دعا المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي، البوفيسور حفيظ أوراق، الباحثين والمخترعين إلى الذهاب بالكيمياء وتطبيقاتها الصناعية إلى المجتمع الوطني بالانفتاح عليه من خلال أبواب إعلامية مباشرة، قصد تثمين أبحاث واستعمالات هذا العلم، اجتماعيا واقتصاديا. وأشاد السيد أوراق لدى إشرافه أمس، بمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني، نيابة عن وزير التعليم العالي السيد رشيد حراوبية، على فعاليات الأسبوع الوطني الثاني للبحث العلمي تحت عنوان ''الكمياء وتطبيقاتها الصناعية'' بالمستوى العالمي الذي بلغته الجزائر في هذا التخصص العلمي، حيث صارت تحتل المرتبة الرابعة إفريقيا بعدما كانت مع نهاية التسعينات تحتل المرتبة الثامنة، وهي تحصد اليوم جوائز عالمية في حقل الكيمياء، على غرار الجائزة العالمية التي نالها العام الماضي، الباحث الشاب، الأستاذ نور الدين يسعا، نظير بحث أصيل حول الكيمياء الفيزيائية لطبقة الأوزون وهي الجائزة التي يقدمها الاتحاد الدولي للكيمياء التطبيقية، وكذا جائزة ''لون جيفين'' التي حاز عليها الباحث الأستاذ عز الدين بوسكسو سنة 2009 والتي تقدمها الأكاديمية الفرنسية للعلوم حول بحث خاص ''بجزئيات المواد المحولة''. كل هذه الأبحاث والاكتشافات العلمية للباحثين الجزائريين في ميدان الكمياء، تعد مفخرة للجزائر ومؤشرا علميا قويا على مدى تطور البحث العلمي في هذا التخصص، الذي يعد منذ الاستقلال إلى جانب الفيزياء والرياضيات من علوم ''الامتياز''. وحث مسؤول البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالوزارة، المؤسسات البحثية والباحثين في ميدان الكيمياء بتخصصاتها المختلفة على الانفتاح على المجتمع والمحيط الاقتصادي، من أجل استغلال قيمة النتائج البحثية المتوصل إليها، اجتماعيا واقتصاديا، بالتفاعل مع الرأي العام وكسب الباحث لقيمته الاجتماعية من خلال هذا التفاعل، كاعتماد ''الكمياء الخضراء'' مثلا في الحفاظ على صحة المواطن وسلامة البيئة، وهو ما يعزز احتكاك الباحثين بالمجتمع والمحيط الاقتصادي، لاسيما وأن الكيمياء تدخل في حياتنا اليومية -كما أوضح الأستاذ أوراق- بدءا بالمطبخ والملبس والشراب. وأكد ممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في هذه التظاهرة العلمية، أن القطاع وضع ثلاثة أهداف يتم تجسيدها عبر برنامج ثري متكامل، وتتمثل في تعزيز علاقة المؤسسات والهيئات العلمية بالمجال الاقتصادي والاجتماعي، وخلق المزيد من الديناميكية في التعامل مع المشاريع وكذا وضع جميع الآليات والهياكل اللازمة لإنشاء وتطوير المؤسسات الصغيرة. وقال الأستاذ أوراق في هذا الصدد، إن الدولة توفر سنويا 3 آلاف منصب للباحثين بالمؤسسات البحثية، لا يستغل منها إلا 40 بالمائة، وهو ما يوضح أن أبواب وفرص البحث والتحفيزات متوفرة. للإشارة، تم أمس، بباحة ديوان رياض الفتح إعطاء إشارة انطلاق نشاطات هذا الأسبوع العلمي، بتدشين صالون التطبيقات الصناعية للكيمياء، الهادف إلى عرض مختلف الإبداعات التكنولوجية في الكيمياء، بمشاركة مخابر ومراكز البحث والمؤسسات الناشطة في الكيمياء الصناعية، قصد تحفيز الباحثين والطلبة، إضافة إلى استعراضات علمية للزوار في مجالات الكيمياء والفيزياء والرياضيات، وبرنامج ثري من الأفلام الوثائقية العلمية، وسيتم اليوم، تسليم جائزة موريس أودان للرياضيات لسنة ,2010 بكلية الرياضيات بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا على أن تختتم نشاطات الأسبوع العلمي بتنظيم حفل لتكريم العديد من الباحثين الجزائريين في ميدان الكيمياء من طرف المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.