أدانت محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة كلا من المتهمين(ع/أ. ف. ز)، البالغة من العمر 19 سنة، القاطنة بحيدرة والطالبة في القسم النهائي بإحدى ثانويات الجزائر العاصمة، ب05 سنوات سجنا نافذا، و(ب/ س) لاعب في كرة القدم و(م/ إ) سائق سيارة إسعاف، يقطنان أيضا بالجزائر العاصمة، ب08 سنوات سجنا نافذا لتورطهم جميعا في جناية تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية السرقة الموصوفة بظروف التعدد والعنف واستعمال مركبة. تعود وقائع هذه القضية التي صنعت الحدث بسكيكدة، حسب ما ورد في قرار الإحالة الذي تمت تلاوته أمام هيئة المحكمة، إلى تاريخ 15/06 /2010 حين تقدم الضحية ( ب/ ر) في حدود الساعة 11 ونصف إلى مصالح أمن سكيكدة، بغرض التبليغ عن تعرض مسكنه الكائن بحي الإخوة سعدي بممرات 20 أوت 55 بوسط المدينة للسرقة من قبل مجهولين اقتحموه باستعمال عبوة غاز مسيلة للدموع وتمكنوا من الاستيلاء على مجوهرات زوجته (ب/ ز) حينها، وبعد معاينة موقع الجريمة شرع المحققون في تحرياتهم من خلال الاستماع إلى بعض الأطراف ممن كانوا في المسكن من بينهم المتهمة (ع/أ. ف. ز) وهي صديقة حميمة لابنة صاحب المنزل وقد كانت حاضرة ساعة وقوع السرقة، حيث وبعد أن تمت مواجهتها ببعض الأدلة اعترفت بمشاركتها في عملية السرقة رفقة عشيقها المتهم (ب/ س) الذي كانت تربطها به علاقة حب جنونية كانت ستتوج حسبها بالزواج، إلا أن ظروفه المعيشية لم تسمح له بذلك، ومن هنا بدأ التخطيط لعملية السرقة، لا سيما بعد أن أعلمها عشيقها بأنه يفكر جديا في القيام بعملية ما تمكنه من الحصول على المال لشراء مسكن ثم إتمام مراسيم الزواج... المتهمة استغلت تواجدها بمسكن الضحية الذي أقامت به مدة 25 يوما بعد أن تمت دعوتها لحضور زفاف صديقتها ابنة الأخير، للتخطيط للجريمة فكانت على اتصال دائم بعشيقها الذي كان يضغط عليها لتمكينه من الحصول على المال، كما صرحت بذلك أمام هيئة محكمة الجنايات، وأكثر من ذلك كما اضافت، أنه كان يهددها في حال فشلها بأن يقوم بنشر صور لهما مع إعلام والدها بعلاقتها الغرامية معه، وكذا نشر تلك الصور للتشهير بها بواسطة تقنية البلوتوت، حينها أعلمته أن زوجة الضحية تملك كمية كبيرة من المجوهرات وبعد رسم الخطة أعلمها بأنه سيأتي إلى مدينة سكيكدة وفعلا وبتاريخ 14/06 /2010 وصلها في حدود الساعة منتصف الليل وبوصوله إلى سكيكدة وبواسطة الهاتف النقال دلته على مكان المنزل، وفي صبيحة يوم الواقعة وفي حدود الساعة الثامنة صباحا اتصل بها مجددا مقترحا عليها فكرة صعود رفيقه إلى المنزل لأخذ المجوهرات، حينها أخبرته بأن صاحب البيت قد انصرف من المسكن تاركا الباب مفتوحا وبالتالي بإمكانه تنفيذ الخطة ولم يتم اقتحام المنزل إلا في حدود الساعة 11 ونصف صباحا، وحسب الرواية التي سردتها المتهمة، فإنه وبعد أن سمعت الخادمة طرقا على الباب توجهت لفتحه وبمجرد أن فتحته باغتها رفيق صديقها المتهم (م/ إ) برشها بغاز مسيل للدموع ثم دخل غرفة نوم الضحية وقام بسرقة كل المجوهرات التي كانت بالمسكن ثم انصرفا، وفي حدود الساعة السابعة مساء اتصلت بصديقها الذي طمأنها بنجاح العملية طالبا منها الصمود أمام التحقيق بعد أن وعدها بأنه سيتقدم لخطبتها... المتهم(ب/ س) أنكر كل التهم المنسوبة إليه على الرغم من أنه اقر بعلاقته الغرامية التي تربطه بالمتهمة. مضيفا أن هذه الأخيرة هي التي خططت لكل شيء وأنها خلال تواجدها بسكيكدة كانت تتصل به يوميا بعد أن أعلمته بأنها ستقوم هناك بعمل ما يمكنها من تحقيق حلم الزواج. مشيرا إلى أنها هي التي طلبت منه الحضور إلى سكيكدة بغية منحه المال الذي تمكنت من الحصول عليه وفعلا اتصل بصديقه المتهم الثاني (م/ إ) وطلب منه نقله إلى سكيكدة باستعمال سيارة شقيقته، ولما وصلا إلى سكيكدة وفي حدود الساعة 11 ونصف اتصلت به هاتفيا وطلبت منه إرسال صديقه إلى مسكن الضحية من أجل أن تسلمه المال. مضيفا أن هذا الأخير لما وصل إلى الشقة وجد الباب مفتوحا كما وجد كيسا بلاستيكيا فأخذه وعند فتحه وجدا بداخله كمية جد معتبرة من الذهب فرجعا مسرعين إلى الجزائر العاصمة، وهناك قاما ببيع جزء من الذهب بمبلغ 110 مليون سنتيم والثاني تم بيعه بحي باب الوادي بالعاصمة بمبلغ 140 مليون سنتيم. المتهم الثاني بدوره أنكر كل التهم المنسوبة إليه. مشيرا إلى أنه جاء إلى سكيكدة بطلب من صديقه بغرض ملاقاة فتاة يود خطبتها لتسليمه مبلغا من المال كي يتسنى له القيام بمراسيم الخطبة وأنه وطيلة المسافة التي كانت تربط الجزائر العاصمة بسكيكدة، كانت المتهمة تتصل بصديقها. مضيفا أن صعوده إلى المسكن كان بنية استلام المال بعد اصرار من صديقه للقيام بذلك بدلا عنه، بحجة أن صاحبة البيت تعرفه. معترفا بأنه وعندما شهد ما بداخل الكيس من الذهب انزعج بعد أن أيقن بأنه تورط في جريمة سرقة... مع العلم أن ممثل الحق العام وفي مرافعته اعتبر أن هناك أدلة كافية وقرائن قوية تدين المتهمين بجنايتي تكوين جماعة أشرار بغرض جناية السرقة المقترنة بظروف التعدد والعنف واستعمال مركبة.. ملتمسا معاقبتهم ب20 سنة سجنا نافذا.