عندما استنفدت الدول الاستعمارية جميع أسباب الابتزاز للدول المستعمرة بالصيغتين القديمة والجديدة لم يبق لها كما هو ظاهر إلا الإرهاب توظفه في إدامة نفوذها في مناطق تواجده والسكوت على توسيعه بل وتسهيل توسعه في المناطق التي لها فيها مآرب اقتصادية أو سياسية. ويتذكر الجزائريون يوم كانت عواصم غربية تتفرج على الجزائر وهي تواجه لوحدها آلة الدمار الإرهابية بل كانت هذه العواصم ملجأ لهم ومصدر تمويل، بالإضافة إلى ذلك كانت مصدر قلق إضافي للجزائر بالترويج للأطروحات المغرضة ومحاولة تعكير الأجواء السياسية والاجتماعية في البلاد خاصة من خلال أطروحة ''من يقتل من''؟ ولم يستفق العالم لتحذيرات الجزائر من هذه الظاهرة العابرة للقارات إلا عندما اكتوت بالنار التي نفخت فيها طيلة عقد كامل من الزمن. ويبدو اليوم أن محاربة الارهاب من بعض الدول لم يكن غاية في حد ذاته بل ذريعة لاستعمار دول بحجج واهية أبرزها عدم قدرة هذه الدولة أو تلك على إلحاق الهزيمة بالارهاب، فبالأمس القريب حذرت الجزائر من مخاطر التدخل الأجنبي في منطقة الساحل الإفريقي بحجة مكافحة الإرهاب ووضعت هذه الاستراتيجية الغربية في إطارها الصحيح ألا وهو محاولة ''السيطرة على ثروات المنطقة بوضع يدها عليها''. وبناء على هذا جاءت القراءات المختلفة لحادثة اكتشاف طرود مفخخة في طائرة شحن كانت متوجهة من الخليج إلى الولاياتالمتحدة والتأكيد على أن الطردين شحنا من اليمن الذي يواجه هذه الأيام جماعات القاعدة.. فهل يعني هذا أن هناك خطة للتدخل العسكري المباشر في اليمن بحجة محاربة القاعدة؟ خاصة وأن الرئيس الأمريكي نفسه بادر إلى التصريح بأن القاعدة في اليمن أصبحت خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدةالأمريكية.