دعا المختصون المشاركون في ملتقى حول الفلاحة الطبيعية (البيولوجية) بوهران إلى مساهمة بأكثر فعالية للجامعة في هذا الميدان. وخلال هذا اللقاء الذي نظمته أمس جامعة وهران بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) أشار المشاركون إلى الدور الضروري للبحث العلمي في الفلاحة، حيث حثوا الباحثين إلى الإسهام في هذا المجال للحد من ''الاستعمال المتزايد للمواد الكيميائية في الفلاحة''. وفي هذا الصدد دعا رئيس الملتقى السيد تساكي حاسيني الباحثين والمختصين في البيولوجيا والتغذية إلى تكثيف البحوث ذات الصلة بالفلاحة البيولوجية محذرا في نفس الوقت بالتأثيرات السلبية للاستعمال المفرط للمواد الكيميائية في الفلاحة العادية. وأعتبر أن هذه التأثيرات ''يمكن إدراكها بعد 02 أو 03 سنة''. وأضاف في هذا السياق أن ''وجود حالات جديدة للسرطان قد يكون راجع إلى الاستعانة المفرطة للمواد الكيميائية في ميدان الفلاحة''، مستندا إلى أعمال المختصين. ومن جهته أشار العميد السابق لجامعة مستغانم الأستاذ لمين قاضي خلال مداخلته بعنوان ''أي تكوين وتعليم وبحث من أجل فلاحة مستدامة'' أن شروط ممارسة الفلاحة الطبيعية بالجزائر متوفرة و''لكن تفتقر لأدوات قانونية''. وأشار المحاضر إلى ''التدابير العديدة التي تم إقرارها منذ سنوات من أجل تأطير نظام الإنتاج البيولوجي منها تلك المتعلقة بتحديد الهيئة المكلفة بمهام منح علامة ''البيو'' وفق المعايير الدولية إلا أنها تبقى غير فاعلة''. مضيفا أن ''الفلاحة الطبيعية تنتظر اليوم إنعاشا جديدا بالجزائر''. ومن جهة أخرى عرض خبراء من بلجيكا التجربة في مجال الفلاحة البيولوجية بأوربا، حيث أشار الخبير إيتيان أولوت أن القواعد الأساسية لهذه الممارسة ببلدان الاتحاد الأوروبي تعتمد على منع استعمال المواد الكيميائية والمبيدات والمبيدات العشبية المركبة والأعضاء المعدلة وراثيا. موضحا أن منتوجات الفلاحة البيولوجية تحظى بعلامة محمية على المستوى الأوروبي. وستتناول أشغال اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى مواضيع أخرى مثل ''الكيمياء الخضراء وسيلة لحماية البيئة'' و''تأثيرات التغيرات المناخية على الأراضي الفلاحية'' و''مساهمة وسائل الإعلام في التوعية البيئية العالمية''. (وأ)