تم أمس بالجزائر، الاحتفال باليوم العربي للزراعة تحت إشراف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى والمدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور طارق بن موسى الزدجالي، وحضر هذا الاحتفال الذي حمل هذا العام شعار ''البرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي بين الطموح والتحدي'' عدد كبير من السلك الدبلوماسي العربي المعتمد في الجزائر، وتطرق المشاركون خلال اليوم العربي للزراعة الذي يقام لأول مرة خارج مقر المنظمة الكائن بالسودان إلى الفجوة الغذائية العربية التي وصلت إلى 37 مليار دولار خلال ,2010 وهو الأمر الذي حذرت منه المنظمة العربية للتنمية الزراعية، كما شهد الحفل تسليم درع المنظمة لعدد من المنتجين الجزائريين الخواص في مجال الفلاحة. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، خلال كلمته الافتتاحية، أن الجزائر ترى بأن رفع تحدي الأمن الغذائي لابد أن يمر عبر عصرنة القطاع الفلاحي وبالاستغلال الأمثل والعقلاني للموارد الطبيعية والبشرية وكذا عبر تحقيق تنمية متوازنة ومتجانسة في مختلف المناطق الريفية، وهو ما تقوم به الجزائر يضيف -السيد الوزير- من خلال سياسة التجديد الفلاحي والريفي التي شرع في تنفيذها منذ .2008 وحسب الوزير، فإن هذه السياسة التي ترمي إلى تحقيق مساهمة ملموسة في النمو الاقتصادي، حدد لها هدفان استراتيجيان هما تحسين مستوى الأمن الغذائي من خلال ثلاثة برامج كبرى جارٍ العمل على تحقيقها وتهدف إلى تعزيز رأسمال الإنتاج الفلاحي وتكثيف الإنتاج في الشعب الاستراتيجية كالحبوب والحليب وكذا اللحوم الحمراء والبيضاء، وأخيرا ضبط المنتجات الفلاحية وإعادة تأهيل وإنشاء الهياكل القاعدية للفلاحة. أما الاستراتيجية الثانية فأوضح السيد بن عيسى أنها تتضمن خمسة برامج كبرى جارٍ تحقيقها من خلال مكافحة التصحر، حماية الأحواض المنحدرة وحماية وتعزيز الثروة الغابية بالإضافة إلى حماية الأنظمة الايكولوجية واستصلاح الأراضي، كما أوضح السيد الوزير أن الجزائر تسعى من خلال هذه البرامج إلى تحسين معيشة ومداخيل الأسر الريفية ولإعادة تأهيل الأقاليم الريفية، كما نوه السيد بن عيسى خلال الحفل الذي أقيم بالمعهد الوطني للإرشاد الفلاحي، بالدور الهام الذي قامت به المنظمة العربية للتنمية الزراعية في إعدادها للاستراتيجية العربية للأمن الغذائي المستدامة، والذي تبنتها الجمعية العمومية للمنظمة في دورتها الأخيرة المنعقدة بالجزائر في أفريل .2010 من جهة أخرى، حذر المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية السيد طارق بن موسى الزدجالي من اتساع الفجوة الغذائية على المستوى العربي التي بلغت نحو 37 مليار دولار عام 2010 وتواصل نمو السكان بالمنطقة العربية، الذي وصل 355 مليون نسمة بمعدل سنوي يقدر بحوالي 2,2 بالمائة، وأوضح الدكتور طارق بن موسى الزدجالي أن هذه الفجوة تساهم فيها مجموعة من المواد الغذائية، من بينها الحبوب التي تساهم وحدها بنحو 56 بالمائة والزيوت النباتية بنحو 10 بالمائة، مضيفا أن تقليص هذه الفجوة يكون بتضافر الجهود العربية. وحسب الزدجالي، فإن المنظمة العربية للتنمية الزراعية انتهزت ذكرى الاحتفال بيوم الزراعة العربي لتسليط المزيد من الضوء على هذا البرنامج الذي يمكن من خلاله تنفيذه تقليص فجوة الغذاء في الوطن العربي، من خلال الاستثمار في الموارد الطبيعية العربية. وكشف مسؤول ذات المنظمة أن البرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي، في حالة تنفيذ خطته ما من شأنه أن يحقق في نهاية عام2031 نتائج مذهلة منها زيادة صافية في إنتاج القمح بنحو 4,20 مليون طن و2,3 مليون طن في إنتاج الشعير و3,6 مليون طن من الأرز ونحو1,26 مليون طن في إنتاج المحاصيل السكرية وكذا 2,3 مليون طن في إنتاج محاصيل البذور الزيتية المشمولة بالبرنامج. من جهة أخرى، أفاد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، أن المنظمة بصدد إعداد دراسة لإنشاء مؤسسة عربية تتخصص في تمويل المشاريع الزراعية الرامية لتحقيق الأمن الغذائي العربي. وقال الزدجالي، في تصريح للصحافة على هامش الاحتفال، إن الجمعية العامة للمنظمة التي تترأسها الجزائر منذ 2010 ''تشدد على ضرورة وجود مؤسسة عربية تعنى بتمويل التنمية الزراعية ومشروعات الأمن الغذائي العربي''. وأضاف -في هذا السياق- أن الدراسة الخاصة بإنشاء هذه الآلية ستعرض على المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي سنة .2012 وذكر ذات المسؤول أن إنشاء هذه المؤسسة سيساعد على جذب المستثمرين داخل الدول العربية من أجل رفع تحدي الأمن الغذائي الذي أصبح من الأهداف العاجلة للوطن العربي في ظل الأزمات الغذائية المتكررة والاحتياجات المتزايدة. يذكر أن الوطن العربي يحتفل بيوم الزراعة العربي في 27 سبتمبر من كل عام و هو اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية لإنشاء المنظمة العربية للتنمية الزراعية في ذات اليوم من سنة 1972 ومقرها الخرطوم.