اقتران الشابات بالشيوخ ظاهرة عرفت منذ القدم فكانت الفتاة ما إن تبلغ الثانية عشر حتى يزفّونها ولا يهتمون بالرجل مسنا كان أو معوقا·· أو مريضا المهم هو سترها على حدّ زعمهم أو بالأحرى التخلص من عبئها!·
ومع مرور الوقت قلّ تواجد هذه الظاهرة نظرا لتطوّر العصر·· ودخول الفتاة المعاهد، والجامعات، وبعدها عالم الشغل، لكن سرعان ما طفت من جديد وبكثرة خاصة في السنوات الأخيرة·· والظاهر أن المادة هي السبب، وللتأكّد من صحة دافع هذا الزواج غير المتكافئ والذي قد يكون أساسه قائما على صرح نظرية نفعية اقتربت "المساء" من بعض السيدات الصغيرات السن واللواتي ارتبطن بشيوخ بغرض معرفة الدوافع· الفقر هو السبب! فاطمة الزهراء(22 سنة) ماكثة بالبيت تقول: لقد ولدت ونشأت في أسرة فقيرة معدمة وحرمت من أمور كثيرة أهمها التعليم لعجز والدي عن التكفل بلوازمي المدرسية وباعتباري أكبر أخوتي كنت كبش الفداء، فقد تمكّن الجهل مني وعندما بلغت سن العشرين تقدم لخطبتي رجل غني لا يعرف رأس ماله كما يقال عندنا·· ورغم كونه طاعنا في السن يقارب السبعين إلا أني لم أتردد في الموافقة وقد شجعني أهلي على ذلك المهم كان هذا الزواج بمثابة المخرج من الفقر! وتزوجنا فعلا··· وتوالت خيبة الأمل···شك وغيرة ووساوس، ومازاد الطين بلة هو بخله الذي لا يوصف بخل لم أر مثله في حياتي مما اضطرني الى طلب الطلاق وبصعوبة أفلتت من مخالبه، وخرجت من هذه التجربة المريرة التي حسبتها صفقة رابحة، فإذا بي أنا الخاسرة والنادمة على الزواج بشيخ يدنو من نهايته حيث لم يدم زواجي به سوى شهرين! سيارة وشقّة لنيل الموافقة؟! سلمى (29 سنة) معلّمة تقول: كنت وقتها طالبة في الجامعة سني لا يتعدى 19سنة، وكنت ألاحظ لا مبالاة الشباب، وعجزه على تحمل أعباء مسؤولية بناء أسرة فقرّرت الزواج برجل ناضج مسن شرط أن يكون غنيا، وبالفعل تعرفت على رجل في الثامنة والخمسين اتفقنا على الزواج·· بعد أن أكّد لي أنه أرمل بدون أبناء ثم الزواج بشروط مفروضة وهي السيارة والبيت مسجلان باسمي وتمت الموافقة وعشنا في فيلا فاخرة وبعد شهر واحد من الزواج فوجئت بزوجته وأبنائه أمامي!؟ فكان ذلك بمثابة أكبر فخ وقعت فيه في حياتي، أهنت يومها دون أن يحرك زوجي ساكنا، والأغرب أنه راح يقسم كذبا لزوجته بأنني مجرد خادمة أتى بها لتنظف الفيلا في غيابها لكي يريحها، هنا أسرعت لاحضار عقد الزواج لأثبت كذبه وافتراءه وفي هذه اللحظة بالذات لم يتردد في تطليقي بالثلاث·· حدث هذا ولم يمض على زواجنا سوى شهرا لحسن حظي أن السيارة والشقة سجلتا فعلا باسمي، وإلا ماذا كنت سأستفيد من مثل هذه الزيجة؟!· ارتبطت برجل متزوّج وأب لثمانية أطفال زينب (25سنة) تزوجت برجل يفوق الخامسة والستين متزوج وأب لثمانية أطفال تصرّح قائلة: تزوجته بظروفه تلك وكنت على علم بذلك، لأنه كان غنيا قبلته فأي شاب مهما بلغت قوّته ووسامته لم يكن ليوفّر لي ما وفّره هذا الرجل المسن· سألنا زينب عن أهمية الحب والتوافق بالنسبة للحياة الزوجية فضحكت ضحكة استهزاء ثم ردت المنفعة هي الغاية والهدف أما الحب فهو عملة يتداولها الحالمون فيعيشون في وهم كبير ويموتون دون تحقيق أي شيء· استفسرن عما حقّقته من هذا الزواج فأجابت ذهب كثير حساب في البنك وبيت فخم، ومازال الخير آتيا·· وأردنا في النهاية معرفة ما إذا كانت تخشى عودة زوجها يوما الى زوجته وأولاده·· فردّّت بكل ثقة لا أظنه يجرؤ·· وإن فعل فمع السلامة لقد نلت ما كنت أطمح اليه ولم يعد يهمني ذهابه أو بقاؤه··! زوجي هو الأب والسند؟ عائشة (33سنة) متزوجة وسعيدة بزواجها قالت ما يلي: لقد توفي أبي وترك لي مسؤولية ستة اخوة وأم عجوز ولم أجد معينا بعد الله إلا زوجي لقد بعث نجدة لي ولعائلتي البائسة كان هو في الواحد والسبعين وأنا في السادسة والعشرين وافقت على الزواج منه شرط أن يتكفل بمصاريف إخوتي وأسرتي وكان لي ذلك ومع مرور الزمن اكتشفت طيبة هذا الرجل، ونبل أخلاقه وأنا حاليا جد سعيدة معه، ولم أندم للحظة على اختياره شريكا وفضلته على كثير من الشباب، فهو الأخ والصديق والأب، والزوج الحنون·· وكل شيء جميل تتخيلينه وكل ما أتمناه هو أن يطيل الله في عمره ليبقى بجانبي· وبعد هذه الجولة، يتأكّد لنا أن الثراء كثيرا ما يكون وراء مثل هذا الزواج غير المتكافئ وهو من استطاع أن يعيد الشباب للشيوخ يوما رغم استحالة عودته فلو لا سحر المادة، وقوة جاذبيتها لما ضحّت فتيات في ربيع العمر بشبابهن للعيش مع شيوخ تفوق أعمارهن أعمار أجدادهن·