لم يقرر الطاقم الفني للخضر ولا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الملعب الذي سيحتضن مباراة الخضر الودية ضد المنتخب التونسي المقررة في 9 فيفري القادم، ناهيك عن أرضية الميدان التي ستحتضن مباراة المغرب، حيث لا زالت الآراء متضاربة والقرار النهائي لا أحد لديه الجرأة لاتخاذه، في وقت أكد فيه مدير مركب محمد بوضياف، على أن أرضية ملعب 5 جويلية الأولمبي ستكون جاهزة للموعدين، مشيرا إلى أن المدرب بن شيخة، تكلم مع التقني المكلف بهذه الأرضية وطمأنه بأنها ستكون جاهزة لاحتضان اللقائين، غير أنه وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر أن يكشف فيه المدرب الوطني عن قراره خلال ندوته الصحفية الأخيرة، بقي الإشكال قائما، فلماذا هذا الخوف من اللعب في 5 جويلية؟. في وقت تفتقر فيه الجزائر إلى أرضيات جيدة عبر كامل التراب الوطني، فكر المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة في وقت أول اللعب بملعب أحمد زبانة بوهران، المعشوشب اصطناعيا قبل أن يتراجع في الأمر، سيما وأن اللعب في مستوى عالي يتطلب اللعب على أرضية معشوشبة طبيعيا، وبالمقابل رفضت وزارة الشباب أن تقام مباريات الخضر في ملعب تشاكر بالبليدة، الذي أصر رئيس الإتحادية محمد روراوة على الاستقبال فيه، إلا أن جيار رأى عكس ذلك، مما أدى إلى نشوب خلاف بين الرجلين، فالملعب في وضعية كارثية ولم تنته به الأشغال، وخلال تصريح أدلى به روراوة لنا يتعلق بالملعب، قال: اسألوا جيار، في حين رفض هذا الأخير الخوض في هذا الموضوع، ويبقى لحد الساعة تحديد الملعب أمرا مستعصيا على المسؤولين على ما يبدو. لقد سبق وأن كشف لاعبو المنتخب الوطني عن رغبتهم في اللعب في تشاكر بالبليدة، الملعب الصغير وهم الذين يلعبون في بطولات أوروبية وفي ملاعب أكبر من 5 جويلية، وذلك انطلاقا من فكرة أن هذا ملعب كان فأل خير عليهم، ويبدو أن ما حدث للسيد محمد راوراوة في نهائي إياب كأس إتحاد شمال إفريقيا للأندية، كان هو الآخر أكبر هاجس يدعو إلى تفادي اللعب في 5 جويلية، خاصة وأن الاحتكاك ثانية بجماهير هذا الملعب، قد يكون له أيضا تأثيرات مماثلة، كما إن تعثرات النخبة الوطنية بهذا الملعب، قد أثرت هي الأخرى على البرمجة، فتحول مجرد التفكير في برمجة لقاءات المنتخب الوطني على أرضية ملعب 5 جويلية، يخضع لمنطق التشاؤم. ويرى بعض التقنيين أن مشكل الملعب، لا يجب أن يطرح إذا كان لاعبونا يثقون في إمكانياتهم، خاصة أنه سبق وأن حقق المنتخب الجزائري أحسن النتائج على أرضية 5 جويلية في السنوات التي عرفت فيها كرة القدم أحسن أيامها، في حين كشف البعض أن اللاعبين يحق لهم اختيار الملعب الذي يجدون فيه راحتهم، وبين هذا وذاك، يبقى لحد الآن الفريق الوطني دون ملعب خاص به، يستقبل فيه خصومه مثلما يحدث في كل العالم على أرضية ملعب كبير، وهو الذي تأهل إلى نشاط كأس إفريقيا والمونديال، وفي وقت دخلت فيه كرة القدم في بلادنا مرحلة الإحتراف، لهذا فقبل أن نفكر في المشاركة في المنافسات العالمية، علينا أولا أن ننشئ الهياكل التي تساعدنا على الوصول إلى العالمية. بلومي: ملعب 5 جويلية كبير لا يلعب فيه سوى الكبار يرى لخضر بلومي، صانع ألعاب الخضر أنه من غير المعقول أن نتكلم عن الأرضية، فالفريق الوطني عليه أن يلعب في 5 جويلية، ''صراحة لا أفهم هؤلاء الناس الذين يريدون الهروب من 5 جويلية، واللعب في ولايات أخرى ، ونحن لدينا ملعبا رائع مثل 5 جويلية، على اللاعبين أن يعلموا أن اللعب في العاصمة سيكون في صالحهم، وأن المناصرين في هذه الولاية يحبون الفريق الوطني كثيرا، ولهذا فمن الأكيد ألا يقبلوا أن يهان فريقهم على قواعدهم، ملعب 5 جويلية هو الملعب الذي نصنع فيه شخصية، فهو ملعب كبير لا يلعب فيه إلا الكبار، وقد احتضن أكبر اللقاءات وأحسنها لحد الآن، بالنسبة لنا ساعدنا كثيرا هذا الملعب حتى أصبحنا أقوى، وإذا لعب اللاعبون جيدا فلن يخشوا أي شيء، ومن لا يحتمل الانتقاد والضغط والشتم عليه أن يغير المهنة، جمهور5 جويلية كان دائما اللاعب رقم 12 وسيبقى إلى الأبد، ملعب 5 جويلية جوهرة ولا نملك سواه''. منصوري: لماذا الهروب من 5 جويلية؟ من جهته، يؤكد المدافع الأيسر السابق للخضر فوزي منصوري، أنه إن لم يتمكن اللاعبون من تحمل مسؤولياتهم لا بد من تعويضهم، مشيرا: ''لقد قلتها دائما حتى خلال تصفيات كأس العالم ,2010 أنه على الخضر اللعب في 5 جويلية وليس في أي ملعب آخر، لا أفهم لماذا هذا الهروب من 5 جويلية، ولماذا لم يتخذ القرار بعد لحد الآن، سيما وأن الأرضية ستكون جاهزة، لدينا لاعبون يلعبون أمام مدرجات مملوءة واعتادوا على اللعب في ملاعب كبيرة، أين هو المشكل إذن، من جهة أخرى فالجزائر عاصمة البلاد والفريق الوطني لابد أن يلعب فيها، أتذكر جيدا عندما انهزمنا في 5 جويلية أمام باريس سان جرمان ب 3 مقابل ,0 بعد نهاية اللقاء أسمعنا الجمهور ما لم نكن ننتظره، فقد شعرنا بخيبة كبيرة فقد شتم الجميع، لكن تفهمنا ذلك وعدنا إلى اللعب ضد جوفنتوس وقابلنا ريال مدريد وعرفنا كيف نربح أنصارنا من جديد، صحيح أن الجمهور الجزائري صعب، لكنه يكشف الغشاشين''. هدان: لو كنت مكان بن شخية لتركت اللاعبين يختارون من جهة أخرى، فالمدرب مصطفى هدان لديه رأي آخر، حيث يرى أنه يحق للاعبين أن يختاروا الملعب الذي يريدون اللعب فيه قائلا: ''لو كنت مكان بن شيخة لتركت اللاعبين يختارون الملعب الذي يلعبون فيه، فهم من يرون أين يمكنهم اللعب براحة، فقد سبق لهم اللعب في تشاكر وحققوا فيه نتائج إيجابية، وأظن أنهم وجدوا فيه معالمهم، صحيح أن اللعب في 5 جويلية أمر جيد، لكن يجب مراعاة رغبة اللاعبين أيضا''.