حل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس بمدينة شرم الشيخ بمصر للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الثانية المقرر عقدها اليوم، حيث كان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله، نظيره المصري السيد محمد حسني مبارك. وتهدف هذه القمة الى تقويم ومتابعة تنفيذ قرارات القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الاولى المنعقدة بالكويت في شهر جانفي 2009 وكذا إطلاق مجموعة من المشاريع الجديدة الرامية الى ترقية العمل الاقتصادي العربي المشترك. وقد وجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وهويعبر الأجواء التونسية خالص تحيته الأخوية إلى رئيس الدولة التونسية السيد فؤاد المبزع. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة : ''يسرني وأنا أعبر أجواء بلدكم العزيز متوجها إلى مصر للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية الثانية أن أزف إليكم خالص التحية الأخوية راجيا لكم تمام السداد والتوفيق في الوصول بتونس الشقيقة إلى بر الأمان''. وأضاف رئيس الدولة قائلا: ''إنني من منطلق ما يجمع شعبينا الشقيقين من عرى الأخوة ووشائج القربى وحسن الجوار أثق كل الثقة في أنكم ستجدون في العبقرية التونسية الأصيلة ما يلهمكم لما فيه رفاهية شعبكم الحبيب''. ولدى عبوره الأجواء الليبية، بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة برقية لقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي جدد له من خلالها حرصه على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة : ''يسرني وأنا أعبر أجواء بلدكم العزيز متوجها إلى مصر للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية الثانية أن أبعث إليكم بتحياتي الحارة مشفوعة بتمنياتي لكم بموفور الصحة والهناء وللشعب الليبي الشقيق بالمزيد من الرقي والازدهار''. وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: ''كما لا يفوتني أن أجدد لكم حرصي على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين بلدينا وشعبينا الشقيقين مصداقا لما يحدونا من إرادة سياسية مشتركة''. وللإشارة ستبحث القمة العربية الاقتصادية الثانية التي تنطلق أشغالها اليوم في منتجع شرم الشيخ بمصر بمشاركة قادة البلدان العربية من بينهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة سبل تفعيل التعاون والتكامل الاقتصادي العربي وكذا مدى تنفيذ قرارات قمة الكويت الأولى. وستتابع القمة في هذا السياق مدى تنفيذ القرارات التي توجت قمة الكويت والمتعلقة خاصة بمسألة الربط الكهربائي بين الدول العربية والربط عن طريق السكك الحديدية والربط البري والجوي إلى جانب مسائل الاتحاد الجمركي والأمن الغذائي والمائي والأزمة المالية وكذا التعليم والفقر والبطالة. ومن المنتظر أن يقدم الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى للقمة تقريرا حول متابعة تنفيذ قرارات القمة الأولى وما صدر عن القمم العربية العادية. كما ستبحث القمة ملفات جديدة لاسيما مسألة الربط البحري بين الدول العربية وتأثيره على زيادة التبادل التجاري البيني إلى جانب ربط شبكات الانترنت في الدول العربية وتفعيل مبادرة البنك الدولي في العالم العربي المتعلقة بدعم أولويات التنمية في المنطقة خاصة في مجالات التنمية البشرية والاستثمارات وخلق فرص العمل من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ولن يكون الشأن التونسي والأوضاع التي يشهدها هذا البلد غائبة عن جدول أعمال القمة العربية الاقتصادية، حيث أشار الأمين العام للجامعة العربية أن أحداث تونس ستكون من المواضيع المطروحة على قمة شرم الشيخ متوقعا أن تكون تونس ممثلة في القمة. وستعقد على هامش قمة شرم الشيخ ثلاثة منتديات هي منتدى رجال الأعمال ومنتدى المجتمع المدني ومنتدى الشباب. ومن المنتظر أن تدمج مقررات هذه المنتديات في أعمال القمة ويتم إطلاع القادة العرب على نتائج أشغالها. وكانت فكرة تنظيم قمة عربية تخصص للجوانب الاقتصادية والتنموية والاجتماعية قد طرحت لأول مرة من طرف بعض القادة العرب خلال القمة العربية العادية التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض في 2007 خاصة وأن الأمة العربية لازالت تعاني من العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية كالبطالة وتواضع حجم التبادل التجاري العربي وضعف البنية التحتية في الكثير من دول المنطقة. وكانت القمة العربية الاقتصادية الأولى التي احتضنتها الكويت في جانفي من عام 2009 قد عقدت في ظروف خاصة إذ جاءت بعد الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة في ديسمبر 2008 وفي ظل الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة المالية العالمية على اقتصاديات دول العالم. ورغم كل هذه الظروف نجحت القمة العربية الاقتصادية الاولى في كسب رهان الخروج بقرارات هامة في مسار الاندماج والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية الكفيل بالارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربي. وتوجت هذه القمة بصدور إعلان الكويت الذي دعا الى إعطاء الأولوية للاستثمارات العربية المشتركة وإتاحة مزيد من الفرص للقطاع الخاص والمجتمع المدني للمشاركة في عملية النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما تبنت القمة عدة مشاريع تكاملية قابلة للتنفيذ في مجالات البنية الأساسية وإدارة الموارد والأمن الغذائي العربي. وتتعلق هذه المشاريع على وجه الخصوص بمخطط الربط البري العربي بالسكك الحديدية ومشاريع الربط الكهربائي والبرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة في البلدان العربية علاوة على البرنامج العربي لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية وكذا تطوير التعليم وتحسين مستوى الرعاية الصحية في الوطن العربي. ومن بين القرارات التي خرجت بها القمة العربية الاقتصادية مشروع برنامج عمل يهدف إلى تنفيذ إعلان الكويت والقرارات الصادرة عن القمة وترجمتها إلى برامج تطبيقية تشكل خارطة طريق بالنسبة للعمل العربي المشترك في مجال الاقتصاد خلال السنوات القادمة. وتضمن برنامج العمل المقترح مخططا عاما يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي من خلال تشجيع الاستثمار في مشاريع إنتاج المواد الغذائية وتطوير السياسات الزراعية والغذائية في البلدان العربية والتنسيق فيما بينها على نحو يعزز التنمية الزراعية والتكامل الاقتصادي في المنطقة العربية.