أعرب الناخب الوطني للملاكمة، عز الدين عقون، عن ارتياحه لتطبيق برنامج عمله المسطر للمواعيد الدولية الرسمية في مقدمتها الألعاب الاولمبية 2012 بدون عراقيل. وقال في هذا الحوار الذي خص به ''المساء''، أن ملاكميه يطالبون من الوصاية منحة التحضير وفقا للقانون الدولي بالنسبة للرياضيين البطالين. وأشار إلى أن البعض الآخر من الملاكمين الذين يزاولون الدراسة، متخوفون من مستقبلهم، لأن برنامج التدريبات مكثف ولابد لهم من حل يخدم الدراسة والرياضة في نفس الوقت. - كيف تحضرون للألعاب الأولمبية 2012؟ ؟ البداية كانت من كأس أمم إفريقيا للملاكمة التي استضافتها الجزائر بقاعة حرشة حسان، حققنا أحد الأهداف المسطرة التي وضعتها الاتحادية الجزائرية للعبة على عاتق الفريق الوطني أكابر بانتزاع اللقب القاري، وهذه المحطة تعد المرحلة التحضيرية للألعاب الأولمبية .2012 - ما هو هدفكم من موعد لندن؟ ؟ نهدف من خلاله الى إعادة القفاز الجزائري الى منصة التتويج على الصعيد الاولمبي، هذا الهدف الرئيسي الذي نسعى إليه، وسنستغل المحطات التحضيرية الانتقالية التي سنمر بها مثل البطولة الإفريقية المؤهلة الى بطولة العالم وبدوره الموعد العالمي يعد الجسر الممرر الى الألعاب الاولمبية. - هل من توضيح؟ ؟ هدفنا تأهيل اكبر عدد من الملاكمين الى بطولة العالم، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف سطرنا برنامجا تحضيريا مكثفا للفريق الوطني يغطي فترة 2010-,2011 من بينها تربصات ثنائية وثلاثية مع دول لديها سمعة عالمية وأولمبية، على سبيل المثال ايطاليا التي لديها أبطال عالميون وأولمبيون، فرنسا، أوزبكستان، أذربيجان، روسيا، كازاكستان والهند، هذه البلدان كلها أبرمت الهيئة الفدرالية اتفاقيات تعاون مشترك معها ذهابا وإيابا. - إلى أين وصلتم في تطبيق برنامجكم؟ ؟ إلى حد الآن توجهنا إلى أوزبكستان وفرنسا، والفريق الفرنسي سيزور الجزائر شهر جويلية المقبل، بعدها تكون الوجهة أذربيجان، أوزبكستان والهند. - كيف تقيمون محطة فرنسا؟ ؟ تربص فرنسا كان هدفه تحسين الجانب التكتيكي وقدرة التحمل (الجانب البدني)، لأن ملاكمينا كان لديهم نقص من هذا الجانب وكانوا يفوزون بجولتين ثم يتوقفون، وأعتقد أن العكس كان واضحا في كاس إفريقيا، لأننا اشتغلنا على هذا الجانب وقمنا بتغطية بعض النقائص، وأصبح ملاكمونا يصمدون إلى آخر جولة دون عناء، وهذا يعكس تجاوب الملاكمين وقابليتهم لتحسين القدرات البدنية الخاصة بقدرة التحمل. - هل اختياركم للدول التي تريدون إقامة تربصات معها يكون وفق معايير محددة؟ ؟ هناك ثلاثة ملاكمين في فرنسا متوجون بالألقاب العالمية والاولمبية، مما جعلنا نختار هذه الوجهة للاستفادة من خبرتهم، وفعلا هذا ما حصل، حيث أجرينا ثلاث مقابلات ودية مع الفريق الفرنسي بدون جمهور، لكنها مقابلات حرة واشتغلنا على جانب الهجوم، الدفاع والهجوم المعاكس. - ماذا عن المنتخب الأوزبكستاني؟ ؟ الفريق الأزبكي جاء الى الجزائر هذا الشهر وأقمنا تربصا مشتركا دام ثلاثة أيام، وكانت نهايته بإجراء دورة ودية كان من المفترض أن يحضرها المنتخب الايطالي لكن غاب لأسباب إدارية. - هل استفدتم من هذا التجمع؟ ؟ أنا جد مرتاح لهذا التربص مع الفريق الاوزبكي، الذي مكن الملاكمين الجزائريين من تقييم مستواهم، كما أن هذا النوع من التربصات يمكننا من تحسين المستوى، خاصة من الجانب التقني للملاكمين، لأن الأوزبك أقوياء في هذا الاختصاص ومعروفون عالميا، و هذا شيء جيد بالنسبة لنا لأننا سنتقابل في البطولة العالمية مع أبطال الفن النبيل، ولذا يتوجب الاحتكاك بملاكمين ذوي مستوى عال. - ما هي مشاريعكم على المدى البعيد؟ ؟ في 2012 سنطبق التربصات الثنائية والثلاثية من خلالها نخص الأوزان لأن بعض الدول لديها سيطرة في الأوزان الصغيرة مثل الصين، الفلبين، كوريا، وملاكمونا سيلتحقون بهذه البلدان حسب أوزانهم، فالمتوسطة تتجه إلى روسيا، كزاخستان والولايات المتحدةالأمريكية، والكبيرة تطير الى إيطاليا. - ما هو دور الوصاية في تطبيق برنامجكم؟ ؟ وزارة الشباب والرياضة سطرت لنا أهدافا واضحة هي الألعاب العربية والإفريقية 2011 والألعاب الاولمبية في ,2012 وساعدتنا كثيرا في تطبيق البرنامج المقدم لها وقبلته بدون أية عراقيل تذكر، هذا من الجانب التحضيري، لكن فيما يخص التكفل لدينا مشكل مع الملاكمين الذين يطالبون بمنحة التربص، وهي سياسة معمول بها دوليا، ولا يخفى عليكم أن ملاكمينا لا يعملون، أي لا يمارسون أي شغل ولابد لهم من الاستفادة من منحة التحضير، وهناك ملاكمون آخرون مازالوا يزاولون الدراسة. - هل هذا الأمر له تأثير على مستقبل الملاكمين؟ ؟ إذا واصلنا على وتيرة هذا البرنامج سيكون الأمر على حساب دراستهم، لذا نطالب الوصاية بوضع برنامج خاص بهذه الفئة لتعويض دراستهم او إعادة إدماجهم بعد انتهاء الألعاب الاولمبية في سياسة الشغل أو المشاريع الشبانية لكي لا يضيّعوا مستقبلهم. - هل وصلتم إلى اتفاق مشترك مع الوزارة؟ ؟ نحن الآن في اجتماعات متواصلة مع الوصاية من اجل هذا الغرض، لم نصل الى حل نهائي بعد، لكن تكلم الوزير السيد الهاشمي جيار شخصيا مع الملاكمين ومع المديرين التابعين لوصايته لإيجاد حل في اقرب وقت، وأحيطكم علما أن المنافسات الرسمية ستنطلق بداية من شهر مارس لتستمر الى غاية شهر ديسمبر بدون توقف من تربصات، منافسات رسمية ودورات تقييمية. - ما هي هذه المحطات؟ ؟ في شهر مارس البطولة العربية، أما البطولة التصفوية للمنطقة الأولى فمقررة شهر افريل، والبطولة الإفريقية في جوان ثم بطولة العالم، الألعاب العربية والألعاب الإفريقية، وهذه المواعيد المكثفة توقف كل انشغالات الملاكمين. - ما هو رد الملاكمين من الوضعية الصعبة التي يمرون بها وهي التفكير في المستقبل؟ ؟الملاكمون تقبلوا هذه الوضعية ووافقوا على رفع التحدي من اجل إعلاء الراية الوطنية، لكن بالمقابل لابد أن تكون هناك منفعة مادية تعوض تحديهم من طرف الوزارة، وهناك مرسوم خاص برياضيي النخبة وفيه كل حقوق وواجبات الرياضيين من بينها الحق في العمل والحق في المنح. - هناك من يقول أن ملاكمينا بعيدون كل البعد عن المستوى العالمي، ما تعليقكم؟ ؟ أنا لا أعلق على هذا الكلام، لكن يمكن التذكير بسنة ,2008 حيث تحصلت الجزائر بفضلهم على المرتبة الخامسة في الألعاب الأولمبية وهذا مستوى عالمي، حسب اعتقادي. - وماذا عن الوقت الراهن؟ ؟ لدينا ملاكمان جزائريان يلاكمان في الرابطة الممتازة في العالم، أي مع أحسن الملاكمين عالميا، واحد من ملاكمينا يحتل المرتبة الأولى في الترتيب المؤقت لأن البطولة تنتهي شهر جوان المقبل، ويتعلق الأمر بالملاكم بن شبلة عبد الحفيظ، أما بلودينات شعيب فيحتل المركز السادس. -الجمهور يتساءل عن غياب السهرات الاحترافية، إلى ماذا ترجع الأسباب في نظركم؟ ؟ الملاكمة الاحترافية غائبة تماما في الجزائر، لأنه ليس لدينا ملاكمون يجلبون الأنظار ويتمتعون بتقنيات تسمح بتنظيم سهرات احترافية، والملاكمة الاحترافية في العالم لديها قواعدها، لابد من وجود أبطال عالميين في الهواة أمثال حماني، ولد مخلوفي وصولا الى بن قاسمية سابقا، وحاليا ليس لدينا أبطال، هذا من جهة، ثم نعود للحديث عن غياب سياسة التمويل بالجزائر التي تدعم الرياضة وتساعد على إعادة النهوض بالفن النبيل الاحترافي، والتمويل موجه الى رياضة كرة القدم فقط. - كرامو وبوبراوط اسمان لامعان وغيابهما عن الفريق الوطني جاء فجأة، لماذا؟ ؟ حمود بوبراوط ما زال يلاكم ويتدرب مع فريق المجمع الرياضي النفطي، وغيابه عن الفريق الوطني يعود إلى الدورة الانتقائية التي قمنا بها وتغلبت عليه بعض الأسماء، أما كرامو حمزة فهو حالة مختلفة تماما، كانت له مشاركة في الألعاب الأولمبية صحيح، لكنه اعتزل الميادين بقرار شخصي منه وغير منخرط ضمن أي فريق، وحسب بعض المعلومات الواردة فإن حمزة تنقل الى احد البلدان الأوربية ولم يسعفه الحظ للاحتراف. - بما نختم حوارنا؟ ؟أشكر ''المساء'' وأتمنى للفن النبيل الجزائري الازدهار الدائم.