سجل نصر حسين داي عودة سريعة إلى حظيرة النخبة التي كان قد غادرها منذ موسم فقط، حيث عاشت أحياء حسين داي أول أمس فرحة عارمة في أعقاب الفوز الذي حققه فريقهم ضد شباب تيموشنت في مباراة متأخرة من المنافسة احتضنها ملعب بوفاريك والتي رسمت حصول النصرية على عدد النقاط الكافية للصعود إلى الرابطة الاحترافية الأولى قبل نهاية البطولة بجولتين، حيث يستقبل زملاء حفيظ، مسجل الهدف أمام تيموشنت، اتحاد بلعباس قبل التنقل إلى قسنطينة لمواجهة رائد البطولة. وتحذو لاعبي نصر حسين داي إرادة كبيرة لإنهاء المنافسة في المركز الأول بالرغم من صعوبة المهمة التي تنتظرهم، حيث يتعين عليهم الظفر بنقاط المباراتين المتبقيتين، إحداهما سيواجه فيها شباب قسنطينة بملعب هذا الأخير. وقال مدرب الفريق مصطفى هدان في هذا الشأن : ''نحن مسرورون جدا بالإنجاز الذي صنعناه ونهديه إلى أنصارنا وإلى كل محبي النصرية. لقد تفوقنا رياضيا وانتصرنا أيضا على ممارسات الكواليس التي كانت واقعة في البطولة. سنواصل المشوار بنفس العزيمة من اجل انتزاع لقب البطولة رغم أن ذلك لن يكون سهلا أمام سيدي بلعباس وشباب قسنطينة''. لكن المهم بالنسبة لأنصار النصرية أن الفريق توصل الى بلوغ الهدف الذي رسمته إدارة النادي قبل انطلاق الموسم رغم أن مسيرته كانت شاقة ومليئة بالمشاكل لاسيما في المرحلة الأولى من المنافسة التي سجل فيها نتائج متذبذبة تحت قيادة المدرب كوردي مجدي الذي كان محل انتقاد المناصرين الذين أعابوا عليه ضعف نتائج ومردود الفريق، فضلا عن أن النادي كان يمر بأزمة مالية حادة حال دون تسديد المخلفات المالية للاعبين الذين وصل بهم الأمر الى حد فقدان الثقة في مسيريهم، وكادت وضعية الفريق تسير الى الهاوية لولا وصول بعض المساعدات من البلدية ومن مديرية الشباب والرياضة وافتكاك النادي لعقد تمويل مع مؤسسة سونلغاز. وقد وقع المدرب كوردي تحت ضغط الأنصار وأرغمت إدارة النادي على التخلي عن خدماته واستنجدت بمصطفى هدان الذي استلم العارضة الفنية قبل مبارتين من انتهاء مرحلة الذهاب، الذي اضطر الى إعادة رسكلة تحضيرات عناصره من الناحية البدنية خلال تربصين أقامهما أثناء فترة توقف المنافسة، حيث تعود اللاعبون بسرعة على منهجية عمل مدربهم الجديد الذي توصل بفضل خبرته الطويلة في الميدان أن يعيد الثقة الى المجموعة، حيث انطلق الفريق في تسجيل نتائج ايجابية متتالية عاد بها من خارج قواعده والتي مكنته من الوقوع في كوكبة المقدمة الى أن استحوذ في الجولة الرابعة والعشرين على المركز الأول في الترتيب. ولا شك في أن أكبر عائق واجهه الفريق، هو حرمانه من استقبال منافسيه بملعب زيوي الذي رفضت الرابطة تأهيله بسبب غياب شروط المنافسة، وكانت النصرية تواجه ضيوفها تارة بملعب الرغاية والدار البيضاء وتارة أخرى بملعب 20 أوت. وقد لعب الأنصار دورا كبيرا في حفاظ الفريق على طموحاته، حيث شكلت تشجيعاتهم حافزا قويا لهدان ومجموعته التي حافظت على ديناميكية الانتصارات بالرغم من أن الفريق عانى في الفترة الأخيرة من بعض التوترات الناتجة عن التجاوزات غير الرياضية التي وقعت على هامش المباراة ضد رائد القبة في الجولة السادسة والعشرين. وينتظر مشجعي الفريق بفارغ الصبر إسدال الستار على البطولة من أجل الاحتفال كما ينبغي بصعود فريقهم إلى الرابطة الإحترافية الأولى.