أزال مدرب الفريق الوطني الجزائري، عبد الحق بن شيخة أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدها بالمركب الأولمبي 5 جويلية، اللبس عن العديد من النقاط التي شغلت الرأي العام والشارع الرياضي الجزائري، لا سيما تلك التي تتعلق بالتغييرات التي مست تشكيلة المنتخب الوطني مؤخرا بإبعاد بعض الكوادر، حيث لخص المدرب أسباب ذلك في خمس نقاط، مؤكدا أن الباب يبقى دائما مفتوحا أمام كل اللاعبين من أجل العودة إلى الفريق الوطني. عاد بن شيخة إلى هزيمة الفريق ضد إفريقيا الوسطى في بانغي، حيث قال أنه أخذ على عاتقه ذلك الإخفاق من أجل حماية لاعبيه: ''لقد لعبت في بانغي وخسرت، وحميت اللاعبين وأخذت كل شيء على عاتقي وتحملت المسؤولية وحدي، وهذا واجبي'' قال بن شيخة، الذي أكد أنه أعاد مشاهدة هذه المقابلة 13 مرة: ''لقد عاودت مشاهدة هذه المباراة 13 مرة ولم أجد أي تفسير لهذا الانهزام سوى أننا ضيعنا العديد من الصراعات الثنائية، وعندما تضيع 85 بالمائة من هذه الصراعات لا تنتظر أن تفوز باللقاء''. دموعي في بانغي لن تذهب سدى هذه الخسارة التي مني بها الفريق الوطني، أثرت كثيرا في نفسية بن شيخة حسب هذا الأخير، الذي كشف لأول مرة على أنه ذرف الدموع في غرفته بسبب ذلك: ''لقد بكيت كثيرا بعد تلك الخسارة، وبالنسبة لي فدموعي لن تذهب هكذا''، وبعد ذلك قرر بن شيخة أن يحدث ثورة في المنتخب الوطني من خلال إجراء التغييرات، وكانت السبب الرئيسي الذي جعل المشرف الأول على النخبة الوطنية يقرر إبعاد لاعبين واستدعاء آخرين، مؤكدا أن الجمهور الجزائري كان يستحق أحسن النتائج وليست الإنهزامات، معتبرا أنه منذ مجيئه للإشراف على الفريق الوطني، كان يريد أن يجد فريق أم درمان الذي كان لديه ذلك الحماس والرغبة في الفوز إلا أن ذلك لم يحدث. أردت الدفع باللاعبين إلى الأمام وتغيير بعض العادات وإن كانت تلك الدموع سببا لانتفاضة بن شيخة بإجرائه التغييرات، إلا أن المدرب الوطني يرى أن هناك خمس نقاط، هي المبرر لكل ما قام به لحد الآن منذ هزيمة بانغي التي لم يتجرعها هو شخصيا ولا كل محبي الفريق الجزائري، فبالنسبة له فقد أراد -مثلما صرح- ضرب خمسة عصافير بحجرين، موضحا أن الفريق الوطني الذي لم يفز منذ 10 أشهر، يحتاج إلى دم جديد: ''أردت الدفع باللاعبين إلى الأمام، وتغيير بعض العادات التي كانت من قبل، كما أردت أن أعطي دما جديدا للفريق وأظن أنني المسؤول عنه وبالتالي سأتحمل المسؤولية كاملة، لكن انتظروني حتى ألعب المباراة وبعد ذلك احكموا''. أحاول خلق المنافسة بين اللاعبين والمنتخب ملك للجميع النقطة الثانية التي جعلها بن شيخة أحد مبررات اختياراته والتغييرات التي قام بها في تشكيلة الخضر، هي رغبته في خلق منافسة في الفريق الوطني، وأن يكون هذا الأخير الحلم الذي يتحقق لكل اللاعبين قائلا: ''أردت أن أخلق المنافسة بين اللاعبين من أجل الوصول إلى هذا الفريق، لأن الأمر يتعلق بالجزائر وأول شيء يؤخذ بعين الاعتبار في هذه الاختيارات اللياقة الجيدة، وأظن أن الفريق ملك للجميع ويتداول عليه كل اللاعبين ففيه أناس يدخلون وآخرون يخرجون وهكذا دواليك''، وبخلق هذه المنافسة يرى بن شيخة أنه أراد أيضا أن يجرب بعض اللاعبين الآخرين، خاصة وأن الأمر يتعلق بمباراة ودية، وفي هذا الصدد قال: ''إن لم أر اللاعبين الآن ولم أجربهم هذه المرة، متى يمكنني فعل ذلك؟''، وقد كشف المدرب بأن 80 بالمائة من القائمة الحالية التي وجه لها الدعوة للقاء لوكسمبورغ هي التي ستواجه المغرب شهر مارس من العام المقبل. الباب مفتوح أمام المبعدين ومن المبررات الأخرى التي وضعها بن شيخة في عدد النقاط الخاصة باختياراته للتشكيلة الوطنية، الرسالة التي أراد أن يوجهها لأكثر من لاعب، على أن المناصب في الفريق الوطني الجزائري أصبحت غالية جدا: ''أردت أن أبعث برسالة للجميع مفادها المناصب في الفريق الوطني لم تصبح سهلة وأن من يريد اللعب فيه عليه أن يكون في أفضل مستوى ومن لا يكون في لياقة جيدة لن يشرك مهما كان إسمه أو وزنه''، قال بن شيخة، الذي استغرب لماذا صدم البعض عندما أعلن عن قائمته: ''لقد صدمت من جهتي بسبب الناس الذين صدموا عندما علموا بالقائمة''، وأوضح بن شيخة أنه الوحيد الذي يقرر وهوالذي يحق له اختيار التشكيلة المناسبة، قائلا: ''هل يحق للخضار والجزار والبقال، إعداد التشكيلة ولا يحق للمدرب الوطني ؟''، مضيفا أن إبعاد هؤلاء اللاعبين ليس بصفة نهائية وأن الباب يبقى مفتوحا أمامهم في أي وقت، مشيرا إلى أن عدم استدعائهم يعود لعدم تواجدهم في لياقة جيدة، مقرا على أنه يحب أن يستفز اللاعبين ويؤثر عليهم بطريقته الخاصة من أجل الدفع بهم لاسترجاع قواهم والعودة من جديد إلى إمكانياتهم: ''أردت أن أستفز هؤلاء اللاعبين بعدم استدعائهم حتى يفكروا لماذا قمت بهذا، لقد رأيت أنه من الضروري عدم استدعاء البعض من أجل تجريب البعض الآخر، أنا احترمت اختيارات الجميع فلماذا لا يحترمون قراراتي، كان لا بد من الشجاعة من أجل التغيير وقد قمت بذلك''، أضاف بن شيخة. وأكد المدرب الوطني، على أنه في اتصال دائم مع اللاعبين، إلا أن ما يقال بين الطرفين حسبه يبقى أمرا شخصيا بين اللاعب والمدرب: ''أتنقل باستمرار من أجل متابعة اللاعبين عن قرب دون علمهم كما أتابع البطولة الوطنية''. وفيما يخص مواجهة لوكسمبورغ التي يعتبرها البعض لقاء ضد فريق ضعيف، قال بن شيخة أنه الآن لا يوجد فريق صغير وآخر كبير، بدليل الانهزام ضد إفريقيا الوسطى مؤكدا أنه تابع لقاء لوكسمبورغ ضد فرنسا وقد أعجب بهذا الأخير كثيرا، موضحا أن الفريق الوطني يحتاج إلى 12 نقطة من أجل التأهل إلى كأس إفريقيا، وأنه سيرفع التحدي من أجل الحصول عليها.