رغم المناقشة الواسعة ومعارضة بعض ما جاء في مخطط التهيئة والتعمير الخاص ببلدية بودواو، والذي عرض أول أمس على المجلس الشعبي الولائي لبومرداس في جلسة استثنائية، إلا أن الأعضاء صادقوا عليه في الأخير وأعطوا بذلك الضوء الأخضر لبدء تنفيذ ما جاء فيه· ويعنى المخطط، الذي أنجزه مكتب دراسات خاص، بإعادة تهيئة البلدية المصنفة كثاني أكبر بلدية بولاية بومرداس، وتتوسط طريقين وطينين هما 24 و05، مما يجعلها نقطة عبور هامة وعصبا اقتصاديا حيويا لولايتي الجزائر وبومرداس على حد سواء· وتشهد مدينة بودواو نموا عمرانيا وسكانيا سريعا وهاما على حساب الاراضي الخصبة التي تقلصت بحوالي 50% من إجمالي مساحة البلدية، ومثال ذلك المنطقة المسماة (البلاطو) التي هي جزء من المتيجة الكبرى وتشهد زحفا متواصلا للإسمنت، وهي بمثابة نموذج لتراجع المساحة الفلاحية ببودواو مما يجعلها تفقد الكثير من طابعها الفلاحي، ناهيك عن التوسع العمراني لبعض المساحات الغابية المشكلة لرئة المدينة، مما دعا بعض أعضاء المجلس أثناء المناقشة، الى المناداة بحذف صفة الفلاحية عن بودواو، وهو ما أثار حفيظة آخرين·· كما أشار المخطط الى امكانية الحفاظ على ما تبقى من أراض سهلية خصبة بتشييد المباني في المناطق السفحية· ومن أهم النقاط المتبقية بمخطط التهيئة والتعمير، تجدر الإشارة الى ضرورة التفكير المعمق في إيجاد آلية لإعادة إنجاز شبكة للسكة الحديدية تكون قريبة من المدينة، كون الشبكة الحالية تبعد كليا عن المدينة، وهو ما يحدث ضغطا كبيرا على المحطة البرية لبلدية بودواو، وفوضى نقل عارمة أصبحت تثمل جزءا من يوميات المسافرين·· وطلب بعض المتدخلين في جلسة المناقشة، من السلطات المعنية، العمل على إيجاد حل ناجع لمشكل السكنات في مناطق الضغط العالي كحوش اللبان وحوش المخفي، وكذا منطقة المرجة التي تشكل منطقة فيضانات جعلت كل المشاريع بها معلقة دون اتمام·· وطالب اعضاء المجلس في الأخير، بضرورة تشديد المتابعة الميدانية لإنجاز مختلف المشاريع التنموية من طرف الجماعات المحلية· *