توجت أول أمس ثلاث ساعيات بريد بالمراتب الأولى في حفل انتظم بالبريد المركزي. واعتبرت المكرمات في حديث ل''المساء'' أن هذا التكريم يعد حافزا قويا لهن لاستكمال مهنتهن بنفس جديد، كما سمحت لهن هذه التظاهرة بالالتقاء بزملائهن في المهنة والتعرف على آخرين ممن يقاسمونهن ظروف العمل وصعوباته وإيجابياته أيضا. توجت الآنسة اوعثماني ياسمينة (27 سنة) من مركز بريد تيشي بولاية بجاية بالمرتبة الأولى ضمن سباق سعاة البريد الذي انتظم أمس بساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائر. وقالت المتوجة ان هذا التتويج يمنحها طاقة في أداء عملها تتجدد كلما وقعت عيناها على كأس التتويج الذي يعد بالنسبة لها عرفانا بمجهوداتها في أداء مهنتها. ياسمينة تحدثت الى ''المساء'' عن مهنتها فقالت إنها دخلت هذه المهنة كمستخلفة في صائفة 2004 ثم ما لبثت أن وظفتها إدارة البريد تشجيعا لها على حبها لإتقان مهنتها. بدأ الأمر بحلم راود ياسمينة لتكون ساعية بريد منذ أن كانت في الثالثة ابتدائي وتلقت درسا حول ساعي البريد، نقش في ذاكرتها الحلم وتحقق أخيرا لتكون اليوم موظفة في القطاع منذ سبع سنوات، والفضل يعود لوالدها رحمه الله الذي شجعها ووقف الى جانبها وشد أزرها. تتحدث ياسمينة عن مهنتها فتقول إنها مثل باقي المهن تحب التفاني والإتقان، أما الصعوبات فهي تلخصها في انعدام وسائل النقل لتوزيع البريد وكذا غياب صناديق الرسائل خاصة في العمارات، وكثيرا ما تخشى الشابة توزيع الرسائل بالمداشر والقرى ببجاية بسبب التواءات الطرق وخلوها من المارة، ولكنها تؤدي مهمتها على أكمل وجه. أما المتوجة الثانية في مسابقة سعاة البريد السيدة عراس كلثوم من مركز بريد الجزائر شاطئ فقد بدأت مسيرتها المهنية كساعية بريد في ,1981 هي اليوم أم لبنت في 17 سنة وولد في ال,14 ولا يضيرها لو أن أحد أولادها يحمل عنها المشعل يوما ويواصل مشوارها كساعي بريد، خاصة وأنها تشارف على التقاعد. وتشير إلى أن حياتها الأسرية هادئة وأن زوجها يقدم لها الدعم وقد حضر التظاهرة من أجلها. تتحدث الساعية عن مهنتها فتقول ''اليوم لا فرق بين مهن الرجال ومهن النساء.. إننا نقوم بعمل متشابه، ولعل الصعوبة الوحيدة التي تواجهني في تأدية مهامي هي عدم قدرتي على سياقة الدراجة النارية وتحمل الطقس في موسمي الشتاء والصيف. أما ثالث فائزة في سباق سعاة البريد فهي السيدة امغار مليكة من مركز بريد الجزائر تعتبر تتويجها بمثابة نفس جديد لها لمواصلة العمل، وتشير إلى أنها ليست ساعية بريد وإنما عون مقصورة مكلفة بفرز الرسائل، وهو عمل مكمل لعمل ساعي البريد. من جهتها قالت السيدة العايب نكشو مليكة من مركز بريد تيزي وزو والمتوجة بالمركز الأول في سباق ساعيات البريد لأربع مرات متتاليات، إنها التحقت بمصلحة البريد في 1989 وتقدمت للمسابقة التي نظمتها مديرية البريد والمواصلات وقتها لتوظيف سعاة البريد، واليوم قد مر على عملها هذا 25 سنة خدمت خلالها أهلها بمنطقة شيخي بالقبائل الكبرى وهي تبلغهم رسائلهم وفواتيرهم، كما أنها تجاوزت الصعوبات التي اختزلتها في السنة التي شهدت أولى خطواتها في هذه المهنة في عدم تعاون الناس معها خاصة، ولكنها نجحت فيما بعد في كسب ثقتهم، أما صعوبات اليوم فهي تتمثل في كون العناوين المدونة غير مضبوطة جيدا خاصة ضمن المخطط الحضاري الجديد لتيزي وزو، ولكنها صعوبات تؤكد بشأنها المتحدثة أنها ستنجح في تخطيها مثلما تخطت عديد العراقيل من قبل..