب) وكان مكلفا بالنقل· ومن محطة الخروبة انطلقت مغامرة الثلاثة في عالم الاجرام، حين طلبوا من سائق سيارة كلونديستان التوجه بهم الى وادي السمار وأثناء الطريق قام (خ·ف ) بخنق السائق للسطو على سيارته من نوع كليو ليتفاجأ بوجود مسدس ناري في حزام الضحية الذي يشتغل شرطيا· وفي تلك اللحظة تم الاستيلاء على المسدس من قبل (ع/ح ) ثم لاذ رفقة شريكيه بالفرار تاركين الشرطي في حالة اغماء· وبتاريخ 22 فيفري 2001 وتحت التهديد بالسلاح قامت ذات المجموعة بالاستيلاء على سيارة من نوع بيجو 405 من محطة بوروبة· وفي الجلسة صرح صاحب السيارة المسروقة ان المتهمين أوهموه بأنهم ينتمون لجماعة ارهابية، وأنهم فكروا في القيام بعملية ببلدية بن عكنون ثم يعيدون له سيارته التي تم اخفاؤها فيما بعد بالكاليتوس· وبنفس الطريقة تكرر السيناريو مع سائق آخر يملك سيارة بيجو 505 كان متوقفا بمحطة الدارالبيضاء، حيث ادعت الجماعة عند الاسيتلاء على سيارته بأنهم يشكلون خلية لجماعة مسلحة· لكن هذه المرة تمكنت مصالح الأمن من ضبط السيارة عند نقطة تفتيش وكان بداخلها رجل وامرأة ، غير أن السائق تمكن من الفرار بمجرد اقترابه من هذه النقطة· اما السيارات المسروقة في كل عملية فكان يتم بيعها بواسطة المتهم الرابع، وهو من ابناء حي ( بوروبة) حيث قام ببيع سيارة 405 لموظف شرطة يقيم بولاية المسيلة· كما كان هذا المتهم يقوم رفقة أحد اقاربه وشخص آخر بإخفاء أشياء مسروقة، الا أن هؤلاء انكروا التهمة وقالوا انهم لا علم لهم بمثل هذه المسروقات· اما ف/ب فقد قام بقتل المصارع الدولي السابق بوحفص فيصل الحائز على عدة ألقاب وطنية وإفريقية، بعد ان اطلق عليه ثلاث عيارات نارية من المسدس المسروق سنة 2001 · وقد برر المتهم فعلته بتعرضه للضرب والاهانة من المصارع القوي البنية· لكن والدة الضحية صرحت أمام المحكمة بأن المتهمين قرروا تصفية ابنها جسديا لأنه كان ينهاهم عن السرقة ويتصدى لهم باعتباره كان منضويا في صفوف فريق الأمن الوطني للمصارعة، لأن مجرد انتمائه لهذا الفريق كان يربك الجماعة ويفسد عليها مخططاتها· وفي مرافعته صرح النائب العام ان المتهمين قاموا بسرقة سيارة أخرى من شاطئ الكرمة (بومرداس) صيف 2000 ، لكنه تفاجأ بإنكارهم في الجلسة للتهم المنسوبة إليهم بعد اعتراضهم على ما جاء في محضر الضبطية القضائية، واعتبر الوقائع جد خطيرة وهي تمس بأمن المجتمع ليلتمس عقوبة الاعدام للمتهم الأول و20 سنة سجنا نافذا للتائب والسائق و10 سنوات سجنا نافذا للمتابعين بتهمة الاخفاء، فيما التمس ايضا 5 سنوات سجنا نافذا لبقية افراد الجماعة· اما دفاع المتهمين فقد ركز على نقطة استفادة بعض المتهمين من اجراءات السلم والمصالحة وطالب بظروف التخفيف للبعض والبراءة للبعض الآخر·وبعد المداولات أدانت المحكمة المتهم الرئيسي (خ/ف) بالاعدام والتائب بالمؤبد، والبقية بعقوبات تراوحت بين البراءة والسجن النافذ لمدة 8 سنوات· *