ترحم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، صباح امس، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة بمناسبة إحياء الذكرى ال57 لاندلاعها. وبعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري التي أدت له التحية الشرفية وضع الرئيس بوتفليقة إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية. وقد حضر مراسيم الاحتفال رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري والوزير الأول السيد أحمد أويحيى والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني السيد عبد المالك قنايزية ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح وكذا أعضاء من الحكومة. من جهة أخرى، تلقى رئيس الجمهورية، أمس، بقصر الشعب بالجزائر العاصمة، التهاني بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال57 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة من رئيس الجمهورية السابق السيد أحمد بن بلة والرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة السيد علي كافي. كما تلقى رئيس الدولة التهاني من كبار المسؤولين في الدولة وكبار ضباط الجيش الوطني الشعبي وأعضاء الحكومة وشخصيات تاريخية ووطنية ومن مجاهدين ومجاهدات. وتلقى رئيس الجمهورية التهاني أيضا من ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وإطارات الأمة إلى جانب وجوه ثقافية ورياضية معروفة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. كما نظمت، أمس الثلاثاء، عبر ولايات الوطن تظاهرات عديدة ومتنوعة إحياء للذكرى ال57 لاندلاع الثورة التحريرية تخللتها وقفات للترحم على أرواح الشهداء وتنظيم لقاءات فكرية حول المناسبة وإقامة معارض ومنافسات رياضية وثقافية وتدشين مرافق. فبوسط البلاد احتضن مقر الأمن الولائي للبليدة الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى المجيدة، حيث ألقى المجاهد بيري يخلف وهو عضو بالمنظمة الوطنية للمجاهدين محاضرة حول تاريخ المنطقة وبسالة الجزائريين في الدفاع عن أرضهم. وتم بالمناسبة تكريم أرملة الشهيد المجاهدة فاطمة مصباح إلى جانب عدد من موظفي سلك الأمن الوطني من أبناء الشهداء والمجاهدين المتقاعدين. وبولاية الجلفة، احتضنت الوحدة الثامنة عشر للأمن الجمهوري محاضرة تاريخية حول مآثر الثورة التحريرية التي قرر فيها الشعب الجزائري مصيره بنفسه. وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ المحاضر أمام جمع من الإطارات الأمنية والعسكرية لاسيما بحضور أعضاء الأسرة الثورية أن الثورة التحريرية ''كانت نتاج شهامة الرجال من الشهداء والمجاهدين البواسل على حد سواء بإرادتهم الفولاذية وعزيمتهم الفذة لدحر المستدمر الجائر''. كما كرم عدد من أعضاء الأسرة الثورية بهدايا رمزية في الوقت الذي تم تقديم جوائز للفائزين في دورة الرماية المنظمة بالمناسبة. أما بولاية بومرداس فقد أعلن مدير المجاهدين في إطار الاحتفال بالذكرى عن تسجيل وتدوين إلى حد اليوم أكثر من أربعة ألاف شهادة ونبذة تاريخية عن حياة المجاهدين وشهداء ثورة التحرير الوطني. وبغرض تكثيف الجهود المبذولة في هذا الصدد يجري العمل حاليا بالتعاون مع كل من مديرية التربية وجامعة أمحمد بوقرة ببومرداس لتسهيل مهمة المدونين بتقديم الإعانة البيداغوجية ووضع تحت التصرف أساتذة متخصصين ومؤرخين وكذا تسخير وسائل سمعية بصرية بغرض تسجيل وتصوير شهادات تاريخية حية لمجاهدين وأرامل الشهداء. وفي ولاية عين الدفلى أشرفت السلطات المحلية على توزيع قرارات الاستفادة من حصة 50 سكنا اجتماعيا تساهميا ببلدية عريب دائرة العامرة. كما تم تكريم الرياضيين الفائزين في مختلف المنافسات الرياضية المدرسية بديوان مؤسسات الشباب ببلدية عين الدفلى. وبدورها أحيت ولاية تيبازة الذكرى من خلال تدشين وتسمية ببلدية الحطاطبة مكتبة البلدية باسم الشهيد ينفوفي رابح وتسمية ثانوية ببلدية الشعيبة باسم المجاهد المرحوم زيباك محمد. وببلدية القليعة زارت السلطات المحلية متحف الشهيد بساحة البلدية ومعرضا للصور والكتب بقاعة المداولات للبلدية. ومن جهتها، نظمت ولاية الشلف برنامجا حافلا حيث تم تدشين ببلدية الشطية مكتب البريد الشهيد ''جايحي بوشاقور'' ومركز التسلية العلمية بحي البساتين ببلدية الشلف ومتوسطة الشهيد ''زياني عبد القادر''. وبولاية المدية، أشرفت السلطات الولائية على إطلاق اسم المجاهد المرحوم والوزير السابق بشير رويس (توفي في 5 أكتوبر الماضي) على حي بزيوش بوسط المدينة وذلك تخليدا لذكرى هذه الشخصية الوطنية التي أفنت شبابها في تحرير البلاد إبان الثورة التحريرية وساهمت عقب الاستقلال في بناء مؤسسات الدولة، حيث شغل منصب وزير البريد والاتصالات ثم وزير الإعلام. ونفس التظاهرات الاحتفالية شهدتها كل من ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة تخليدا للذكرى ال57 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة. وتميزت الاحتفالات الرسمية بهذه الذكرى التاريخية الخالدة بولايات تندوف وبشار والنعامة والبيض وغرداية وأدرار والأغواط وتمنراست وإيليزي والوادي وورقلة بتوجه السلطات الولائية رفقة جموع المجاهدين وأبناء الشهداء والمنتخبين المحليين والمواطنين إلى مقابر الشهداء التي شهد بها الجميع مراسيم رفع العلم الوطني على أنغام النشيد الوطني ووضع أكاليل من الزهور على النصب التذكارية للشهداء وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح قوافل الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس لينعم الشعب الجزائري بالكرامة والاستقلال. كما أقيمت العديد من التظاهرات المتنوعة عبر مختلف ولايات غرب الوطن بالمناسبة، ففي ولاية وهران تم إحياء هذا الحدث التاريخي من خلال تنظيم مسابقة جهوية لأحسن مجموعة صوتية تحت عنوان ''السلم وحب الوطن'' والتي عرفت حضور مائتي مشارك من ولايات وهران وتلمسان ومعسكر وغليزان وتيارت والشلف. وقد تجاوب جمهور قاعة ''الفتح'' مع العروض الفنية المقدمة والتي تمجد تضحيات الشهداء من أجل استقلال الوطن ومختلف الأحداث البطولية التي شهدتها ثورة أول نوفمبر المظفرة، حيث جرت التظاهرة بحضور السلطات المحلية وممثلين محليين للمنظمة الوطنية للمجاهدين.